أدى نقص المياه إلى تدهور وضع المزارع في محافظة الأحساء، وعبّر مزارعون عن استنكارهم من تعثر هيئة الري والصرف وإدارة المياه في إيجاد حلول للمشكلة التي تواجه مزارعهم منذ سنوات، وتتولى"الهيئة"و"المياه"مسؤولية توفير المياه وتلبية حاجات المزارع منها. ونتج من تدهور المحاصيل الزراعية تخلي عدد من المزارعين عن الزراعة، متجهين نحو المشاريع العقارية والترفيهية، وبخاصة إقامة الاستراحات في المزارع، كمصدر رزق أفضل من الاعتماد على عوائد المنتجات الزراعية، إلا أن هذا الاتجاه ساهم بشكل آخر في زيادة النقص الحاد للمياه في المحافظة، لما ينطوي عليه من مخالفات، تتمثل في حفر آبار ارتوازية غير مرخصة، لتلبية حاجة الاستراحة من المياه المستخدمة في المسابح. ونسب مزارعون تفاقم مشكلة عدم توافر المياه، إلى"العطل الفني في محطة تنقية المياه التابعة إلى إدارة المياه"، إضافة إلى أن"المحطة لا تنتج الكمية المقررة لها من المياه، التي تضخها في القناة الرئيسة". وتعد المحطة من أكبر المشاريع التي نفذتها وزارة المياه في الأحساء، وتعمل على تنقية المياه، وبلغت كلفة المشروع الذي أنجز قبل أربعة أعوام نحو 130 مليون ريال، ويمكنها ضخ أكثر من 210 آلاف متر مكعب يومياً. ويذكر مزارعون أنها"لا تضخ سوى ربع الكمية المقررة لها"، فضلاً عن أن"المياه غير نقية"، وطالبوا وزارة الزراعة ب?"تكوين لجنة، تتابع مشكلة الأعطال وإنتاجية المحطة من الماء". وأكد مزارعون أنه"توجد إلى جانب المحطة بئر ارتوازية، تنتج أكثر مما تنتجه المحطة ذاتها، على رغم وجود ثمانية أنابيب فيها"، مشيرين إلى أن"المحطة تواجه أعطالاً متكررة، ما يؤدي إلى قلة إنتاجها". وعلى رغم أن الطاقة الإنتاجية لمحطتي العمران والعيون تتجاوز 60 مليون متر مكعب في اليوم، إلا أن المشروع توقف من دون معرفة الأسباب. وذكر المزارع محمد الحجي أن"عمليات حفر الآبار في الاستراحات تزايدت في الآونة الأخيرة، وأصبحت لكل استراحة بئر ارتوازية، تستخدم في تعبئة برك السباحة، ويستفاد منها مرة واحدة، إذ يتم إفراغ الماء وتعبئة البركة مرة ثانية لمستأجر آخر"، موضحاً أن"الهدر في المياه يقابله مبلغ زهيد لا يساوي الماء المستنزف". وأكد المزارع عبدالله الهلال أن"الطلب من جانب الزبائن على برك السباحة في فصل الصيف سيشهد ازدياداً، كما أن البرك تُعبأ مرتان في اليوم، على فترتين صباحية ومسائية، ويتم التخلص من المياه فور خروج المستأجر من الاستراحة"، مطالباً ب?"إيجاد مراقبين يساهمون في الحد من الهدر المائي الناتج من الاستراحات". وأشار عبد العزيز الدحام إلى أن"مشكلة المياه امتدت إلى المنازل في الأحساء"، مضيفاً أن"القرى الشرقية ومدينة الهفوف، يعانيان من هذه المشكلة منذ سنوات طويلة". وتتزايد المشكلة لدى الأسر من ذوي الدخل المحدود، وتتمثل في عدم تمكنهم من تأمين المياه بواسطة الصهاريج. واقترح محمد الدحمسى"متابعة الوافدين الذين يوجدون على بعض الطرقات الزراعية، من اجل إغراء بعض المزارعين بحفر بئر ارتوازية"، إضافة إلى"وضع عدادات على الآبار الارتوازية وتحديد قيمة الاستهلاك الفعلي". يشار إلى أن محافظة الأحساء تضم أكثر من 15 ألف بئر ارتوازية، تم حفر معظمها بشكل عشوائي، ومن دون علم وزارة المياه، كما أن عدداً كبيراً من المزارعين يستخدمون مضخات قوية تعمل أكثر من عشر ساعات يومياً.