سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حصلت على جائزة دولية أخيراً ... وبعثاتها تجوب البحار وتدعم العلماء والباحثين . مؤسسة خالد بن سلطان لحماية الحياة في المحيطات ستة أعوام من الأبحاث للمحافظة على محيطات الكوكب المشترك
تعتبر مؤسسة خالد بن سلطان لحماية الحياة في المحيطات واحدة من أهم المؤسسات العملية البحثية العالمية، في مجال اختصاصها، وواحدة من وجوه التفاعل الانساني مع حاجة الكوكب الذي يتشارك البشر مع المخلوقات الأخرى في العيش عليه. من جزر بلوينيسيا الفرنسية خرجت الفكرة، وانطلقت الى شواطئ البحر الاحمر، لتقدم تجربة نالت تقديراً عالمياً، في فترة زمنية لم تتجاوز ستة اعوام، لتحصل على الجائزة السنوية للجمعية العالمية للمحافظين على البحار. وبينما تواصل الفرق العلمية التابعة للمؤسسة أبحاثها في البحار، تسعى الحكومات والمنظمات الدولية لرفع درجة الوعي بالحاجة على الثروات البحرية المهددة بالتلوث، وسط مطالبات بنشر ثقافة التنمية النظيفة. وعلى الوقع فإن مؤسسة خالد بن سلطان لحماية الحياة في المحيطات أجرت طوال الأعوام الستة الماضية حزمة من الأبحاث تعد الأهم في هذا الحقل، عبر بعثات علمية إلى محيطات العالم، ودعمت العديد من البرامج الدراسية وأبحاث العلماء، ورعت وشاركت في مجموعة من المؤتمرات والندوات العالمية في الاختصاص ذاته. تبلورت فكرة إنشاء مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة الفطرية في المحيطات التي سجلت في مدينة كاليفورنيا في شهر أيلول سبتمبر 2000، خلال بعثة ابحاث ارسلت الى جزر بلوينيسيا الفرنسية عام 1998، إذ وجّه الأمير خالد بن سلطان من المملكة العربية السعودية لعدد من اشهر علماء البحار لمرافقته على متن يخته الخاص"الظل الذهبي". وكان هدف الامير خالد اجراء بحوث رائدة تتركز على صحة الشعاب المرجانية واثر ظاهرة الذبذبة في درجات الحرارة التي تعرضت لها الاجزاء الجنوبية من المحيطات والمعروفة بظاهرة"النينو"، وساعدت هذه البعثة منذ مراحلها الاولى على وضع تصور عملي لأنشطة المؤسسة على مدى السنوات الست الماضية، والمتمثلة في تطبيق احدث الاساليب في جمع البيانات والتعاون بين فرق العلماء الدوليين والمشاركة العملية في خدمات المحافظة على الحياة الفطرية في المحيطات والبعثات التعليمية العامة. علم بلا حدود يجسّد مقر المؤسسة في لاندو أوفر ماريلاند بقوة، الشعار الذي وضعته المؤسسة نصب أعينها وهو:"علم بلا حدود"فالمؤسسة تمارس انشطة عملها على مقربة من عاصمة الولاياتالمتحدة، وهي بلاد تتوافر لديها القدرة والموارد لتكون مضرب مثل في رعاية محيطاتنا، ولذلك تتركز انشطة عمل المؤسسة في البحوث الرامية للمحافظة على الحياة الفطرية في المحيطات بوصفها اعظم الموارد المشتركة للعالم، وذلك بمشاركة علماء اختصاصيين من انحاء العالم كافة. بعثة بحر كورتيز كان عام 2001 هو أول عام تمارس فيه المؤسسة انشطتها فدعمت بعثات البحوث في بحر كورتيز فيرغن ايلاندس في الولاياتالمتحدة وفي البحر الابيض المتوسط، وكانت تلك البعثة بقيادة البروفيسور وليم فينيكال من مؤسسة سكريبس لعلوم البحار في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو