ظّل التوجه نحو تطوير وتنمية سلالات الماشية هاجساً لدى مربي وتجار الماشية، إضافة إلى الشركات المختصة بتنمية الثروة الحيوانية مع ما تزخر به المنطقة العربية من سلالات محلية من الأغنام والماعز التي تتمتع بقدرات إنتاجية مميزة، ومن أشهرها النجدي والنعيمي والعواسي والماعز الشامي والزرايبي، وهي من الأنواع المنتشرة في السعودية والإمارات وسورية والأردن وشمال سيناء في مصر. ويبلغ حجم الثروة الحيوانية في المنطقة العربية نحو 828 مليون رأس، كما يبلغ إجمالي كمية اللحوم الحمراء المنتجة نحو 4151 ألف طن منها نحو 1348 ألف طن من الأغنام والماعز بنسبة 32.5 في المئة. وقدر الخبير الاقتصادي مدير الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية أكوليد الدكتور عبدالله الثنيان في حديث ل?"الحياة"حجم قطاع الأغنام والمواشي في المنطقة العربية بأكثر من 80 بليون دولار، مؤكداً أهمية الاهتمام بقطاع التربية التقليدي القائم على الرعي والتغذية بالمنتجات الثانوية ومخلفات المحاصيل الحقلية والأعلاف غير التقليدية التي تدخل في تركيبها مخلفات النخيل والتمور ومخلفات التصنيع الغذائي، وضرورة تبني برنامج قومي لتنمية قطعان الأغنام والماعز في البادية والاهتمام بالرعاية البيطرية لها. وأوضح الدكتور الثنيان أن التحسين الوراثي لتلك السلالات بهدف زيادة إنتاجها وكفاءتها التناسلية لايقل في الأهمية عن التحسين في ظروف البيئية من تغذية ورعاية بيطرية كونها أقل كلفة وتعطي عائداً مجزياً يتصف بالاستدامة، عندما يتم نشر التراكيب الوراثية المميزة في قطعان المربي التقليدي، مشيراً إلى أن تطبيق حزمة من التقنيات ونظم الرعاية المتطورة في تنمية إنتاج المجترات الصغيرة يعتمد على حصر أماكن تجمعات وانتشار السلالات الأكثر تأقلماً وذات الكفاءة الإنتاجية المميزة في المنطقة، إضافة إلى إنشاء قطعان نواة في مناطق تجمعها وتأقلمها كبنوك للمادة الوراثية وتطبيق تقنيات متطورة لرعاية وإدارة القطعان لزيادة كفاءتها الإنتاجية.