رفع معلمو الحاسب الآلي من مختلف مناطق المملكة، الذين لم تشملهم حركة النقل الخارجية الأخيرة، خطاباً لوزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد، يتظلمون فيه من عدم نقلهم في هذه الحركة، وطالبوا ب?"إعادة النظر في وضعهم، والنظر بعين المراعاة والتقدير لظروف معلمي مادة الحاسب الآلي". وجاء في الخطاب الذي تلقت"الحياة"نسخة منه"علقنا آمالاً كثيرة بعد ما سمعناه من تصريحات سبقت صدور حركة النقل للعام الجاري، كونها الأكبر في تاريخ الوزارة من ناحية عدد المعلمين المتقدمين، والمنقولين فيها"، مشيرين إلى أن حركة النقل"ساهمت في تجديد مأساتنا، وحطمت أحلامنا في العودة إلى مقار سكننا، بعد أن أمضينا أكثر من ثلاث سنوات في الحد الأدنى، ونحن نتجرع عناء البعد عن أهلنا". وحددوا تلك"المعاناة"في قولهم:"توجد محدودية في نقل معلمي الحاسب الآلي وحرماننا منه، وعدم حصولنا على بدل الضرر وتعويضنا عن ذلك، وتكليفنا بعدد من المهام الإدارية التي لا علاقة لنا بها، وعدم فتح المجال لنا لتدريس مادة الحاسب الآلي للمرحلتين المتوسطة والابتدائية، على رغم من ان إدارات التربية والتعليم تكلف معلمي الحاسب بذلك". كما تلقت"الحياة"خطاباً من أكثر من 66 معلماً لم تشملهم حركة النقل، أكدوا فيه"عدم اتهام أحد من زملائنا العاملين في وزارة التربية والتعليم بأي تهمة من شأنها الإضرار بسمعته، أو التقليل من جهوده في خدمة المعلمين"، مشيدين ب?"بادرة المدير العام لشؤون المعلمين الدكتور عبد الرحمن الفرج، بالتعقيب وإيضاح بعض النقاط المهمة حول ما كُتب في"الحياة"، حرصاً من الوزارة، على توضيح موقفها من الشكاوى المقدمة من المعلمين، ومناقشتها بغية إيجاد الحل المناسب لها". والتقت"الحياة"المعلمين المتظلمين من عدم نقلهم، ونقلت معاناتهم بأسمائهم، وعلى ألسنتهم من دون إبداء أي رأي خارج عن ما ينقلونه بصورة شخصية، ما يحقق أمانة الكلمة وشرف المهنة، كي لا تكون"الحياة"مُتهمة للعاملين في الوزارة باتهامات غير حقيقية، إذ لم يرد في التقرير المنشور"حرمان جميع معلمي الحاسب الآلي"، كما ذكر الدكتور الفرج في تعقيبه، بل نشرت"الحياة"على لسان المعلم صالح الحمدان ان"النقل بالنسبة لمعلمي الحاسب الآلي كان ضعيفاً جداً". وتناول المعلمون في خطابهم الذي وجهوه إلى مدير عام التحرير في السعودية، ما أورده المدير العام لشؤون المعلمين الدكتور عبد الرحمن الفرج، من ملاحظات على ما نشر، ففي ما يتعلق ب"الحرص على تحقيق رغبات المعلمين، لأننا على يقين أنه متى ما تحققت رغبة المعلم فإن ذلك يؤثر كثيراً على أدائه في عمله"بحسب قول الفرج. قال المعلم ماجد مريبط، الذي ينتظر النقل منذ أربع سنوات:"هل يعتبر نقل معلم على الرغبة العاشرة أو الثامنة أو الخامسة هو نقل تعتد به الوزارة، وتعده من بين ال255 معلماً الذين شملتهم حركة النقل لهذا العام؟"، مضيفاً"أنا أحد المعلمين الذين تم نقلهم في حركة النقل الأخيرة، ودرّست في السنة الأولى في خميس مشيط، فيما بقيت في حفر الباطن لمدة ثلاث سنوات، وفي وسط المدينة بالتحديد، وتم نقلي هذا العام إلى منطقة الرفيعة، وهي هجرة بعيدة جداً، وتتبع إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، والوصول إلى هذه الهجرة يجعلني أفكر وفي شكل جدي بالعدول عن النقل، فالطرق المؤدية إليها وعرة، وتوجد أجزاء من شوارعها غير مسفلتة، إضافة إلى عدم توافر الخدمات الأساس على الطريق". وذكر المعلم عدنان العباد، الذي يُدرّس في حفر الباطن، أن"حركة النقل لم تشملني منذ أربع سنوات، وأحسست فعلاً بتأثير ذلك على أدائي في المدرسة مع طلابي، خصوصاً أن هناك ما يجعلني أقلق فعلاً وفي شكل