ينقسم المحامون من حيث نوعيات أسلوبهم الترافعي إلى: 1 - مترافع بالتأثير العاطفي. 2 - مترافع بالحجة العقلية. 3 - مترافع بالتأثير والحجة. 4 - مترافع مسهب. فالمترافع بالتأثير العاطفي، إما مترافع أديب يسوق الاستشهادات الادبية والتصويرات المسرحية من دون ان يثير لدى سامعيه انفعالاً يذكر، وان كانوا يستحسنون ما يسمعونه من ادبياته، وإما مترافع يهز مشاعر الحاضرين ويثير لديهم انفعالاً. اما المترافع بالحجة العقلية فانه يستخدم المحاجة المنطقية اداة لمرافعته، وهو على نوعين: نوع يجمل وقائع الدعوى في مقدمات منطقية غير منكورة، تؤدي الى نتائج منطقية لا مفر من التسليم بها، وهذا النوع ظهر في محامين مشاهير كانت مرافعاتهم اعداداً سابقاً لحكم القاضي، الذي لم يكن يفعل سوى ان يستمد منها اسبابه ومنطوقه. ونوع آخر يستخدم محاجة منطقية سفسطائية تترك مجالاً للحيرة، ولكنها لا تقطع في موضوع القضية ولا تحسم. واذا تصادف وجود سجال بين محام بالتأثير العاطفي ومحام بالحجة العقلية، فانه يمكن تشبيه هذا السجال بمبارزة بالسيوف... الأول يهجم فيها بعنف، والثاني يلتزم معه المداورة، ويحبط هجماته فتقع هباء حتى يُقضى عليها قضاء مبرماً. والمترافع بالتأثير والحجة معاً هو من يسمى بالمتهكم او المتندر، وهو بين النوعين السابقين، ويتميز بأنه يثير إما الضحك وإما الشجن حول مسلمات اجتماعية معينة سيطرت على اذهان الناس والقاضي منهم، وذلك املاً بأن يعاد النظر فيها. وقلما يحدث هذا النوع من المترافعين تعديلاً في عقيدة القاضي، بل قد يرى القاضي في مرافعته مساساً بالكرامة يسره حتى تنتهي المرافعة، وينتقم منه انتقاماً ينقلب وبالاً على من اختار ذلك المحامي وكيلاً عنه. واخيراً فإن المحامي المسهب هو من يغرق في التفاصيل لدرجة تغطي على جملة الموضوع وخلاصته، ويتكلم اشباعاً لشهوة الكلام، وهي مضيعة لوقت القاضي ولمصلحة الموكل، ويلزم اختفاء هذا النوع مع التقدم في الحياة العصرية التي تستلزم تأصيلاً وتركيزاً ووصولاً سريعاً الى الهدف.