لم تكن أي من مديرات مدارس البنات في منطقة الرياض، تتوقع أن تستقبل على بريدها الإلكتروني الخاص بمدرستها أكثر من تعاميم من وزارة التربية والتعليم، أو خطابات توجيه على الأكثر، إلا أن عدداً من المديرات والإداريات فوجئن برسائل إباحية تغزو أجهزتهن الخاصة بالوزارة، والتي وصلتهم من مصادر التعاميم والتعليمات المعتادة ذاتها. ولم تقتصر مفاجأتهن على ذلك، إذ فوجئ بعضهن باتصالات مكثفة من زملائهن يستفسرن عن سبب إرسالهن لتلك الإيميلات. وهو ما دفع مديرة مدرسة تحتفظ"الحياة"باسمها إلى حمل جهاز حاسبها إلى البيت لتستعين بزوجها من أجل"تطهيره"وإعادة برنامجه، إلا أن محاولة الزوج باءت بالفشل، إذ على رغم حذف تلك الرسائل استمر الجهاز باستقبال الإيميلات الإباحية وإعادة إرسالها، وهو ما دفعه إلى الاستعانة بخبير كومبيوتر. وقال مدير التقنية والشبكات في إحدى الشركات الخاصة بالحاسب الآلي سعد قليل:"بعد اطلاعي على جهاز مديرة المدرسة، وبريد المدرسة الإلكتروني، وجدت أن عدداً من الرسائل الإباحية نفسها تقوم بدورة على جميع الإيميلات المرتبطة بالشبكة، ونظراً إلى نظام الشبكة الذي تتبعه إدارة تعليم، واعتمادها على برنامج Outlook Express في البريد الإلكتروني بواسطة شبكة داخلية، فمن الصعوبة دخول الأجهزة في تلك المدارس إلى شبكة الإنترنت الخارجية. وأضاف:"بعد تتبع المصدر الرئيسي للرسائل التي تعيد إرسال نفسها تلقائياً بعد فتحها لقائمة العنواين البريدية المزود بها الجهاز، اتضح أن مصدرها هو مركز الاتصال التابع لإدارة تعليم البنات". وأكد أنه على رغم صعوبة فتح الصور والمقاطع التي تحملها تلك الرسائل، إلا أن ذلك لا يقلل من خطورتها، كونها تحتوي على شروحات مثيرة جنسياً عن الموقع، إضافة إلى عدد من العنواين الخاصة بمواقع إباحية. واستغرب المهندس قليل عدم تدخل"التربية"السريع للتعامل مع هذا الأمر، خصوصاً أن برامج الحماية القادرة على القضاء على هذا الفايروس ليست نادرة، بينما يشير البريد الإلكتروني الخاص بالوزارة أن هذه الرسائل استمرت في الانتقال بين الأجهزة نحو شهر كامل. وقال:"أن تجد عنوان رسالة إباحي وفي الخانة المجاورة المتعلقة بمصدر الرسالة اسم مدرسة مثل مدرسة رقية بنت محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا أمر يثير الاستياء الشديد". ومن جهته، نفى مدير تعليم البنات في منطقة الرياض الدكتور إبراهيم العبدالله، أن يكون قد تلقى أي شكاوي بهذا الخصوص، مشيراً إلى ان إدارته تستخدم شبكة داخلية في المدارس لا يمكنها فتح أي صور أو مقاطع أياً كانت نوعيتها. وأكد أن أجهزة إدارة التعليم آمنة، ويصعب اختراقها بأي فيروس، لكونها تستخدم أحدث برامج الحماية ضد الفيروسات، لافتاً إلى أنه لا يمكن إغفال مثل هذه المشكلات إن تلقت إدارته أي شكوى بخصوصها.