علمت"الحياة"أن شرطة العاصمة المقدسة رفعت برقية عاجلة إلى إمارة مكةالمكرمة، لتشكيل لجنة تحقيق في وفاة الطفلة عبير تركي الحارثي، التي توفيت الأحد الماضي في مستشفى النور نتيجة تعرضها لصعق كهربائي، أثناء ممارستها اللعب في إحدى الألعاب في مقر مهرجان"مكة خير"قبل 11 يوماً. وستضم اللجنة، بحسب مصادر"الحياة"، كلاًّ من إمارة مكةالمكرمة، وشرطة العاصمة المقدسة، ومديرية الدفاع المدني، وأمانة العاصمة المقدسة، وشركة الكهرباء، للوقوف على ملابسات الحادثة كافة. وأكد تركي الحارثي والد الطفلة عبير، ل?"الحياة"، أن ابنته البالغة من العمر ستة أعوام تعرضت للصعق الكهربائي في مهرجان مكة خير عندما كان خالها يرافقها للعب في إحدى الألعاب الموجودة في المهرجان. وقال الحارثي:"أدخلت أبنائي الثلاثة إلى مقر فعاليات المهرجان الأسبوع الفائت، ابتهاجاً بإدخال عبير إلى المدرسة، ولكن حدث ما حدث، وتحولت أفراحنا إلى أحزان". وأكد أنه لن يتسلم جثمان ابنته عبير من ثلاجة الموتى حتى لو مضى عليها عام كامل، إلى أن يظهر المتسبب في الحادثة، مطالباً بتشكيل لجنة للتحقيق فيها. وشدد الحارثي على أن الفيصل في القضية هو الوجه الشرعي، وقال:"لن أرضى إلا بما ينطق به الشرع ومعاقبة المتسبب في الإهمال، ولن أتنازل حتى لو عرضت علي ملايين الدنيا"، مضيفاً أن والدة عبير تعرضت لصدمة نفسية إثر وفاة ابنتها، وتتلقى العلاج حالياً. ولفت إلى أنه تم إيقاف الألعاب داخل المهرجان مدة 24 ساعة بعد الوفاة، وتمت إعادتها للعمل لاحقاً، فيما لا تزال القضية قائمة ومنظورة من الجهات المختصة، مشيراً إلى أنه وقف على موقع الحادثة برفقة مندوب الشرطة والكهرباء، إذ تم وضع صبة إسمنتية جديدة، وتحديث التمديدات الكهربائية في الموقع. وقال الحارثي:"إن القائمين على المهرجان لم يكلفوا أنفسهم بالاطمئنان على ابنتي أثناء وجودها في المستشفى، ولم يقدموا العزاء حتى بعد وفاتها، وكأنها ليست بشراً"، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالاً عند وقوع الحادثة من كل من حسين الحارثي، ومحمد سالم، المسؤولين عن المهرجان، يطلبان مني الحضور إليهما للتفاهم، متسائلاً عن أسباب ذلك الاتصال ورغبتهما في التفاهم. من جانبه، قال مدير جدة للمعارض والعضو المنتدب لمهرجان"مكة خير"حسين الحارثي، ل?"الحياة":"إن وفاة الطفلة عبير وقعت قضاءً وقدراً، وأن ما تعرضت له كان عبارة عن حادثة سقوط، وليس صعقاً كهربائياً"، مشدداً على أن الحادثة أخذت هالة إعلامية كبيرة. إلى ذلك، تصاعدت ردود الأفعال الساخطة في الشارع المكي بعد شيوع أنباء وفاة الطفلة عبير الحارثي، إثر المعلومات التي ترددت عن صعق كهربائي أصابها بجناح الألعاب بمهرجان مكة خير، وأبدى عدد من مرتادي المهرجان استياءهم الشديد بعد سماعهم نبأ وفاة الطفلة عبير بعد أن ظلت لفترة طويلة قاربت العشرة أيام في غرفة العناية المركزة بمستشفى النور التخصصي وفي غيبوبة كاملة. وفي موقع المهرجان، أعرب عدد من المواطنين ل?"الحياة"عن صدمتهم من نبأ وفاة الطفلة عبيرة، وقال المواطن محمد اليامي:"إن وفاة عبير كانت بمثابة الصدمة لنا، وما يؤسف له أن سبب الوفاة كان نتيجة للإهمال الحاصل في التمديدات الكهربائية، وتركها من دون عناية في جناح الألعاب، ما كان له الأثر الأكبر في إصابة تلك الطفلة ووفاتها فيما بعد". وعن مخاوف الأسر والعائلات من التوجه إلى المهرجان، قال المواطن خالد الحرازي:"إن الحادثة أحدثت هزة كبيرة لدى مرتادي المهرجان، وكما تشاهد والمهرجان بدأت أعداده في انخفاض ملحوظ، وألمح الحرازي إلى ضرورة الاهتمام بالمرافق والأجنحة كافة، خصوصاً بجناح الألعاب، كونه يلامس شريحة الأطفال، وهي التي تحتاج لتعامل خاص ودقيق، وأخذها بعين الملاحظة والمتابعة الدائمة والمستمرة. إلى ذلك أكدت الشركة السعودية للكهرباء أن ليس لها علاقة بتمديدات داخلية استخدمت في مواقع الألعاب في مهرجان مكة مشددة على أن المولدات المغذية للمخيمات ليست تابعة للشركة.