الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج يواجه الآن الظروف التاريخية الاستثنائية نفسها التي كان يواجهها في آذار مارس 1945 وقبيل نهاية الحرب العالمية الثانية في آب أغسطس من السنة نفسها... عندما أحس سبعة من زعماء الدول العربية ذات السيادة الوطنية ومن بينها المملكة العربية السعودية بأن الدولتين الاستعماريتين المنتصرتين المملكة المتحدة وفرنسا راغبتان عن الوفاء بوعودهما بمنح الدول العربية الرازحة تحت استعمارهما حقوقها في تقرير مصيرها، طلباً للاستقلال والحرية والسيادة الوطنية، خصوصاً بعد مؤتمر"يالطا"الذي قسمها بين الدولتين الاستعماريتين. وهي الظروف نفسها التي تسود مساحة الوطن العربي الآن من القوى الدولية الكبرى... ما أشبه الليلة بالبارحة! قوى الاستعمار الحديث بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، تخطط لتنفيذ استراتيجية تقسيم جديد للدول العربية من دون استثناء، وفرض هيمنتها عليها، خصوصاً بعد انهيار وزوال الاتحاد السوفياتي عام 1990، ما وضع العالم كله تحت ما يشبه وصاية القطب الأحادي وهو الولاياتالمتحدة الأميركية... ويمكن مقارنة انهيار وزوال الاتحاد السوفياتي بنهاية الحرب العالمية التي هيأت الظروف نفسها التي يواجهها الوطن العربي الآن... بهدف التقسيم والهيمنة، وإعادة استعماره من جديد. وإذا كانت الظروف التاريخية والسياسية والعسكرية عام 1945 هي التي دعت زعماء السعودية ومصر والعراق وشرق الأردنوتونس إلى عقد أول قمة عربية في التاريخ الحديث والمعاصر في ضاحية أنشاص في مصر في 22 آذار 1945، استباقاً لنهاية الحرب التي لاحت في آفاق العالم بهدف إنشاء كيان عربي إقليمي تتوحد بداخله الكلمة العربية والإرادة العربية والرؤية العربية لمستقبل الأمة كلها، فكانت جامعة الدول العربية، فإن القمة العربية التي تستضيفها الرياض يومي 28 و 29 آذار الجاري تهدف بالضرورة إلى تكريس الأهداف ذاتها وبعث الروح الحية فيها من جديد، بحيث تستطيع الدول العربية أن تواجه ظروف الهجمة الغربية الحالية بهدف الهيمنة عليها وإعادة تقسيمها إلى ما يشبه"كانتونات"تحت وصايتها. لقد أدت السعودية طوال عمر جامعة الدول العربية، الذي ناف على الستين عاماً منذ إنشائها في أيار مايو 1946، أدواراً نشطة وفاعلة في تعزيز دور الجامعة العربية من جهة، وتفعيل قرارات القمم العربية من جهة ثانية، ما ساعد على رغم كل الخلافات السياسية التي تثيرها في معظم الأحيان حزازات شخصية بين زعيمين أو أكثر، في استمرار الجامعة العربية في ممارسة دورها لجمع الصف العربي، وتقريب وجهات النظر السياسية بقدر ما يساعد في توحيد الرؤى والمواقف مما يهدد وجود الأمة وقضاياها المصيرية. فالسعودية لم تتخلف قط عن المؤتمرات العادية والطارئة التي تدعو لعقدها الجامعة العربية، بدءاً من مستوى المندوبين، مروراً بمستوى وزراء الخارجية، وصولاً إلى مستوى قمم الزعماء والقادة. إذ شاركت السعودية في كل من: 1- القمة العربية التأسيسية للجامعة العربية في أنشاص في آذار 1945. 2- قمة بيروت من 13 إلى 17 تشرين الثاني نوفمبر 1956. 3- القمة العربية الأولى التي تؤرخ بها مؤتمرات القمم العربية 13-17 كانون الثاني يناير 1964 التي عقدت في القاهرة. 4- القمة العربية الثانية التي عقدت من 5 إلى 11 أيلول سبتمبر 1964 في الاسكندرية. 5- القمة العربية الثالثة التي عقدت من 13 إلى 17 أيلول سبتمبر 1965 في مدينة الدار البيضاء في المغرب. 6- القمة العربية الرابعة التي عقدت بتاريخ 22 آب 1967 في الخرطوم. 