طالب عدد من المعلمات بوضع أجندة تربوية توضح مهماتهن وحقوقهن، متهمات مديرات المدارس التي يعملن فيها باستغلالهن وتكليفهن بأعمال إضافية لا تعد من ضمن واجباتهن، مستفيدات من جهلهن بالكثير من حقوقهن داخل السلك التعليمي، إضافة إلى عدم مبالاتهن بتوضيح ما لهن من حقوق. وتقول المعلمة منى محمد:"كأي معلمة جديدة، كنت أقوم بكل ما يملى علي من أوامر من مديرة المدرسة، لأكتشف بعد فترة أنها كانت تكلفني بأشياء ليست من صميم عملي، إضافة إلى مطالبتها بدفع مبالغ مالية، لعمل لوحات وترميمات لمصلحة المدرسة، وتلميحها بطريقة غير مباشرة بأن الامتناع عن الدفع سيؤثر في التقويم الوظيفي". وأوضحت معلمة اللغة الإنكليزية للتعليم العام نورة علي مشكلتها بقولها:"غالباً ما تسند الموجهة لمعلمة التعليم العام مهمة تدريس فئة تعليم الكبيرات، كما يسند إليها أحياناً تعليم طالبات مدارس تحفيظ القرآن، مشيرة إلى عدم وجود تعاميم صريحة توضح ذلك". وأبدت معلمة العلوم المستجدة استياءها، إثر امتناع مديرتها عن إعطائها ورقة تحويل للمستشفى لإجراء كشف طبي عليها، ليتم منحها إجازة ليوم واحد فقط، معللة ذلك بوجود"خلاف شخصي"بينها وبين مديرة المدرسة، التي رفضت بدورها إعطاءها ورقة تحويل. وأضافت:"عندما طالبت أنا ومن معي من معلمات بالاطلاع على الأداء الوظيفي، ادعت بأنه ليس من حقنا الاطلاع عليه". وقالت المعلمة شيخة الدوسري:"على رغم مشاركاتي المتعددة في عمل دروس نموذجية، ما يعد تعاوناً مني، وإسهاماً في نقل الفائدة لبقية المعلمات، إلا أنني اكتشفت حديثاً أنها تعد من ضمن مهام الموجهة". وفي المقابل، ترى المعلمة فوزية العتيبي أن جهل البعض من المعلمات بطبيعة حقوقهن وواجباتهن داخل أسوار المدرسة، يرجع إلى عدم مبالاتهن في الاستفسار والتحقق من جهات تربوية أعلى، وبناء على ذلك لا تتحمل مديرة المدرسة أو الموجهة، مسؤولية سطحية معلوماتهن". أما وكيلة المدرسة الثانوية مشاعل فهيد، فأكدت"أن تقصير البعض من المعلمات في أداء واجبهن المدرسي، وشعورهن الدائم بالظلم من دون أدنى سبب واضح، يدفع الكثير منهن إلى توجيه أصابع الاتهام نحو إدارة المدرسة، متوهمات أن ما يطلب منهن، ما هو إلا عبء إضافي ليس من واجبهن أداؤه". وعلى رغم اختلاف شكوى المعلمات من بعض إدارات المدارس، إلا أن جميعهن اتفقن على أهمية وضع أجندة تربوية من وزارة التعليم، توضح ما لهن وما عليهن من حقوق وواجبات داخل أسوار المدرسة. من جهته، يرى مسؤول العلاقات العامة في إدارة تعليم البنات في الرياض أحمد النجعي، أن الأمر لا يستدعي وضع أجندة له، نظراً لأنه لا توجد معلمة في الوقت الحاضر لا تدرك طبيعة حقوقها، وذلك لأن القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام تتضمن مهام جميع العاملات في المدرسة". ووردت ردود توجيهية من الإدارات المختصة على شكاوى المعلمات، إذ تعد معلمة التعليم العام غير مطالبة بتدريس فئة الكبيرات أو مدارس تحفيظ القرآن، وإن فعلت فلها في مقابل ذلك مكافأة مادية. أما عن منح مديرة المدرسة المعلمة ورقة تحويل للمستشفى تعطى على إثرها إجازة مرضية، فإنه وفقاً للأنظمة والتعليمات، على المديرة أن تمنح المعلمة ورقة تحويل للمستشفى عند حاجتها، وتقبل التقرير الطبي بحسب ما تحدده التعليمات. وعن مطالبة المعلمة بدفع مبالغ مالية لمصلحة المدرسة، فتنص التعليمات على أنه"لا تطالب المعلمة بدفع مبالغ مالية لمصلحة المدرسة". ويعتبر تقديم المعلمة دروساً نموذجية من مسؤوليتها، وذلك لرفع كفاءة بقية المعلمات. ويجب على الرئيس المباشر تزويد الموظف بنسخة من تقويم الأداء الوظيفي المعد عنه بعد اعتماده، لتعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف. يذكر أن الرئاسة توزع تعاميم على المدارس، تطالب فيها جميع الموظفات بمن فيهن مديرة المدرسة بالاطلاع والتوقيع عليها.