اندثرت بعض عادات الزواج التي حرصت الجدات عليها في السابق، إلا أن بعضاً منها لا نزال نشاهده أو نسمع عنه حتى اليوم بين الحين والآخر، خصوصاً ليلة الحناء والغمرة التي لا تزال تفرض وجودها وتحديها في ظل التطورات التي شهدتها حفلات الزواج أخيراً. وتأتي هذه العادات لتكسر احتكارها على مناطق معينة في المملكة منتشرة إلى مناطق لم نكن نسمع بها من قبل، إضافة إلى انتشارها بحلة جديدة وكأنها مظاهر جديدة. حضرت الجوهرة الغنيم حفلة زفاف صديقتها الحجازية، لتفاجأ بطقوس الزواج لديهن، وتقول:"على رغم استغرابي لما رأيت، إلا أنني أعجبت كثيراً بما رأيت وشعرت بتغيير كبير في تلك الحفلة"، وتضيف"ستكون حفلة زفافي بعد أسابيع وسيفاجأ الجميع بالغمرة التي حرصت على ترتيباتها أكثر من أي شيء آخر"، وأرجعت الغنيم حرصها على الغمرة إلى حبها للتغيير"كل فتاة تحلم بليلة تختلف عن غيرها وحرصي على الغمرة يعود إلى أنني سأكون الأولى بين قريباتي التي أفعلها ولن ينسى أحد ما حدث ليلة زفافي"، وتوضح الجوهرة"أعلم أن الأمر لن يقف عند الاستغراب بل سيتعدى ذلك إلى الاستنكار خصوصاً أنه أمر جديد لدينا". أما فاتن الزهراني التي حرصت على ليلة الحناء فتقول:"ليلة الحناء هي ليلة اجتماع قريباتي قبل يوم زفافي، ويهمني أن أجد الجميع حولي"، مضيفة"على رغم اندثار الغمرة لدى من يسكن المدن الكبيرة، إلا أن إحدى قريباتي فاجأت الجميع في ليلة زفافها بالغمرة، ما أثار إعجاب الجميع خصوصاً كبيرات السن اللاتي استرجعن ذكرياتهن". وتقول أم عبدالرحمن 65 عاما:"ليلة الحناء والغمرة كانت من أهم طقوس الزوجات لدينا في السابق التي تحرص عليها كل عروس، ولكنها لا تزال موجودة عند بعض فتياتنا"، وتستطرد واصفة ليلة الحناء"تقام ليلة الحناء لدينا قبل الزفاف بيوم تجتمع فيها قريبات العروس فقط وتتزين العروس بكامل ذهبها وزينتها لتنزف للحاضرات وقد نقشت الحناء على يديها وقدميها". وتضيف"تخرج قبل العروسة فتاة تحمل الحناء في وعاء كبير مخصص له مزين بالشموع، وترقص الحاضرات وفي نهاية الليلة تقوم والدة العروس بتوديع الحاضرات بهدايا من الحناء"، وعن الغمرة تقول:"الغمرة هي زفة العروس بزيها التراثي قبل زفتها بفستانها الأبيض، وتكون الغمرة عادة عند أهل الجنوب بزفة العروسة بالزي العسيري والفضة ومن ثم تعود إلى مزينة الشعر والماكياج لتتزين وتخرج بفستانها الأبيض". ولم تعد هذه العادات تقام كما كانت تقام في السابق، بل أصبحت الفتاة تبحث عما يميزها عن غيرها من الفتيات اللاتي يقمن هذه الليلة أيضاً، تقول صاحبة محل تجهيز حفلات أم ماجد:"لا تزال بعض الفتيات حتى اليوم يحرصن على إقامة ليلة الحناء والغمرة، ولكن بطرق عدة مختلف. وأصبح اهتمام الفتيات بالتجهيز لها مثل اهتمامهن بالزفة والكوشة، إذ يقدمن الحناء مغلفاً ومزيناً بأشكال عدة، وأنا حريصة على البحث عن كل جديد في هذا المجال من أجل إرضاء الزبونة، إلا أن بعضهن لا يعجبهن ما هو موجود، فيقمن باختيار التصاميم المختلفة لتقديم هدايا الحناء فيها".