تعقيباً على ما أشار إليه رئيس "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في صحيفة "الحياة" بتاريخ 24 - 3 - 1428ه من خطورة السحر، أقول إن انفتاح أبواب السحر والشعوذة على المسلمين أمر خطير, يجب على الأمة التكاتف والتعاون للتصدي له ومحاربته قبل استفحال أمره ووقوع كارثته، ووسائل الإعلام لها دور كبير في ذلك. بالأمس القريب كان الأمر مقصوراً على وجود السحر خفية بين المسلمين، واليوم ومع تطور وسائل الإعلام وتنوعها ازداد شر وخطر هؤلاء السحرة والمشعوذين على الأمة، فأصبحت الكثير من القنوات الفضائية تتسابق لاهثة في نشر ذلك لإفساد معتقدهم وأكل أموالهم بالباطل وتدمير أحوالهم وإحداث الشرور بينهم. وتستغل هذه القنوات المرضى والمكروبين، فتوقعهم بما حرم الله عليهم من اللجوء إلى السحر والسحرة والمشعوذين، لابتزازهم وأكل أموالهم بالباطل، بما يأتي: أولاً: إن تعلم السحر وتعليمه أمر محرم، دل على تحريمه النص والإجماع، قال الله سبحانه وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر وفي سنن النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئاً وكل إليه قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: "تعلم السحر وتعليمه حرام, لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم". ثانياً: أن الساحر والمشعوذ لا يستطيع عقد السحر وعمله، أو حله من المسحور وفكه, إلا بالاستعانة بشياطين الجن والتقرب إليهم بأنواع من القربات والأعمال التي تجعلهم يخدمونه وينفذون أمره، ومعلوم من نصوص الشريعة أن الاستعانة بغير الله بما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر، فالمسلم حين يلجأ إلى هؤلاء السحرة والمشعوذين للتداوي بأدويتهم التي يزعمونها، أو يصدقهم بما يقولون فإنه يرتكب بذلك كبيرة من كبائر الذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم من أتى كاهناً ? وفي رواية كاهناً أو ساحراً ? فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وكذلك اللجوء إليهم لحل السحر بالسحر، وهي النشرة المحرمة، لقوله صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له رواه الطبراني، ولقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن النشرة، قال: "هي من عمل الشيطان"، ولنهيه عليه الصلاة والسلام عن التداوي بحرام، فقال تداووا ولا تتداووا بحرام، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له دواء وقال أيضاً إن الله لم يجعل شفاء أمتي في ما حرم عليها. فالذي يلجأ للسحرة طلباً لأدويتهم أو لحل السحر بسحرهم يوقع نفسه في ما حرم الله من حيث إقرار صنيعهم وباطلهم وتصديقهم بما يقولون وطاعة شياطينهم، ويتداوى بما حرم عليه التداوي به, ويشابه أهل الجاهلية في إتيان السحرة والكهان، علاوة على إنفاق الأموال الطائلة بغير وجه حق. وقد شرع الله لعباده من الطرق والأسباب الشرعية للوقاية من السحر أو علاجه كالآتي: - الإكثار من تلاوة كتاب الله عز وجل، لا سيما سورة البقرة. - المحافظة على الأوراد والأذكار الشرعية صباحاً ومساءً، فهي حصن حصين يحفظ الله به العبد. - أكل سبع تمرات من عجوة المدينة صبيحة كل يوم. - رقية المسحور الرقية الشرعية بالآيات والأدعية النبوية المأثورة، وهي النشرة المباحة. - محاولة استخراج السحر وإبطاله بالطرق المباحة. - أخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ودقها بحجر ونحوه ووضعها مع ماء ويفضل ماء زمزم في إناء يكفي للغسل والشرب، والقراءة عليها بآية الكرسي والقواقل الثلاثة، وآيات السحر، ومن ثم شرب شيء من الماء والاغتسال بباقيه... نسأل الله سبحانه أن يشفي مصاب المسلمين ويفرج كربة مكروبهم. علي بن فهد أبا بطين عضو هيئة التدريس بالكلية التقنية في بريدة