"الرجاء عدم التدخين"،"لطفاً عدم التدخين"، لافتات تكرر ظهورها في السنوات الأخيرة في أماكن متعددة في السعودية، خصوصاً بعد صدور قرار منع التدخين في الدوائر الحكومية، إذ تحولت لغة الرجاء إلى لهجة الزجر من طريق عبارة"ممنوع التدخين"، وعلى رغم ذلك تتزايد أعداد المدخنين ويتزايد حجم الاستهلاك المحلي للتبغ في السعودية سنوياً، إذ أكدت آخر إحصائية أن حجم سوق التبغ في السعودية يتجاوز البليون و490 مليون ريال سعودي، وتحتل السعودية المرتبة الرابعة على مستوى العالم في استيراد الدخان، والمرتبة 19 من حيث ارتفاع معدلات نمو سوق التبغ بها، وبلغ عدد المدخنين في السعودية أكثر من ستة ملايين مدخن، ينفقون 30 مليون ريال يومياً. وقال المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين فهد السليماني ل"الحياة":"شهدت السوق السعودية تزايداً في مبيعات التبغ خلال السنوات الأخيرة، وكانت آخر إحصائية من الواردات أكثر من بليون و490 مليون ريال، في حين أن البرامج التي تنفذ للحد من انتشار ظاهرة التدخين محدودة، لعدم وجود دعم مادي لبرامج التوعية، مقابل ما تدفعه شركات التبغ للمحال التسويقية والإعلانات التجارية". مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها القطاعات الصحية في البرامج التوعوية للحد من انتشار التدخين. وقال:"على رغم الجهود التي تبذلها القطاعات الصحية في الحد من الظاهرة، إلا أن شركات التبغ تدعم انتشار تلك الآفة، خصوصاً في السوق السعودية والتي تشكل مصدراً مالياً مهماً بالنسبة لهم، لاسيما وأنها تستهدف فئات الشبان ممن هم فوق سن 18 عاماً، بتنظيم المسابقات والهدايا الترويجية". وأضاف السليماني:"كما لوحظ تزايد أعداد الشبان والشابات المدخنين"النرجيلة"بصورة لافتة للنظر، خصوصاً وأنه ساعد على انتشارها في أوساطهم توسع رقعة المقاهي والكافي هات التي تقدم هذه الخدمة وتعتمد في مواردها المالية عليها". مؤكداً أن النرجيلة أشد خطورة من تدخين السجائر على صحة الفرد، وقال:"تتمحور خطورة النرجيلة في عملية"الشفط"المصاحبة لها، والتي تتم بشكل تكون فيه الرئتان مستعدتين لاستقبال هذا الدخان داخلها". وعن عيادات مكافحة التدخين والتي بدأت في الانتشار في السعودية قال السليماني:"عيادات مكافحة التدخين تعمل جاهدة لتقديم خدماتها للراغبين والراغبات في الإقلاع عن التدخين، خصوصاً من لديهم الرغبة الشديدة للإقلاع عنه، لاسيما وأنه سبب مباشر في الإصابة بسرطان الرئة، وقد أكدت الإحصائيات أن 90 في المئة من حالات سرطان الرئة سببها التدخين". وعن الحلول المقترحة للحد من الظاهرة قال السليماني:"لابد من منع التدخين في المحال التجارية الكبرى، ومنع تقديم خدمات التبغ بجميع أنوعها كافة، كالشيشة والنرجيلة والدخان في مقاهي الإنترنت والكافي هات وصالات الألعاب وغيرها". وأضاف:"كما ينبغي منع خدمات تقديم النرجيلة خصوصاً في المقاهي الموجودة في الأسواق، والحد من فتح محال تقديم خدمات الشيشة والنرجيلة ومنع فتحها داخل الأحياء، على أن تفتح خارجها وبمسافة تزيد على عشرة كيلو مترات من أقرب عمران منها، ومنع فتح محال لبيع الجراك والمعسل، وفرض مرسوم وعقوبات على المدخنين في الإدارات الحكومية والأماكن العامة ووسائل النقل المتنوعة، مع رفع الضريبة ووضع صور مرضى السرطان على علب السجائر". مشيراً إلى أهمية وسائل الإعلام خصوصاً المرئية في التوعية من مخاطر التدخين والأمراض التي تسببها.