أعلنت الشركة الوطنية للخدمات الجوية ناس أمس أنها انتهت من إبرام اتفاقات لشراء 98 طائرة، في خطوة من شأنها تعزيز أسطولها الجوي والمحافظة على ريادتها في مجال الخدمات الجوية الخاصة والتجارية. وأوضح رئيس مجلس المديرين ل"ناس"العميد عايض الجعيد، خلال مؤتمر صحافي أن الشركة على رغم أنها خلال الفترة الحالية تهتم أولاً بتحقيق النجاح في عمليات ممارسة النشاط قبل أن تفكر بالربح مادياً، إلا أنها قادرة على طرح جزء من رأسمالها للاكتتاب العام خلال العام المقبل. يذكر أنه لا يسمح بطرح أسهم للاكتتاب العام ما لم تكن حساباتها الختامية رابحة في آخر عامين قبل الطرح. وشدد على أن"طيران ناس"الذي سجل نمواً عالياً سيكون قادراً على تجاوز التحديات، وقال في هذا الخصوص:"بالطبع لن نقدم على هذه الخطوة الاكتتاب العام إلا بعد تقديم حسابات مالية سنوية رابحة"، في إشارة منه إلى أن الشركة التي حصلت على أول ترخيص لممارسة نشاط الطيران التجاري في السعودية، قادرة على النجاح من الناحية التشغيلية، وتحقيق الأرباح في الوقت نفسه. وأعلن الجعيد أنه تم الانتهاء من اتفاقات لشراء 98 طائرة جديدة، بكلفة 15.5 بليون ريال، وذلك ضمن خططها الاستراتيجية لتعزيز أسطولها الجوي حتى عام 2012. وبين أن الإعلان عن الاتفاقات الأخيرة مع كبار مصنعي الطائرات في العالم يضع خطط تعزيز أسطول الشركة قيد التنفيذ، ويأتي متماشياً مع استراتيجية تنويع وتكامل وحدات العمل الاستراتيجية في الشركة، إضافة إلى فتح أسواق جديدة لخدماتها بشقيها التجاري والخاص في أسواق المنطقة، لتصبح"ناس"واحدة من أهم الشركات العاملة في مجال النقل الجوي في القطاعين الخاص والتجاري في منطقة الشرق الأوسط. وتشغل"ناس"حالياً أكبر الأساطيل وأسرعها نمواً بين شركات الطيران الخاصة في منطقة الشرق الأوسط، إذ يضم 44 طائرة من اكبر الشركات المصنعة، مثل ايرباص وبوينغ وغلف ستريم وداسو وريثيون. ومع الاتفاقات المعلنة ل?"ناس"منذ بداية هذا العام، سيرتفع عدد الطائرات في أسطول الشركة إلى 142 طائرة خلال السنوات الست المقبلة. وتعد"ناس"الشركة الوحيدة على مستوى المنطقة التي تقدم خدمات الطيران الخاص والتجاري في آن معاً، من خلال أربع خدمات استراتيجية تتناغم قدراتها لتلبية حاجات عملائها من حلول الطيران الشاملة والخدمات الجوية المبتكرة. ففي مجال الطيران الخاص تقدم شركة ناس - وذلك منذ إنشائها عام 1999 - خيار الملكية الجزئية والتأجير للطائرات من خلال برنامج"نت جتس NetJets"في الشرق الأوسط، إضافة إلى حلول إدارة الطائرات الخاصة. وفي مجال الطيران التجاري حصلت"ناس"أخيراً على أول تصريح لتشغيل الرحلات الجوية المجدولة، انطلاقاً من العاصمة الرياض، ودشّنت الشركة أولى رحلاتها بين مدن المملكة بمفهوم الطيران الاقتصادي تحت مسمى"طيران ناس"منذ شباط فبراير الماضي. وكانت"ناس"أطلقت منذ نحو سنتين"طيران الخيالة"الذي يستهدف فئة رجال الأعمال وكبار الشخصيات بين عدد من المدن الرئيسية في المنطقة. وأبرمت"ناس"خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام أربعة من اكبر الصفقات - من حيث الكمية والنوعية - التي يبرمها القطاع الخاص في تاريخ أسواق الطيران في المنطقة، وكان آخرها ما تم الإعلان عنه خلال معرض"لوبورجيه"للطيران بشأن التفاهم مع شركتي إيرباص الأوروبية - لشراء 38 طائرة"ايرباص 320"في صفقة تتجاوز 9 بلايين ريال سعودي - وشركة"داسو فالكون"الفرنسية - لشراء 20 طائرة من طراز"فالكون 2000 ال اكس"الجديدة، ذات مقصورة الركاب الواسعة، بقيمة تتجاوز 1.9 بليون ريال سعودي. وكانت"ناس"أعلنت الشهر الماضي عن صفقة مماثلة مع شركة"غلف ستريم ايروسبايس"الاميركية، لشراء 20 طائرة من طراز"جي 450"طويلة