قد تكون مثلي لم تذق حليب النيدو في حياتك. وأجزم أن والدي لم تطعمه أمه سيريلاك أيام كانت لثته طرية بالبراءة وحداثة العمر، في خريف 1367 من الهجرة النبوية. مثل آبائكم الذين ما كان بامجلي أسعفهم ببضاعته العتيقة وادي فاطمة. لكن هل منا من لم يرضع حليب أنقى الإناث"ست الحبايب"؟ سحقاً لمنتجات الألبان كلها لحظة تدفق"سيدة الكل"بالسلسبيل والحنان. أف لكل قارورة. مساكين من لم يتذوقوا طعم"الهناء الأول"... هل تجدون طعمه بعد الكبر؟ لكن ذلك الحليب كما ربى الرجال وأوصل أرحاماً، هو في أحيان قطع أرحاماً أخرى، إذ"يحرم من الرضاعة كما يحرم من النسب"، فهاهي فتاة تروي قصتها المأسوية ابتداء وانتهاء، وتقول:"قصتي أقرب للخيال، وقد تكون رعونتي واستفزازي لأم زوجي هي سبب تعاستي التي لا توصف، فقد انهار كل شيء في لحظة لا تخطر على البال، فقد كان لي ابن عم نشأ كل منا متعلقاً بالآخر منذ الطفولة، حتى إذا كبرنا تم زواجنا وسط فرحة الأهل وأمنياتهم لنا بالحياة السعيدة، عشنا حياة مليئة بالحب والسعادة هي أقرب للأساطير، حتى أصبح البعض يضرب بنا المثل من حيث الانسجام، والحب، والتفاهم والتوافق. كما أكرمنا الله بطفلين، الولد حمل اسم جده والبنت حملت اسم أمي، زوجي يحبني كثيراً حباً أحسد عليه، أما أنا جميلة بشهادة الجميع، وأهتم بنفسي، قد يكون الجمال وما حظيت به من حب دفعني إلى أن أفتعل العداء مع أمه، استمرت اللعبة عندما لن يعر أبنها أذناً صاغيةً لشكواها، كنت أشعر أنني أتمتع بدهاء يفوق دهاء صويحبات يوسف! حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم، الذي سددت لي فيه هذه المرأة الضربة القاضية التي نسفت كل شيء، لا أدري أهي صادقة أم استفزازي لها جعلها تقف هذا الموقف؟ ومهما كان فأنا الخاسرة والنادمة. في ذلك اليوم، مرضت الأم كما تروي الفتاة لمجلة شهد، وجئت أزورها، وقلت لها اكتبي وصيتك، تنهدت وقالت لي: الموت حق، عندما رجع زوجي كالعادة نادى أطفاله ولاطفهم، وحدثني عن الذكريات الجميلة التي عشناها، وقال لي: لا أعرف من دونك كيف أعيش؟ كل الناس يحسدونني، قلت له وأنا كذلك، ثم ذكرت له أن أمه مريضة ولا بأس من زيارتها، فذهب وما هي إلا دقائق حتى جاء زوجي بوجه لم آلفه عليه جاء عابس الوجه، مطأطئ الرأس، قلت له: ماتت؟ قال: لا ولكن... ولكن ماذا؟ خرج من البيت من دون أن يكلمني، لحظتها أدركت أن أمه قالت له شيئاً أزعجه، ذهبت لها وسألتها بأسلوب تهكمي، وبلهجة التعالي والغرور، قلت لها: ماذا قلت يا عجوز لابن عمي؟ قالت لي ببرود وبصوت متهدج: الموت حق، وأنا كنت جاهلة أنت وابن عمك أرضعتكما سوياً، وسمعت الشيخ في الإذاعة يقول إن الأخت بالرضاعة لا تتزوج أخاها من الرضاعة، وسألت العلماء قالوا لي زواج ابنك باطل؟ صرخت في وجهها قلت لها: دمرتني؟! حرام... أنت حاقدة، لحظتها دارت بي الدنيا وسقطت منهارة، لقد وقعت الكارثة وأصبحت حديث الناس، سألت أمي عن موضوع الرضاعة فقالت لي هي رضعات لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولكن هذه المرأة أقسمت أنها أكثر من أصابع اليدين، وبعد الرفع للقضاء صدر الحكم بالتفريق بيني وبين زوجي من دون طلاق وإلحاق الأبناء، لقد ضاع كل شيء جميل في حياتي، نعم أنا مذنبة فقد أكون دفعتها لأن تتمسك برواية الرضاعة حتى تحطم قلبي كما حطمت قلبها، فالجزاء من جنس العمل. وقبل أيام تناقلت وكالات الأنباء قصة رجل أردني اكتشف أن زوجه أخته من الرضاعة، بعد أن أنجب منها تسعة من الولد! وبين كل أفراد أسرة قصص أشبه بالأساطير لا يصدقها إلا الشاهدون لها. ويعد أطرف شيء في"الرضاعة"سبق لسان وقع لأحد أئمة الحرمين قبل بضع سنين، عندما أراد أن يتلو قول الله تعالى:"والوالدات يرضعن أولادهن"من سورة البقرة، فذهب إلى حيث لم يحتسب، ووجد نفسه يردد:"والوالدات يرضعن أزواجهن"، وأضحى بعد ذلك محل مناكفة من زملائه. هل يجوز مص صدر المرأة عند الجماع؟ للزوج أن يستمتع بزوجته كيف ما يشاء، ولم يحرم عليه إلا الإيلاج في الدبر، والجماع في الحيض والنفاس، وما عدا ذلك فله أن يستمتع بزوجته بما يشاء كالتقبيل واللمس والنظر وغير ذلك. وحتى لو رضع من ثديها، فهو داخل في الاستمتاع المباح، ولا يقال بتأثير اللبن عليه، لأن رضاع الكبير غير مؤثر في التحريم. وإنما الرضاع المؤثر هو ما كان في الحولين. قال علماء اللجنة الدائمة: - يجوز للزوج أن يستمتع من زوجته بجميع جسدها، ما عدا الدبر والجماع في الحيض والنفاس والإحرام للحج والعمرة حتى يتحلل التحلل الكامل. الشيخ عبدالعزيز بن باز، الشيخ عبدالله بن قعود. "فتاوى اللجنة الدائمة"19 / 351، 352.