تعتبر منطقة الجوف من أهم مناطق السعودية من حيث تاريخها ومواقعها الأثرية، إذ يرجع أقدم ذكر مكتوب لها إلى ما بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وذلك من خلال النصوص الآشورية التي تشير إلى دومة الجندل أقدم مدن منطقة الجوف باسم"أدوماتو". وكان الآشوريون يطمعون من هذه الحملات في السيطرة على دومة الجندل، لإشرافها على الطريق التجاري القديم القادم من جنوب الجزيرة العربية باتجاه بلاد الرافدين العراق وبلاد الشام. وفي القرن الثالث الميلادي حاصرت ملكة تدمر الملكة زنوبيا قلعة مارد، وكانت تحصيناتها منيعة فعز عليها اقتحامها، وقالت مقولتها الشهيرة"تمرد مارد وعز الأبلق"الأبلق قصر في تيماء لم تتمكن من فتحه. وتعد دومة الجندل المدينة القديمة في منطقة الجوف من أمهات القرى في جزيرة العرب، وعندما جاء الإسلام كانت دومة الجندل كغيرها من بلاد العرب قبل الإسلام تعيش في الجاهلية، وورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم غزاها في السنة الخامسة للهجرة، وعندما علم أهلها بقدومه تفرقوا ثم عاد الرسول إلى المدينة، وفي السنة السادسة للهجرة غزاها عبدالرحمن بن عوف بأمر من الرسول ومكث فيها ثلاثة أيام يدعو أهلها إلى الإسلام، فأسلم بعض من أهلها وفي السنة التاسعة للهجرة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى دومة الجندل، فاستطاع فتحها وأسر حاكمها أكيدر بن عبدالملك السكوني، وأخذه إلى المدينة فأسلم وصالح النبي على أرضه، ثم أخلى سبيله فرجع أكيدر إلى دومة الجندل، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتد أكيدر عن الإسلام وترك دومة الجندل. ومن أهم مواقع منطقة الجوف الأثرية. - الشويحطية التي تقع على بعد 45 كيلومتراً من مدينة سكاكا، تم كشفها عام 1977، وجمع من الموقع عدد من الأدوات الحجرية تم تصنيفها على أنها تعود إلى عصر ما قبل الآشوري، ومن خلال مقارنة ما عثر عليه في الشويحطية من أدوات مع موقع مشابه في أفريقيا، يعتقد الخبراء أن عمر الموقع يعود إلى 3.1 مليون سنة تقريباً. - الرجاجيل وهو من أهم مواقع الآثار في منطقة الجوف، ويقع على بعد 10 كيلومترات، ويتكون من خمسين مجموعة من الأعمدة بعضها محطم، ويصل ارتفاع القائم منها إلى حوالى 3 أمتار، ويرجع تاريخه إلى 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وتم إجراء أعمال تنقيب في الموقع، عثر خلالها على كميات من المواد الحجرية التي تضم مكاشط ومخارز وشفرات ومجموعة من الكسر الفخارية. - قلعة"مارد"في دومة الجندل، التي تعتبر من أهم القلاع الأثرية في شمال السعودية، تقع على تل مرتفع يطل على المدينة القديمة في دومة الجندل، وهي التي حاصرتها الملكة زنوبيا ولم تستطع فتحها. - قلعة الصعيدي، التي تقع في محافظة القريات على رأس جبل يعرف بجبل الصعيدي، ويقع بين قصر عقيلة المشعان شمالاً وقصر كاف جنوباً، وتتكون القلعة من سور يحيط بكامل الجبل بطول 800 متر وارتفاع يصل إلى أربعة أمتار من الخارج، أما عرض السور فيبلغ حوالى 2.50 متر، وبني سور القلعة على شكل مستطيل غير منتظم يتماشى مع شكل الجبل، وتوجد في داخل الفناء بقايا جدران وأساسات لمجموعة من الحجرات والوحدات البنائية المتفرقة، وعثر فيها على كسر فخارية متنوعة من أنواع الفخار النبطي والعثماني المتأخر، وكسر فخارية تعود إلى العصر الحديدي. - سور دومة الجندل الذي يقع في الطرف الغربي من دومة الجندل، وتم الكشف عنه عام 1406ه من وكالة الآثار والمتاحف، ويبلغ ارتفاعه نحو 4.5 متر، وهو مبني من الحجر بأسلوب يشبه بناء قلعة مارد. - مسجد عمر بن الخطاب الذي يقع وسط المدينة القديمة في دومة الجندل، وهو ملاصق لحي الدرع من الجهة الجنوبية، ويعتقد بأن الخليفة عمر بن الخطاب أمر ببنائه أثناء مروره بدومة الجندل متوجهاً لتسلم مفاتيح بيت المقدس، ويعتبر من أهم المساجد الأثرية في السعودية. - قلعة زعبل، التي تقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة سكاكا، بنيت من الحجر الرملي والطين على مرتفع صخري، ويعتقد بأن تاريخ بنائها يعود إلى 200 سنة، وأنها بنيت على قلعة أقدم منها وهي منشأة حربية بحتة.