شهدت الجلسة تصويتاً عشوائياً، تراوح بين الجدية والمزاح وبين استحضار أسماء الأموات أو النكاية، أو ما اعتبره البعض خروجاً عن المألوف، لا سيما عند التصويت لمنصب الرئيس ونائب الرئيس. وفي هذا السياق قالت مصادر نيابية أن نواباً من الأكثرية رفضوا الاقتراع لبري توزع بعضهم كالآتي: نايلة تويني سمّت غازي يوسف، أحمد فتفت سمّى عقاب صقر، والأخير كتب على الورقة المجلس سيد نفسه، كما أن سيرج طور سركيسيان كتب اسم صبري حمادة. وفيما اتهمت أوساط قريبة من الأكثرية نواباً من تكتل عون وتحديداً نواب جزين بالتصويت لعباس الهاشم بدلاً من بري، نفى نواب تكتل التغيير ذلك كلياً واتهموا نواباً من الأكثرية بذلك بهدف افتعال مشكلة بين «التيار الوطني الحر» والرئيس بري على خلفية التنافس الذي حصل معه في دائرة جزين لإحداث شرخ مع كتلته ومعه شخصياً. وتعددت التفسيرات لأسباب تدني الأصوات التي نالها نائب الرئيس فريد مكاري، عن الأصوات التي نالها الرئيس بري. وفيما قالت أوساط بري إنه لم يتفاجأ برقم 90 الذي حصل عليه وكان يتوقعه، قالت مصادر في الأكثرية إن نواب كتلة «التنمية والتحرير» (13 نائباً) برئاسة بري ردوا على ما اعتبروه تدنياً في أصوات رئيس المجلس بعدم التصويت لمكاري إلا من قبل بري وثلاثة من النواب الأربعة أنور الخليل، ميشال موسى، عبداللطيف الزين أو ياسين جابر، فيما صوت ضده سائر نواب المعارضة إضافة الى نواب حركة «أمل»، بين الأوراق البيض والأسماء اللاغية أو غير المرشحين أو الأموات. ولم يكن مكاري نفسه يتوقع عدداً أكبر من الأصوات لمصلحته منذ ليل أول من أمس. إلا أنه لم يكن هناك أي مرشح من المعارضة مقابل مكاري. وحصلت المعركة الانتخابية الفعلية على منصبي أميني السر لهيئة مكتب المجلس حيث ترشح النائبان مروان حمادة وأنطوان زهرا من الأكثرية والنائب ألان عون من المعارضة فصبت الأسماء من دون استخدام أوراق بيض أو أسماء أموات أو مزاح. وفيما قالت أوساط «التيار الوطني الحر» أنه كان هناك اتفاق على الاتيان بحمادة وعون لا زهرا، نفت أوساط الأكثرية ذلك قائلة إن قادة قوى 14 آذار اتفقوا ليل أول من أمس على ترشيح حمادة وزهرا وأن كتلة الرئيس بري صوتت لحمادة نتيجة موقف رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط السباق في دعم رئاسة بري للبرلمان وعلاقة التناغم التي تربطهما منذ مدة وأن كتلة بري لم تصوت لزهرا لأن «القوات اللبنانية» لم تدعم بري للرئاسة، فصبت كتلة التنمية أصواتها لعون لكنه لم ينجح...