فُجعت الأوساط الوحداوية أمس السبت بنبأ وفاة أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، بعد معاناة مع المرض، وسارعت إدارة النادي إلى إصدار بيان نعي وزع عن طريق المركز الإعلامي وتم بثه عبر جوال الوحدة، ووضع في صدر صفحات المنتدى الرسمي لنادي الوحدة السعودي على الشبكة العنكبوتية وهذا نصه:"ببالغ الحزن والأسى ينعى رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف والجماهير الوحداوية الأسرة المالكة والشعب السعودي في وفاة أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون". وخيم الحزن الكبير والأسى البالغ على أورقة نادي الوحدة أمس، وظهر الكيان العريق على غير عادته اليومية وارتسمت علامات التأثر على رئيس وأعضاء مجلس الإدارة واللاعبين والعاملين في النادي والجماهير الوحداوية، وأجهش بعضهم بالبكاء حزناً على فقد الأمير عبدالمجيد، الذي يعتبره أنصار ومحبو وعشاق الوحدة القلب النابض للنادي في السنوات الأخيرة والرمز الكبير الذي أعاد"الفرسان"إلى واجهة التحديات وساحة المنافسة على الألقاب والبطولات بعد معاناة طويلة اكتوى فيها النادي بنار الهبوط والصراع الدائم على مراكز المؤخرة والبعد التام عن تحقيق أحلام وآمال وطموحات ورغبات جماهيره العاشقة الوفية الصابرة على فريقها منذ أمد بعيد. وكان الأمير الراحل أعلن في أكثر من مناسبة رياضية أن ميوله وحداوية 100 في المئة، وأنه حريص جداً على إعادة ماضي النادي الجميل وأمجاده السابقة، وبرهن على ذلك على أرض الواقع قبل خمس سنوات تقريباً، عندما قبل منصب رئيس هيئة أعضاء الشرف بعدما لاحظ اعتذار الكثير من الشخصيات الوحداوية في ليلة الاجتماع الشرفي التاريخي الذي عقد في قصر الصفا، وكانت بحق مفاجأة سارة أسعدت الوحداويين الذين تفاعلوا معها بالتصفيق الحار، ومن وقتها تنبأ محبو النادي بمستقبل باهر وزاهر لناديهم الذي ظل يئن عشرات السنين تحت وطأة الفقر المدقع والديون المتراكمة والمشكلات الإداري المتوالية. وترجم الأمير عبدالمجيد ? يرحمه الله ?حبه الكبير لكيانه الملكي العريق عبر الزيارة الرائعة التي قام بها وللمرة الأولى لناديه الوحدة في شهر ربيع الأول 1423ه، في ليلة لن ينساها محبو النادي، إذ كتبت الأحرف الأولى في عودة الحياة وروح المنافسة مجدداً إلى"الفرسان"وكانت كلمات الرجل الوحداوي الأول التشجيعية في ذلك المساء الجميل لها مفعول السحر عند منسوبي النادي ولاعبيه وجماهيره الوفية، وتحديداً عندما قال:"أنا وحداوي ولن أتخلى عن النادي ولو تركه الجميع، وسأكون حريصاً أكثر على عودته إلى سابق عهده منافساً قوياً وبطلاً حقيقياً ملازماً لمنصات التتويج"، وهي عبارات رنانة لاقت صدى كبيراً وتفاعلاً رهيباً من الحضور في صالة النادي المغلقة، وأشعلت الحماسة والعزيمة والإصرار في نفوس الوحداويين كافة الذين أكدوا أن ناديهم سيكون مقبلاً على نقلة حضارية ونهضة رياضية ربما لم يشهد لها مثيلاً في الأعوام السابقة. واهتم الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ? رحمه الله ? بأمور وشؤون وأحوال الوحدة المختلفة منذ تلك الفترة التي كان يترأس النادي فيها حاتم عبدا لسلام وحتى الفترة الحالية التي يعتلي فيها كرسي الرئاسة جمال تونسي، وكانت له الكثير من التوجيهات والقرارات التي ما زالت محفورة في ذاكرة الوحداويين ومن أبرزها وأميزها قراره الذي أصدره بالحفاظ على المواهب الوحداوية الواعدة وعدم السماح بانتقالها إلى الفرق الأخرى لرغبته في بقاء كنوز النادي وثرواته المكتسبة وعدم التفريط فيها، نظراً لأحقية الفريق الأحمر الذي يقع في أقدس بقاع الأرض مكةالمكرمة بالاستفادة من لاعبيه أكثر من أي فريق آخر، إضافة على الدعم المالي الكبير الذي قدمه لخزانة النادي والمكافآت المادية التي كان يقدمها ل"الفرسان"، عند تحقيق الانتصارات وحصد النقاط وهو ما كان له أبلغ الأثر عند مسيري النادي واللاعبين الذين ظلوا يحترقون في الملعب من أجل إسعاد أميرهم المحبوب بالانتصارات والمنافسة على الألقاب والبطولات. وتواصل اهتمام القلب الوحداوي النابض ليشمل كل صغيرة وكبيرة في النادي، إذ حرص فقيد الوحداويين الأمير عبدالمجيد"يرحمه الله"على تهيئة الأجواء المميزة والمثالية التي تساعد فرق النادي في التألق والإبداع، واهتم بحل المشكلات التي من شأنها عرقلة برامج وخطط الإدارة الوحداوية، وهو ما جعل النادي يعيش جواً رائعاً من الاستقرار ومناخاً صحياً انعكس جلياً على أداء"الفرسان"ونتائجهم حتى الآن في دوري الكبار للموسم الرياضي الحالي.