بقلوب مِلؤها الحزن، ورضاءً بقضاء الله وقدره، مؤمنين بأن كل من على وجه الأرض راحل إلى دار القرار كل نفسٍ ذائقة الموت. ودعنا أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز إلى مثواه الأخير وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت بعد أن قضى عمره في خدمة الدين والمليك والوطن، وأدى ما أُوكل إليه من أعمال على أحسن وجه, يبتغي من ذلك مرضاة الخالق. فبصمته, رحمه الله, في هذه الدنيا لا تمحى محاسنها مدى الدهر، وستكون نهجاً لأجيال قادمة يتعلمون من خلالها كيف يعمل الرجال، فقد عمل الفقيد, رحمه الله تعالى, في صمت منذ أن أكرمه المولى بخدمة أطهر بقعتين على وجه الأرض مكةالمكرمة والمدينة المنورة فسعى جاهداً بكل ما أتاه الله من سبل أن يوفر لأهلها وزوارها العيش الهنيء ويحقق لهم كل ما يطلبونه، وهذا ليس بمستغرب عليه، فهو ابن جوّاد كريم تربى على يديه واستسقى منه أصول الحكم الحكيم، وسار على نهجه حتى أتاه اليقين فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. نعم لقد فقدناك يا أميرنا، فقد كنت خير خلف لخير سلف خلال فترة إمارتك. أبا فيصل لن ننساك, فأعمال الخير التي غرستها يداك هنا وهناك تجعلك معنا ما دمنا على قيد الحياة، وإن رحل جسدك من بيننا، فكم من حوائج قضيتها، وكم من كُرب فرجتها، وكم من مسلم سترته، متخذاً من سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام شرعاً ومنهاجاً، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كُربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة". اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفو عنه, واكرم نزله ووسع مدخله, واغسله بالماء والثلج والبرد, ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، والهمنا وذويه الصبر والسلوان. ومن أصدق من الله قيلاً يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي... وإنا لله وإنا إليه راجعون. نبيه بن مراد العطرجي - الرياض