جمعت وعالجت عينات من الفطريات والشعاب اللينة وعينات من الترسبات التي جمعت من على عمق 400 قدم. واستعمل في ذلك اداة فريدة من نوعها لجمع الترسبات، وكان هدف البعثة هو تطوير اساليب لجمع ومعالجة بيانات الكائنات البحرية من فصيلة خاصة وفي ظروف بيئية محددة، وفي الوقت ذاته أجرى فريق البحث دراسة استطلاعية لبحر كورتيز لاكتشاف الكائنات البحرية التي تعد المفتاح لمعالجة الامراض البشرية بوصف ان المحيط هو الحقل الجديد من الموارد الطبية. بعثة فيرغن أيسلاند الأميركية اشترك كل من الدكتور فينيكال والدكتور بيتر ممبي في دور الباحث الرئيسي في بعثة المؤسسة الى فيرغن ايسلاند الاميركية في نيسان ابريل 2001 التي زار خلالها علماء من الولاياتالمتحدة وكندا والمملكة المتحدة 400 موقع، للبحث في تنوع الحياة المائية داخل الاعشاب المائية في قعر المحيط وجيوب الشعاب المرجانية في المياه الضحلة وحقول الطحالب والشعاب المرجانية. ولما كانت هذه البعثة تمثل اول مهمة استشعار عن بُعد، تقوم بها المؤسسة مهدت الطريق لأنشطة لاحقة من عمليات المسح الجوي متعدد الاطياف CASI الذي أصبح بَعد في بؤرة اهتمام اعمال المؤسسة إذ اجريت اعمال مسح تفصيلية على المستوى النوعي مدعمة، بالتصوير الرقمي تحت الماء في اكثر من 50 موقعاً، ووفرت هذه البعثة فرصاً اخرى للدكتور فينيكال والعلماء الآخرين في مؤسسة سكريبس لجمع كائنات بحرية تتمتع بخواص مضادات حيوية ومضادات الفيروسات ومضادات السرطان. بعثة البحر الأبيض المتوسط اجتمعت في مرحلة لاحقة من الصيف نفسه نخبة من العلماء من الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا وموناكو والمملكة المتحدة وهولندا وايطاليا على متن سفينة الابحاث الظل الذهبي للتوجه في بعثة لإعداد الخرائط في البحر الابيض المتوسط، وكانت هذه البعثة بقيادة البروفيسور جان جوبير من مركز تصوير المحيطات الاوروبي في موناكو حيث باشر الفريق إعداد الخرائط لمواطن البيئة الطبيعية للمناطق الشمالية الغربية من سواحل البحر الابيض المتوسط مع التركيز بوجه خاص على توزيع نوعين من الاعشاب البحرية المحلية في تلك المنطقة وكذلك الطحالب الخضراء الغازية. بعثة جزر سيشل بدأت المؤسسة في كانون الثاني يناير من عام 2005 بمشاركة كل من وحدة كامريدغ للبحوث الساحلية في جامعة كامبريدغ في المملكة المتحدة ومركز سيشل للبحوث البحرية والتقنية وترايدنت ترست في تقويم وإعداد الخرائط لمساحة شاسعة من البيئات البحرية الضحلة من جزر سيشل الجنوبية. وكانت ظاهرة الذبذبة في درجات الحرارة التي تعرضت لها الاجزاء الجنوبية من المحيطات والمعروفة بظاهرة النينو تركت أثراً بالغ الخطورة على صحة الشعاب المرجانية في المحيط الهندي بين عامي 1997 و1998، وبحسب الباحثين فإن جزر سيشل فقدت ما بين 60 الى 90 في المئة من الغطاء المرجاني الحي خلال تلك الفترة الوجيزة. ومع توقع ان يشتد النمط المناخي لظاهرة"النينو"كثافة وحِدّة أصبح من الضروري تأسيس قاعدة بيانات اساسية شاملة للنظم البيئية يمكن بواسطتها قياس التغيرات البيئية على المدى البعيد، وهنا مرة ثانية استخدم العلماء سفينة