منذ العام 1996، لم يعد ل"البيجر"مكاناً في جيوب السعوديين، بعد أن اكتسحت موجة الهاتف الجوال"الموبايل"عقولهم وقلوبهم قبل جيوبهم، والتي شغلت بداياته، وخصخصته، ومزايا خدماته، ودخول شركات جديدة للسوق السعودية، ينتظر عمل آخرها الشركة الوطنية الكويتية للاتصالاتMTC، أفراد المجتمع. العمر الزمني، للهاتف المحمول في السعودية يقارب الأحد عشر عاماً. فبداية قصة"الموبايل"مع السعوديين، تمثلت في اقتصاره، بادئ الأمر، على فئة رجال الأعمال وكبار الموظفين في القطاعات الحكومية برسوم كانت تبلغ عشرة آلاف ريال للشريحة الواحدة. أصبحت، في الوقت الراهن، من دون رسوم. ولم تعد شريحة واحدة تكفي حتى لطلبة المراحل الابتدائية. وأثارت بعض استخدامات الجوال غير المسؤولة ردود فعل واسعة داخل المجتمع كقضية"برجس"و"فتيات نفق النهضة"، وقبلها الرقم المضاف للموبايل الذي حول أعداد الرقم من تسعة إلى عشرة بعد دخول اتحاد الاتصالات"موبايلي"للسوق السعودية، والدعاية الشهيرة"أهلا بالصفر"، وتمثلت آخر صرعة في تطور الهاتف المحمول، وفي الوقت نفسه حديث المجتمع، بداية عصر"الاتصال المرئي". وكان صدور قرار السماح لدخول"الموبايل"ذو الخواص التصويرية والاتصالية، التي تساعد الشبان والفتيات في ممارسات غير مقبول بعضها اجتماعياً، جاء بعد دراسة مستفيضة من لجنة رباعية مشكلة من وزارات: الداخلية والتجارة والصناعة والمالية، إضافة إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. ولم يكن الوصول إلى مرحلة"شرائح الهواتف النقالة"الأرخص من صندوق الطما إلا بعد مروره بمراحل سابقة خلال السنوات ال 11 الماضية. وأصبح حال الهاتف المحمول من قطعة جماد تستحوذ مساحة كبيرة من جيب الثوب إلى أجهزة متنوعة وبمقاسات يصغر حجماً وتزداد تقنية مع رأس كل سنة ميلادية جديدة، والتي تعتبر موعداً لنزول أحدث أجهزة"الموبايل"إلى الأسواق العالمية، ومع هذا التطور أصبح الدور الرقابي، بجانبيه الجيد والضار، يزداد أكثر فأكثر. وكان أكاديمي سعودي هو البروفيسور عبدالله الرشيد قدم دراسة حول استخدام الهاتف المحمول بين المراهقين في المدارس السعودية، وكشفت الدراسة أن 70 في المئة من ملفات هواتفهم، والبالغ عددها 1470 ملفاً تحتوي على مواد إباحية، بينما 8.6 في المئة مقاطع تتعلق بالعنف في المنازل والشوارع. وما أثير حول"الموبايل"لا يختلف كثيراً عن بداية البث التلفزيوني، وكذلك تعليم البنات من ردود أفعال للمجتمع السعودي. ومع هذا، لم يمنع الجدل الدائر حول ما إذا كان الاختراع الجديد أحد أشكال"الغزو الفكري"أو مجرد وسيلة تسهل التواصل بين الناس، من امتلاك أكثر من 14 مليون شخص لشرائح الهاتف المحمول، بحسب إحصائية صادرة عن هيئة الاتصالات العالمية الصادرة عام 2006 الماضي. ويستعد السعوديون لاستقبال ضيف جديد لخدمات الهواتف النقالة، وهي الشركة الوطنية الكويتية للاتصالات MTC. والثالثة في ترتيب الشركات العاملة في البلاد بعد دخول اتحاد الاتصالات"موبايلي"آخر العام 2004 بينما تزال، العمادة، مسجلة لشركة الاتصالات السعودية"الجوال"التي تحولت من قطاع عام إلى خاص في عام 1998. وهي تحتل جزءاً كبيراً من ذاكرة تاريخ علاقات السعوديين مع الهاتف المحمول، والتي واجهت العديد من دعوات المقاطعة، بسبب أسعارها الباهظة. ومع مرور الأيام على وجود الهاتف المحمول، فإن الآراء الجدلية في حال تصاعدية حول مسيرته في السعودية، وهي تنقسم بين الواقع والخيال، وتبقى الحقيقة الوحيدة نهاية قصة"البيجر".+