لم يتمكن لص من الاستمتاع بما سرقه، إذ فوجئ بأن المسروق، الذي يعمل في قص الأثر، يُوجّه له أصابع الاتهام من دون أن يستعين بالشرطة. وذكر قصاص الأثر عوض آل ثابت، أنه نزل في أحد فنادق مكةالمكرمة، لأداء العمرة، وفوجئ بعد عودته من أداء مناسك العمرة، بسرقة محتويات الغرفة ومن بينها جهاز حاسب آلي محمول، ونحو 800 ريال. وقال:"لم أجد أي مؤشرات تدل على كسر باب الغرفة، ما يعني أن السارق لديه مفتاح آخر، وبخاصة أني لم أسلم المفتاح الذي في حوزتي إلى استقبال الفندق". وتمكن آل ثابت بفراسته من اكتشاف ملامح هوية السارق، من خلال دلائل توصل لها، بحسب قوله، مضيفاً"نزلت سريعاً إلى بهو الفندق، وكان يجلس فيه حينها سبعة أشخاص، وجميعهم موظفون وعمال في الفندق، واتضح لي أن من بينهم من قام بالسرقة، وبخاصة أنه طابق الملامح التي توصلت لها من خلال الآثار التي تركها خلفه". وأضاف"اقتربت من اللص، وتفحصته أكثر، كما أني لمحت حالة ارتباك في تعابير وجهه، وحاولت حينها احتواء الموقف، وعدم إحراجه، فاستدرجته بأسلوبي إلى صالة أخرى في الفندق، وواجهته بكل الدلائل والقرائن التي تثبت أنه السارق"، موضحاً"لم تطل مدة إنكاره، وبخاصة بعد تهديدي بفضح أمره، فانهار باكياً معترفاً بسرقته"، وقام اللص بتسليم المسروقات، التي"وضعها بذكاء تحت الغطاء الخشبي لسرير غرفتي في الفندق". يشار إلى أن قصاصي الأثر يتفاوتون في قدراتهم، إذ تصل الموهبة عند بعضهم إلى اكتشاف جنس المطلوب، ذكراً كان أم أنثي، أعمى أو بصيراً، ثقيل الوزن أو خفيفه، بل إن منهم من يمكنه وبسهولة تحديد لون بشرة المطلوب. وأشار آل ثابت إلى أن"قص الأثر في الأماكن المفروشة أو المكسوة بالرخام والبلاط أكثر صعوبة من القص في التراب أو الرمال".