7- القمة العربية الخامسة التي عقدت بتاريخ 23 كانون الأول ديسمبر 1969 في مدينة الرباط في المغرب. 8- القمة العربية غير العادية التي عقدت يوم 27 أيلول في القاهرة. 9- القمة العربية السادسة التي عقدت من 26 إلى 29 تشرين الثاني 1973 في العاصمة الجزائرية. 10- القمة العربية السابعة التي عقدت من 26 إلى 29 تشرين الثاني نوفمبر 1974 في الرباط. 11- القمة العربية غير العادية التي عقدت من 16إلى 18 تشرين الأول أكتوبر 1976 في الرياض. 12- القمة العربية الثامنة التي عقدت يومي 25و26 تشرين الأول 1976 في القاهرة. 13- القمة العربية التاسعة التي عقدت من 2 إلى 5 من تشرين الثاني 1978 في العاصمة العراقية بغداد. 14- القمة العربية العاشرة التي عقدت من 20 إلى 22 تشرين الثاني 1979 في تونس العاصمة. 15- القمة العربية الحادية عشرة التي عقدت من 25 إلى 27 تشرين الثاني 1980 في العاصمة الأردنيةعمان. 16- القمة العربية الثانية عشرة التي عقدت يوم 25 تشرين الثاني 1981 في مدينة فاس المغربية. 17- القمة العربية غير العادية التي عقدت يومي 6 و9 أيلول 1982 في مدينة فاس. 18- القمة العربية غير العادية التي عقدت من 7 إلى 9 آب 1985 في مدينة الدار البيضاء. 19- القمة العربية غير العادية التي عقدت من 8 إلى 11 تشرين الثاني في العاصمة الأردنيةعمان. 20- القمة العربية غير العادية التي عقدت من 7 إلى 9 حزيران يونيو في العاصمة الجزائرية. 21- القمة العربية غير العادية التي عقدت من 23 إلى 26 أيار 1989 في الدار البيضاء. 22- القمة العربية غير العادية التي عقدت من 28 إلى 3 أيار 1990 في بغداد. 23- القمة العربية غير العادية التي عقدت يومي 9و10 آب 1990 في القاهرة. 24- القمة العربية غير العادية التي عقدت من 12 إلى 23 حزيران 1996 في القاهرة. 25- القمة العربية غير العادية التي عقدت من 27 إلى 28 آذار عام 2000 في القاهرة. 26- القمة العربية غير العادية التي عقدت يوم 21 تشرين الأول 2000. 27- القمة العربية العادية التي عقدت يومي 27و28 آذار 2001. 28- القمة العربية العادية التي تبادلت فيها الإمارات العربية ولبنان ترتيبهما في استضافة القمم وعقدت يومي 27و28 آذار2002 في بيروت. 29- القمة العربية العادية التي طلبت البحرين الرئيس الدوري لمجلس الجامعة العربية عقدها في آذار في مصر ، وتم عقدها في ذلك التاريخ في منتجع شرم الشيخ. 30- القمة العربية التي عقدت يومي 22و23 أيار 2004 في تونس العاصمة. 31- القمة العربية العادية التي عقدت يومي 22و23 آذار 2005 في الجزائر العاصمة. 32- القمة العربية العادية التي عقدت يومي 28و29 آذار 2006 في العاصمة السودانية الخرطوم. وعليه يبلغ عدد مؤتمرات القمم العربية الرسمية التي عقدت منذ عام 1964، 30 مؤتمر قمة، فيما تكون القمة قمة الرياض يومي 28 و29 آذار 2007رقم 31 في الترتيب العام للقمم العادية والطارئة والاستثنائية على مدى 61 سنة من عمر جامعة الدول العربية، وسبقت الإشارة إلى أن الرياض استضافت القمة رقم 9 غير العادية من 16 إلى 18 تشرين الأول 1976. 6 قمم عربية بين 2001 و2006 وخلال الفترة بين عام 2001 وعام 2006، عقدت ست قمم عربية استضافتها كل من العاصمة الأردنيةعمان والعاصمة اللبنانية بيروت وضاحية شرم الشيخ المصرية والعاصمة التونسية والعاصمة الجزائرية واخيراً العاصمة السودانية الخرطوم عام 2006، وبذلك يكون مجموع مؤتمرات القمم العربية التي عقدت الى ما قبل القمة الحالية في الرياض 31 قمة على مدى 61 عاماً.