تخرجت من باريس في عام 1992 ودرست الأدب الأوروبي، إلا أن عشقها التصوير الفوتوغرافي لم يجعلها تمارس عملها إلا سنة واحدة بعد العودة إلى السعودية، ومن بعدها سافرت إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لتصقل عشقها في التصوير والذي بدأ معها منذ الصغر، وبدأت هوايتها تكبر معها بدءاً بمعرضها الصغير من غرفتها في المنزل، وصولاً إلى معرضها الحالي في"معرض الصين 2007"، والذي يحكي عن حضارة الصين الكبيرة والمتشعبة، هي اليوم رئيسة قسم السيدات في بيت الفوتوغرافيين في جدة. المصورة السعودية سيرين غزاوي تحدثت عن شغفها بتصوير البورتيريه الوجوه، وهي الرسالة التي في نظرها تحاكي العالم وتستطيع أن تتواصل مع العالم الخارجي، وتقول:"التصوير عامة استهواني كثيراً إلا أنني أعشق تصوير البورتيريه، أي تصوير الوجوه، لأني أشعر أن التعابير في الوجوه تعكس واقع لحظات فرح وسعادة لا تنسى، أو خطوطاً تحاكي غدر الزمان، وهي تأملات لحكايات أيام أو ببساطة لبراءة الطفولة...". وأشارت غزاوي إلى انه ليس بالضرورة أن يقتصر التصوير على المجتمع الذكوري، قائلة:"إن اقتصار فن التصوير في أول ظهوره على العنصر الذكوري، فما كان ذلك إلا لصقل التقنيات والأساسات التي بني عليها التصوير وولادته كمجال لهواية أو حرفة، إضافة إلى قلة ميادين التصوير الضوئي في الماضي، فاقتصرت على الحروب والبورتيرية والمناظر الطبيعية، وعلى ذلك فمنذ التفتت الى مهنة التصوير رأيت أسماء أنثوية لمعت وأثبتت ظهورها، ومنها سمو الأميرة ريم الفيصل في فنها وتطلعاتها ووصولها الى العالمية...". وحول ما يميزها عن غيرها من المصورات السعوديات، ذكرت غزاوي أنها"أتميز عن غيري من خلال حبي بأن التقط الشخص على طبيعته وإعطاءه مساحته الشخصية المخصصة له، وعدم التقيد بالكلاسيكية والروتين، أما بالنسبة للصور الطبيعية والجمادات، أحب الدخول في أدق التفاصيل، إذ يبرز المحتوى ويضيع المشهد العام، فيبحر المتلقي إلى فحوى الموضوع...". وأكدت غزاوي على ارتباط الأدب الأوروبي بالتصوير ارتباطاً يخلق معه أجمل لوحات وصور قد تعلق على الحائط، وذلك من خلال:"إن الأدب الأوروبي غني جداً بالروايات الرومانسية، فمنها مقتبس من الواقع، وغيرها من نسج الخيال، لقد تخصصت في كتابات وليام شكسبير لتعابيره ورومانسيته، فمن أشهر قصصه وأروعها رواية روميو وجولييت التي أحب نقلها للواقع بأسلوبي ورؤيتي الخاصة...". ومن جانبها وصفت غزاوي واقع المرأة السعودية في مجال التصوير قائلة:"يتقدم حال المصورة السعودية ببطئ ولكن بثبات، في مملكتنا الغراء فتح مجال تعليم التصوير ذلك، فهناك أجيال مشغفة بفن التصوير وما ينقصهن هو توجيهها نحو ميولهن وصقلها في تخصصات ومجالات معينة ومدروسة، وقد أعطيت دورات خاصة في مجال التصوير الضوئي والصحافي، وأثبتت الطالبات قدراتهن وشغفهن للاستمرار والوصول نحو الأفضل، وبمناسبة الحديث عن ذلك، فقد عينت رئيسة قسم السيدات في بيت الفوتوغرافيين في جدة، ووضعنا مخططات وتشكيلات وأفكاراً جديدة لتقوية بيت الفوتوغرافيين وابرازه محلياً ودولياً بحلية جديدة...". وعن معرضها الذي أقيم الصين 2007 قالت غزاوي:"سافرت إلى مدينة"بيجي"الصينية كثيراً وبالفعل تمكنت خلال الرحلة من التقاط أجمل الصور التي حملت في طياتها صوراً لسور الصين العظيم، كذلك صوراً مختلفة للمعابد الصينية هناك وتماثيل مختلفة من المجسمات الذهبية للتنين الصيني المشهور وبعض المناظر الطبيعية عند غروب الشمس...". وأضافت غزاوي:"هدّف المعرض في رسالته إلى تعريف المجتمع السعودي على المجتمع الصيني من نواحٍ عدة كالطبيعة والثقافة الصينية والحضارة وتاريخها وتاريخ شعبها المضياف، وقد استمر لعشرة أيام استقبلت خلالها شخصيات عدة، كما حظي المعرض بحضور من طالبات الجامعات المختلفة وفنانين تشكيليين ومصورين سعوديين، الأمر الذي أسعدني حقاً". وترى غزاوي أن الصعوبات التي مازلت تعاني منها السعوديات في هذا المجال تتمثل في"ضيق الموارد الفنية ومواضيع التصوير، وشح ورش العمل، والمحاضرات المختصة".