الابحاث"الظل الذهبي قاعدة ينطلقون منها لتنفيذ كل مراحل العمل الميداني لهذا المشروع. بعثة مقاطعة آشيه إندونيسيا انضمت المؤسسة الى الاتحاد الدولي للمحافظة على البيئة في تشرين الأول اكتوبر 2005 بهدف تقويم الاضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية في الشاطئ الغربي لمقاطعة آشيه في جزيرة سومطرة الاندونيسية، نتيجة للهزة الارضية العنيفة التي وقعت في 26 كانون الأول ديسمبر 2004 والموجات السنامية المائية التي اعقبت تلك الهزة. كما تسببت تلك الهزة الارضية في ميلان جزر بأكملها، إذ لوحظ ارتفاعها من طرف وانخفاضها من الطرف الآخر في حدود مترين تقريباً، ونتج من ذلك ارتفاع عشرات الهكتارات من الشعاب المرجانية الحية فوق مستوى المد وتعرضها للموت، في الوقت الذي انخفض فيه مستوى الشعاب الاخرى في اعماق الماء، ما غير من البيئة الصالحة لنموها وبقائها على قيد الحياة. على رغم ان الموجات السنامية العاتية والهزة الارضية كانتا العامل المحرك لاجراء الدراسة، الا ان الباحثين شاهدوا ادلة مهمة تؤكد ان الانشطة البشرية كانت هي المسؤولة دائماً عن الاضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية في منطقة آشيه، وصغر احجامها يوحي بأن هناك افراطاً في صيد هذه الانواع من الاسماك. ما دعا الى اعداد تقرير شامل ومفصل، وعلى اثر هذه الدراسة نشرت الشبكة العالمية لمراقبة الشعاب المرجانية ما يؤكد صحة تلك النتائج ويدعو الى رفع مستوى الوعي العالمي بالحاجة لانظمة انذار مبكر من الموجات السنامية، كما يدعو الى ادارة افضل للثروات السمكية للمناطق الساحلية. بعثة البحر الاحمر في عام 1963 أشار جاك كوستيو في دراسته الكلاسيكية"البحر الحي"، إلى الحياة الساحرة تحت البحر لساحل جزر فرسان، واصفاً إياه بأنه أحد المناطق التي اكتشفت خلال أول رحلة استكشافية للبحر الأحمر. كما أوضح كوستيو أنه"قد يستغرق اكتشاف تكوين الشعب المرجانية والحياة البحرية الغنية كل حياة الانسان". قادت"مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة البحرية في المحيطات"طوال شهر أيار مايو من العام 2006 مشروعاً بحثياً مشتركاً، على متن سفينة الأبحاث"الظل الذهبي"في الجزء الجنوبي بوسط البحر الأحمر، والمعروف بمحمية جزر فرسان البحرية. التحدي تعد الشعب المرجانية واحدة من أهم النظم البيئية المنتجة على الأرض، إذ تقدر الثروة الكامنة في هذه الشعب بحوالى 375 بليون دولار أميركي سنوياً. وتعود أهمية هذه النظم إلى خصائصها البيئية والاقتصادية، إذ تشكل مصدراً للعديد من السلع الغذائية، فضلاً عما تقدمه من غذاء وفرص واسعة لتوظيف الآلاف من السكان من محترفي الصيد والسياحة. وتواجه هذه الموارد الهشة ضغوطاً كبيرة، نظراً إلى اعتماد 8 في المئة من سكان العالم، أو ما يقارب نصف مليون نسمة يعيشون في مناطق لا تتجاوز 100 كيلومتر من الشعب المرجانية عليها، فمنطقة البحر الأحمر تمتلك تنوعاً عالمياً كبيراً، وتزخر بعدد من الأنواع الحيوانية والنباتية، إذ تضم حوالى 150 نوعاً من المرجان تنتمي إلى 50 جنساً. وبحكم انعزال البحر الأحمر النسبي عن المحيطات، فإن البحر الأحمر يعد مأوى لأنواع عدة لا