المدى بكلفة قد تصل إلى 2.6 بليون ريال سعودي، وذلك بعد أربعة اشهر من توقيعها اتفاقاً لشراء 20 طائرة"هوكر 750"الجديدة كلياً من شركة ريثيون، بكلفة تصل إلى بليون ريال سعودي. وفي إشارة إلى الوضع المالي القوي والسمعة الطيبة للشركة في أسواق الطيران عموماً، بين الجعيد أن الشركة حصلت على عروض عدة لتمويل صفقات الطائرات المشار إليها سابقاً، من عدد من البنوك والمؤسسات المالية المحلية والإقليمية والدولية، وشملت وسائل تمويل مبتكرة، توفر فرصاً استثمارية متنوعة للمستثمرين في سوق المال، موضحاً ان مسؤولي الشركة بصدد المراحل النهائية من اختيار العرض الامثل. وفي هذا السياق قال:"تم اختيار الطائرات الجديدة بعد دراسات مستفيضة ومفاوضات حثيثة مع الشركات المصنعة، أخذت في الاعتبار تنوع ما تقدمه الشركة من خدمات، والطائرات التي تناسب كلاً منها - من حيث الحجم والسعة ومدى الطيران واقتصاديات التشغيل ومستويات الأداء". وتشمل صفقات الطائرات الأخيرة الأسطول الأساسي ل?"طيران ناس"من طائرات"الإيرباص 320"، ليتمكن من تغطية المحطات الداخلية والدولية التي تستعد الخطوط لإطلاقها في المستقبل القريب. يذكر أن"طيران ناس"حصل في كانون الأول ديسمبر الماضي على أول رخصة لتشغيل الرحلات التجارية بمفهوم الطيران الاقتصادي بين مدن المملكة، من الهيئة العامة للطيران المدني السعودي، وبدأت أولى رحلاتها في شهر شباط الماضي. وبالنسبة إلى خدمات الطيران الخاص، أشار الجعيد إلى أن إضافة 60 طائرة جديدة من ثلاث فئات مختلفة تعزز من قدرة وفعالية أسطول برنامج الملكية الجزئية والتأجير للطائرات الخاصة، المعروف عالمياً ب?"نت جتس"، وتلبي حاجات اكبر شريحة من عملاء الطيران الخاص في المنطقة. وشدد الجعيد على أن تعزيز وتنويع قدرات أسطول"ناس"بعد الصفقات الأخيرة، وتوفير خدمات وحلول طيران مبتكرة، من خلال فريق عمل كفؤ وعلى قدر عال من المهنية، وبوسائل تمويلية مبتكرة ومتطورة، يؤدي حتماً إلى توسيع قاعدة عملاء الشركة لتشمل مختلف الشرائح والفئات من جمهور المسافرين، سواء داخل المملكة أو على مستوى الشرق الأوسط". وقال:"الجميع أصبح أكثر اهتماماً من ذي قبل بالبحث عن خيارات تؤمن لهم الخدمة المميزة ذات العائد الأفضل ...، نسعى بالعزيمة ذاتها أيضاً إلى تحقيق مردود استثمار مجز للمساهمين في الشركة". وتنوي"ناس"طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام المقبل، ما يسمح للمستثمرين في سوق الأسهم السعودية بالمشاركة في نجاحات الشركة. وأشار الجعيد إلى أن الشركة مستمرة في استقطاب الكفاءات والخبرات الوطنية والعالمية، ومن مختلف قطاعات الطيران الخاص والتجاري حول العالم، وذلك ضمن استراتيجية توظيف نشطة تسعى لتوفير الموارد البشرية الكفؤة لكل وحدات العمل الاستراتيجية في الشركة. وأفاد الجعيد بأن ارتفاع مؤشرات نمو الاقتصادين الوطني والإقليمي، وتطور الأعمال، والحاجة إلى خيارات سفر تضمن سرعة التنقل، إضافة إلى خطوات تحرير قطاعات الطيران التي شهدتها العديد من أسواق المنطقة، أدت إلى حال من الانتعاش لأسواق السفر في المنطقة، ومناخ استثماري صحي خلق العديد من الفرص الجذابة داخل أسواق المنطقة. وأضاف الجعيد:"يأتي قرارنا لتعزيز الأسطول استجابة للطفرة التي تشهدها أسواق الطيران بشقيها التجاري والخاص في المنطقة، خلال السنوات العشر المقبلة". وأشارت الإحصاءات المعلنة إلى ظاهرة النمو التي تشهدها أسواق الطيران في المنطقة، إذ تتميز أسواق الطيران الخاص في المنطقة بمعدلات نمو متصاعدة، قدرت بنحو 8 في المئة سنوياً، بينما يشهد الطيران التجاري معدلات نمو سنوية مشجعة قدرت ب 7 في المئة سنوياً، مع العلم أن هذه المعدلات تفوق تلك العالمية بشكل ملحوظ.