يومي، فأهلي بحاجة لمن يلبي حاجاتهم، كما أنني أتكلف مادياً من خلال دفع الإيجار السنوي لشقتين، إحداهما في مقر عملي والأخرى في مقر إقامتي الدائم، إضافة إلى مصاريف الكهرباء والماء والهاتف والتنقلات، والتعب الناجم عن إرهاق السفر". وذكر الدكتور الفرج في تعقيبه على ان"النقل مرتبط بوجود أماكن شاغرة، فمتى ما تقدم المعلم بطلب النقل إلى أي مكان يوجد فيه احتياج وهو أحق به من غيره في سلم المفاضلة فإنه ينقل فوراً بلا تردد وهذا حق له وليس لأحد منّة في ذلك"، ورد المعلم وائل القطان على هذه النقطة بسؤال"لماذا تكون هناك حاجة سنوية لمعلمي الحاسب في مختلف إدارات التعليم في المملكة، عدا إدارتي التربية والتعليم في المنطقة الشرقية والأحساء؟، فمنذ عام 1424ه، والحاجة في هاتين الإدارتين محدودة جداً، مقارنة مع إدارات التعليم الأخرى، ولدينا ما يثبت ذلك، وهو ما سبب تكدساً كبيراً لمعلمي الحاسب في الإدارات المجاورة للدمام والأحساء". وأضاف القطان"يمكن الرجوع إلى شؤون المعلمين في إدارات التعليم لمعرفة نصاب معلمي الحاسب، ومقارنتها مع نصاب زملائهم من التخصص ذاته في إدارتي الدمام والأحساء، إذ إن نصابهم يكون كاملاً في الغالب، عدا عن التكدس الكبير للطلاب داخل الصف الواحد، بخلاف المدارس التابعة للإدارات الأخرى في المملكة". وحول ان"مهمة محضري الحاسب ليست تدريس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ولا توجد مادة للتدريس في هاتين المرحلتين الآن، وإنما مهمتهم تكمن في العناية بمعمل الحاسب الآلي وصيانته وتهيئته للعاملين الراغبين في الاستفادة منه، وهي مهمة تختلف عن مهمة معلم الحاسب الآلي"، بحسب قول الفرج، رد المعلم صالح الحمدان على ذلك بالقول:"هذا أمر يمكن أن أؤكد عدم صحته، فأنا لدي خطاب تكليف بتدريس منهج الصفوف العليا والدنيا من المرحلة الابتدائية، ومعي 15 من زملائي على أن نقوم بمهام محضري المختبر". وأوضح الحمدان، الذي يدرس في محافظة الخرج ان"هناك منهجاً يدرس للطلاب من الصف الأول حتى الثالث المتوسط، وهذه المناهج صدرت بالتزامن مع مشروع وزارة التربية والتعليم لإدخال الحاسب الآلي المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وتم تكليفي بتدريس المنهجين الخاصين بالمرحلة الابتدائية خلال العام 1427ه، بقرار صادر من إدارة التربية والتعليم في محافظة الخرج، التي زودتني بمناهج وأقراص مدمجة، تحوي المنهج والمهام المنوطة بي، وهي تجهيز المعمل للمعلمين الذين يريدون إعطاء دروسهم من خلاله، ومساعدتهم في إعداد العروض التقديمية للمناهج، وإعطاء دورات تدريبية لهم بصورة تكليفية". وقال الحمدان:"نصابي من تدريس المادة 18 حصة أسبوعياً، وبقية زملائي يعملون في الثانوية، ويكملون في المتوسطة في مهام محضري مختبر، ويعملون إلى جانب ذلك في برنامج"معارف"تطوعياً". ونفى الدكتور الفرج في تعقيبه وجود نقص كبير في معلمي الحاسب الآلي، ولكنه استدرك أنه"لو وجد نقص في مكان معين فإنه بسبب سوء توزيع الإدارة المعنية، وليس لندرة معلمي الحاسب الآلي"، وهو ما أشاد به معلمو الحاسب الآلي، وقالوا:"يمكن أن يكون هناك نقص تسببت فيه إدارات تربية لم تنفذ عملية التوزيع بصورة جيدة، ونرى أن الوزارة هي الملاذ الأول والأخير الذي يرجع إليه المعلمون، لمناقشة قضاياهم وإيجاد الحلول المناسبة لها، ومن هذه المشكلات سوء التوزيع من جانب إدارات التعليم، وعدم طلب حاجة لمعلمي الحاسب، لذا يجب التحرك لتلافي هذا التقصير". وفي ما يتعلق بعمل معلمي الحاسب الآلي في برنامج"معارف"وغيره من الأعمال الأخرى، وقول المدير العام لشؤون المعلمين:"إنه من الطبيعي أن يتم توزيع الأعمال