بعد حين يكف الخرير بعد حين سأبكي ملياً على حافة الخشبة *** من يعيد لمدفونة وجهها من يعيد يديها من يعيد الحقول التي ذهبت في الغياب مشت امرأة خارج الباب في مَحَارتِها تتحرك في مَحَارتِها تتحرك أملودة من عقيق ولؤلؤة في البحار البعيدة ومرجانة ماؤها في محارتها تتحرك تغلق باب محارتها ثم تخزن برقاً بقوقعة ثم تدنو وتفتح نافذة تفتح باب محارتها فتضيء المكان تضيء المضيق الذي أتحرك فيه تنسق مرجانها ثم تغلق باب محارتها وتسيء بي الظن في محارتها تتحرك تخضر في داخلي ثم تنأى وتخضرُّ ثانية ثم تنأى تغلق باب محارتها في مساء الخميس فأمضي وتخضرُّ في داخلي في مساء الأحد فتهتف بي من مئات السنين ويخضرُّ في داخلي وجهها ويداها لا أبالغ منحوتة من رهيف المياه ومنخوبة من رحيق ماؤها من ينابيع نائية في محارتها تتحرك تَبْرُقُ مثل غيوم على مهل تتحرك فتضيء الحقول البعيدة تضيء شظاياي تحرك روحي التي جفلت وتحرك حبري في محارتها تتحرك من دهور أشدّ بطون الإبل وأشقّ بطون الرمال إلى امرأة في الجبال البعيدة إلى امرأة في البحار البعيدة إلى امرأة في الرمال البعيدة إلى امرأة في الهواء الرشيق الذي أتنفسه في الحقول البعيدة إلى امرأة في محارتها تتحرك تفتح باب محارتها فتضيء خطاي تلمّ شظاياي ثمّ تدثرني بعباءتها * من مجموعته الشعرية الجديدة "رقيات"