عندما انتقدنا أعمال الشغب التي قام بها أنصار وفاق سطيفالجزائري في مباراة فريقهم ضد الأهلي في دوري أبطال العرب، كنا نستمد موقفنا من الحرص على ان تبقى الروح الرياضية في المقدمة دائماً، حتى نتمكن جميعاً من التمتع بجمال وروعة المنافسة الرياضية الشريفة المبنية على الأخلاق والاحترام لمفهوم المنافسة, ولم نكن ننتقد الأشقاء في الجزائر تحت تأثير"الشوفينية"كما اتهمنا البعض هناك، بل كنا نعلن موقفنا من ظاهرة الشغب الجماهيري التي بدأت تستشري في ملاعبنا العربية بصورة تثير القلق. ومع الأسف، كثيراً ما نظن في الشارع الرياضي السعودي أننا بمأمن مما يجري حولنا من أحداث, وأن علاقتنا بتلك الأحداث لا تتجاوز مجرد مطالعتها في الصحف والمحطات على طريقة"الشر برا وبعيد"، من دون أن ندرك أننا جزء من العالم نؤثر ونتأثر بما يجري حولنا... كنا ننظر باستهجان لتصرفات جمهور وفاق سطيف ونيرانه الموقدة في المدرجات, ونشجب اعتداء الجمهور الليبي بالحجارة على لاعبي الزمالك المصري, ولم نكن يوماً نتوقع أن يأتي الآخرون ليوجهوا عبارات الاستهجان اللاذعة لجماهير الرياضة السعودية، التي تعاملت مع المنافسات الرياضية دهراً بتحضر يندر وجوده في دولة نامية, وبالأمس دخل الجمهور السعودي الى"مدرسة المشاغبين"من بوابة الأهلي، الذي تسبب مشجعوه في ضرب لاعبي الفريق المنافس، وايقاف المباراة النهائية لبطولة الاندية العربية لكرة السلة، في سابقة لا تليق بسمعة الرياضة السعودية، ولا بأخلاق مجتمعنا الذي يفاخر أفراده صغاراً وكباراً بقيمه التي تحثهم على السلوك الحميد وكرم الأخلاق في التعامل مع الضيف. وحقيقة لم أكن أتمنى أن تحسب مثل هذه"الغوغاء"على"النادي الراقي", خصوصاً أن من يحمل العلم"الأخضر"ويتوجه الى الملعب للتشجيع، مطالب بأن يبرهن على رقي ذلك النادي الذي عاش طويلاً في كنف المثقفين والأدباء والشعراء، يستمد منهم المعاني السامية والأخلاق الكريمة. وحين نتحدث عما جرى في صالة رعاية الشباب في جدة من أحداث أدت الى اصابة بعض لاعبي الرياضي اللبناني وايقاف المباراة، فنحن ننعى بمزيد من الأسى الروح الرياضية وغياب الانضباط في الملاعب السعودية، التي بات الابتعاد عن مدرجاتها مربحاً ونجاة من شر مستطير! وحتى لا نخلط الحابل بالنابل وجب أن نوضح للأشقاء العرب الذين شاهدوا تلك المهزلة أن الأهلي يمتلك مشجعين على قدر كبير من الوعي, غير أن بعض من حضروا في تلك المباراة المشؤومة لم يحسنوا الانتماء الى"النادي الراقي"وجماهيره الراقية، من خلال تصرفات رفضها الأهلاويون أنفسهم قبل أن يرفضها الشارع الرياضي السعودي. [email protected]