بين المعلمين، ومن الطبيعي أن يكلف معلم الحاسب الآلي بما يتوافق مع تخصصه، وبخاصة إذا كانت الحصص التي يؤديها لا تصل إلى النصاب الكامل"، رد المعلم أمين البراك، الذي يقوم بتدريس 24 حصة في الأسبوع أي نصاب كامل، إلى جانب قيامه بمهام أخرى لا تمت إلى تخصصه بأي اتصال، ومنها"استقبال البريد الخاص بالمدرسة وإرساله، كما أنني المسؤول عن نظام التبادل الإلكتروني، وأقوم أيضاً بمهام الإشراف والتنسيق المباشر مع الجهات المسؤولة عن صيانة معمل الحاسب الآلي في المدرسة، وأجري الاتصالات اللازمة مع هذه الجهة، كما أنني أقوم بمساعدة زملائي المعلمين في التقدم لحركة النقل الداخلي من طريق موقع إدارة التعليم على شبكة الانترنت". وأضاف البراك"أقوم بكتابة الخطابات الخاصة بالمدرسة، وأيضاً بإدخال بيانات الطلاب ودرجاتهم في برنامج"معارف"، وأتحمل مسؤولية صحة ودقة هذه البيانات، وأتابع دائماً التحديثات التي تخص البرنامج والتنسيق مع مركز الدعم الفني في الوزارة وإدارة التعليم، وهذه هي حال غالبية معلمي الحاسب، وليس هناك تعويض، أو بدل عن قيامي بكل ذلك، بل لا توجد حوافز تساهم في مواصلتي هذا العمل". ووافق المعلم حسين آل عمير، زميله البراك في كثرة المهام. وقال:"الأعمال الإدارية التي أكلف بها في مدرستي تعيق سير العملية التربوية، وتجعل من تحقيق أهداف المنهج الدراسي أمراً شبه مستحيل، إن لم يكن مستحيلاً بالفعل، إذ يندر أن يخلو أسبوع واحد لا تتم فيه مقاطعتي أثناء حصصي من أجل الأعمال الإدارية الموكلة إليّ، وهي لا تختلف عن باقي زملائي". وأضاف"هناك مهام أخرى نتحملها كمحضري معمل الحاسب، وتلقى أعباؤها علينا، وكحل جزئي لهذه المشكلة فقد تم فرز حصصي في الجدول لتكون في الحصص الأولى والأخيرة من اليوم الدراسي، ما شكّل عليّ ضغطاً كبيراً خلال أيام الأسبوع، حتى يصل الأمر إلى عدم مقدرتي على توفير أي ساعات مكتبية أو توفير بعض الوقت لأجلس في غرفة المعلمين لأخذ قسط من الراحة، بخلاف بقية زملائي المعلمين". وتساءل"هل تعلم وزارة التربية والتعليم بذلك أو تقبل به؟ وهل هو أمر نظامي؟". ولم يجد الفرج أن مطالبة معلمي الحاسب الآلي ببدل الضرر أسوة بمحضري مختبرات العلوم"منطقي"، ف?"محضرو معامل العلوم يتعاملون مع مواد حارقة وشديدة الخطورة، وسامة، ومواد كهربائية عالية التردد، بينما الحاسب لا توجد فيه خطورة"، وأثار الرد استغراب المعلمين، الذين وصفوه ب?"الغريب"، متسائلين:"كيف يتجاهل المدير العام لشؤون المعلمين خطورة الحاسب الآلي، إذ إن هناك دراسات متكررة تؤكد مخاطر جهاز الحاسب والمغناطيس الموجود فيه، إضافة إلى الأشعة الضارة الصادرة من شاشته، فضلاً عما يلحق بالعمود الفقري من أضرار نتيجة الجلوس الطويل، كما أن وزارات أخرى في المملكة تصرف بدل ضرر لكل مستخدمي الحاسب"، مشيرين أيضاً إلى"ما جاء في منهج الحاسب الآلي للصف الثاني الثانوي من الفصل الدراسي الثاني الدرسان الأول والثاني، عن الأضرار الناجمة عن الحاسب، وعددها في شكل مفصل وواضح جداً، فكيف لم يقرأ المدير العام لشؤون المعلمين هذه الأضرار التي توازي أضرار معامل الكيمياء والأحياء؟". وانتقد المعلمون في خطابهم"تقسيم مناطق هذا العام إلى مناطق عدة، ليكون النقل فيما بينها تابعاً للوزارة، ومثال ذلك محافظة حفر الباطن، فبعد أن كانت خلال الأعوام الماضية منطقة واحدة ينقل إليها المعلم، ومن خلال إدارة التعليم الموجودة هناك يتم توجيهه إلى إحدى المناطق التابعة للمحافظة، إذ كانت هذه المناطق ضمن حركة النقل الداخلي للمحافظة، وتغير الوضع هذا العام، إذ تم تقسيم حفر الباطن إلى 11 منطقة، يكون النقل فيها خارجياً، ومن طريق الوزارة".