اتهم طلاب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أحد أساتذتهم بترسيبهم عمداً في الفصل الدراسي الماضي، بسبب رفعهم شكوى ضده إلى مدير الجامعة يدَّعون فيها أنه يصفهم ب?"النساء والأطفال"، ولا يتحرج من شتمهم، فضلاً عن أن طريقة تدريسه غير مفهومة. وقال الطلاب وهم يدرسون في كلية اللغة العربية في الجامعة ل"الحياة"، إن أستاذ مادة التفسير وهو وافد، هددهم بعد رفع الشكوى ضده، بالانتقام منهم في الامتحان النهائي للفصل الدراسي الماضي وترسيبهم، مؤكدين أنهم نتيجة لذلك رفعوا شكوى أخرى إلى رئيس قسم القرآن الذي يتبع إليه الأستاذ، ذكروا فيها تهديده والشتائم التي كان يرميهم بها، إلا أنها كانت بلا فائدة. وأضاف هؤلاء الطلاب تحتفظ"الحياة"بأسمائهم، أن الأستاذ وفى بالعهد الذي قطعه ورسَّبهم في مادته، بعدما عاشوا ضغوطاً نفسية بسبب تهديده، موضحين أن أسئلة الامتحان كانت غامضة وغير مفهومة. وتابع الطلاب في شكواهم وعددهم 23 طالباً يدرسون في المستوى السابع،"السؤال الأول في الامتحان كان يطلب فيه إيضاح معنى كلمة تفسير، إلا أننا فوجئنا بعد الخروج أنه يريد إجابة لا تتعلق بالسؤال وهي أنواع التفسير"، متسائلين عن سبب التعقيد،"فهو يفترض أن يكون سؤالاً مباشراً غير غامض". وأشاروا إلى أن الأستاذ نفسه وضَّح لطالب وافد الإجابة التي يريدها من السؤال الأول بعدما رفض أن يجيب على استفساراتهم حوله، واكتفى بالرد عليها بقوله:"أنتم أهل اللغة وعليكم أن تفهموا معنى السؤال". وذكر الطلاب أنهم ناشدوا عدداً من مسؤولي الجامعة الأسبوع الماضي تشكيل لجنة لإعادة تصحيح أوراق الإجابة خاصتهم، إلا أنهم لم يجدوا تجاوباً، مبينين أنهم راجعوا أستاذ المادة وطلبوا منه مراجعة أوراق الإجابة ورفع درجات بعضهم من صفر إلى 48، علماً أن الحد الأدنى للنجاح هو 60 درجة. وطالب هؤلاء مسؤولي الجامعة بسرعة التحرك،"قبل أن تنتهي الفترة المحددة لتعديل درجة امتحانات الفصل الماضي"، مشددين على ضرورة أن تحرص اللجنة على إعادة الحقوق إلى أصحابها. من جهته، نفى أستاذ المادة تحتفظ"الحياة"باسمه التهم التي وجهها إليه طلابه، مؤكداً أنه لا يتخذ ضدهم أي موقف"ولم أنعتهم بشيء مما ذكروه"، مبيناً أنه كان يوجههم ويحفزهم على المذاكرة والاجتهاد لئلا يرسبوا. وذكر في حديث إلى"الحياة"، أن المجتهدين لا يتقدمون بشكاوى ولا يثيرون المشكلات، خلافاً للكسالى الذين يحملون مسؤولية فشلهم للآخرين، مشيراً إلى أن الأساتذة لا يعرفون مستويات طلابهم إلا بعد الامتحان والإطلاع على أوراق إجاباتهم. وعن طلابه الراسبين قال أستاذ التفسير:"إنهم لا يستحقون النجاح، فهم رسبوا في الامتحان، ولا يعقل أن نتجاوز هذا الموضوع ونمنحهم درجات إضافية لكي يتجاوزوا المادة لمجرد أنهم احتجوا"، موضحاً أنه لم يتحيز أو يتعاطف مع طالب على حساب آخر. وأكد أنه لا يعرف الطلاب الذين رفعوا ضده الشكوى إلى مدير الجامعة أو رئيس قسمه، قائلاً:"لدي ما يثبت عدم صحة إدعاءاتهم وأن اتهاماتهم باطلة". وحول موضوع السؤال عن معنى كلمة التفسير الذي وصفه الطلاب بالغامض قال:"السؤال كان حول تعريف التفسير لغة واصطلاحاً، والفرق بين التفسير والتأليف، وأنواع التفسير"، لافتاً إلى أنه شرح لهم في قاعة الامتحان ما يريده من السؤال. وشدد على أن بعض الطلاب أجابوا عليه في شكل صحيح، نافياً أن يكون عدَّل الدرجات بعدما أعلنت النتائج كما ادَّعى الطلاب. وأوضح أن نظام الجامعة لا يسمح بالتصرف على هذا النحو، رافضاً طلبهم بتشكيل لجنة لإعادة تصحيح أوراق الإجابة،"فهذا طعن في سمعتي". "الكلية":لاصحة لادعاءات الطلاب قال عميد كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله الشثري ل?"الحياة"، إن الكلية أعادت تصحيح أوراق الإجابة الخاصة بالطلاب،"وثبت عدم صحة ادعائهم، وأنه محض افتراء وبهتان". ووصف الشثري بعض هؤلاء الطلاب ب?"الوقح وقليل الأدب"، قائلاً:"بعضهم أساء لي شخصياً، ولم يثبت صحة ما اتهموا به أستاذ مادة التفسير، سواء سبهم أو شتمهم". وأوضح أن إدارة الكلية اجتمعت بالأستاذ في حضور رئيسه المباشر، وتم الاطلاع على أوراق إجابات الطلاب وتدقيقها، مؤكداً أنه تبين أن الدرجات التي رصدها الأستاذ للطلاب المشتكين عددهم 25، صحيحة 100 في المئة. وأضاف أنه تم تحرير محضر رسمي لهذا الاجتماع، واعتمدته إدارة الكلية، مؤكداً أن عدد الطلاب الذين دخلوا الامتحان لا يقل عن 350 طالباً. واتهم الشثري الطلاب بأنهم اتجهوا - بعدما لم يستطيعوا تعديل درجاتهم - إلى خلق مشكلات في الكلية، واتهموا أستاذهم بأنه يسبهم ويرميهم بأوصاف غير لائقة. وقال:"كان حرياً بهؤلاء أن يقصدوا عميد كلية اللغة العربية لحل مشكلتهم، خصوصاً أنهم يتبعون لها". وأكد أن الطلاب لم يرفعوا شكوى إلى مدير الجامعة"بل هددونا بإثارة هذا الموضوع في الصحافة، ورددنا عليهم بالقول: إنه إذا كان لكم حق فستأخذونه". وعّما ذكره الطلاب حول تهديد الأستاذ بترسيبهم، قال الشثري:"هذا الادعاء لم يدعم بدليل حتى يؤخذ به". من جانب إدارة قسم القرآن في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الذي ينتسب له الطلاب والأستاذ، قال رئيس القسم القرآن الدكتور بدر البدر ل?"الحياة":"إن مشكلة الطلاب رفُعت إلى إدارة الكلية للبت فيها، بعدما سمع مسؤولو القسم شكاوى طرفي القضية"، مؤكداً أن إدارة الكلية ستنفذ توجيه إدارة الجامعة الذي تراه مناسباً تجاه هذه المشكلة.