توجد في أي مكان آخر في العالم. ويعيش في الشعاب المرجانية لجزيرة فرسان أكثر من 32 نوعاً من الأسماك و50 نوعاً من الشعب المنتجة للمرجان، والعديد من أنواع الدولفين، وأنواع متعددة من الرخويات والقشريات والطيور البحرية. هذه الثروة الهائلة من الحياة مهددة بالفناء نتيجة للصيد المكثف وتطوير السواحل والسفن التجارية والتوسع في السياحة. وما من شك في الأهمية الاقتصادية، لما أعلنته المملكة أخيراً حول التخطيط لإنشاء مدينة جازان الاقتصادية، وهو ما يعد بداية لفجر جديد نحو فرص اقتصادية هائلة لهذه المنطقة. إلا أنه من الضروري أن يُنظر بالاعتبار للبيئة الهشة لجزر فرسان، التي تبعد قليلاً عن الساحل، إذ من المحتمل أن تتعرض لبعض الضغوط الناتجة من الصناعة وتزايد السكان. ومن المعروف إن التخطيط لمدينة جازان الاقتصادية يتضمن إنشاء ميناء بحري حديث، ومنطقة صناعية، ومركز للخدمات اللوجستية، ومصنع للطاقة، وتحلية المياه، ومنطقة سكنية. إن مشروع مدينة جازان الاقتصادية يؤكد الحاجة الملحة للحفاظ على النظم البيئية لهذه الجزر. الإسهام في الحل إن من أهم المبادئ لإدارة الموارد البحرية، الوقوف على فهم كامل للوضع الراهن للمنطقة ذات الاهتمام. لذلك، فإن ما توصلت إليه الأبحاث التي أجريت في هذه المنطقة، من تصوير للموارد البرحية سيوفر معلومات أساسية مهمة، ومن أهم إمكانات المؤسسة التي تنفرد بها، تطبيقها تقنيات الاستشعار عن بعد، مقترنة بالعمل الحقلي المتزامن، وذلك لإعداد خرائط ذات دقة عالية للبيئات البحرية. وستوفر هذه الخرائط معلومات أساسية للتنظيم البيئي للشعب المرجانية. وهي خرائط ذات أهمية خاصة للباحثين والقائمين على الإدارة البيئية، لما ستقدمه من تفصيلات حول البيئة، ما يفيد في تصميم الأبحاث والخطط الإدارية المستقبلية وتقدير حجم الدمار الذي لحق بالشعب، ومراقبة صحة الشعب، وتقويم نتائج عملهم. ويكمن الهدف الرئيسي من بعثة محمية جزر فرسان البحرية في تنفيذ تخطيط جوي واسع النطاق لبيئات هذه المحمية ذات المياه الضحلة، يهدف إلى الحصول على صور عالية الجودة للنظم البيئية التي تشكل المحمية. دعم لوجستي مستمر تقدم"مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات"دعماً لوجستياً لا يقدر بثمن في مجال البحوث البحرية، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لاستخدام سفينة أبحاث متطورة وطائرة بحرية مجهزة تماماً، ومن المعلوم أن خطط العلماء تكون في العادة محدودة بسبب عدم توافر الامكانات الكافية لتمكينهم من إجراء البحوث اللازمة، ومن هنا كان تركيز المؤسسة على تقنيات الاستشعار عن بعد يمثل امتداداً مباشراً لتوافر سفينة الأبحاث والطائرة التابعة لها وتسخير هذه الامكانات لخدمة أعمال البحث في هذا المجال. دعم متواصل للعلماء توفر المؤسسة الدعم المالي طويل الأمد لعدد من العلماء والمختبرات، وأبرز مثال على ذلك هو الدعم الذي تقدمه المؤسسة إلى الدكتور بيتر ممبي من جامعة اكسترا في المملكة المتحدة منذ عام 2001، في جهوده الرامية لإعداد خرائط لمواطن البيئة الطبيعية، من واقع بيانات المسح الجوي، المتعدد الأطياف لمنطقة جزر فيرغن ايسلاند الاميركية.