قرأت غير مرة في مقالات وحوارات ومواقع انترنتية أفكاراً جميعها ناعمة خُطت أو قيلت بأقلام وأفواه نسائية أو شبه نسائية - لا تسألوا عنها ولن أخبر - ما مفاده اتهام الرجل العربي بأنه يتعامل مع كل النساء بأدب وتهذيب و"حنان"أي بالخلاصة يتعامل"كجنتلمان"الا مع زوجته التي يفترض عقلاً ونقلاً أن تكون الأولى بالرعاية لكن ليس على طريقة الحكومة الاميركية. وقرأت في ما قرأت بكائيات ونواحاً على أطلال الرجولة العربية تذرف دمعاتها هذه الأقلام التي تعتبر الرجل غير سوي في تصرفه أو اعتقاده إذا سلمنا ? وفي النهاية سنفعل ? بأن ما يقلنه او يقوله بعضهم على ألسنتهن صحيح. والحديث عن الرجل والمرأة والعلاقة بينهما من زاوية الرجولة والأنوثة ذو شجون قد تتطور الى سجون منزلية، أو ربما أطباق طائرة تقلع من المطبخ الى اريكتك المريحة في الصالة فتتذكر على الفور حكمة الرجال الأولى"الخوف مليح"والخوف المقصود هنا طبعاً ليس الخوف من الزوجات بل الخوف من التلوث البيئي و"خرم"الاوزون الذي اتسع على الرقعة!. قد يكون ما يقلنه او بعضه صحيحاً، وهو اذا صح مخالف لسمات الرجولة التي من أهم مقوماتها الصدق والوضوح الدليلان المهمان على الشجاعة التي ما زلت اذكر إعلاناً عنها إبان إحدى الدورات الاوليمبية القديمة"الشجاعة... لا يمكنك قياس الشجاعة"، وربما يكون منافيا لها. ولعلي هنا ألملم أطراف شجاعتي وأقول مستعيناً بالله ان هذا الخلل عند البعض ليس له ما يبرره على الأقل عندي، لكنني اعرف أن الخلل متبادل، فكما هناك تناقص في مقومات الرجولة او الرجولة كون هذه الممارسات تخل بها من المنظور العلاقاتي الإنساني حلوة العلاقاتي... جديدة مع المرأة، هناك ايضاً تناقص في الأنوثة من المنظور نفسه لكنه منظور اخشن قليلاً من السابق، حتى لتخال هذه الأنوثة وهي الصفة التي حلم بها الفرسان والشعراء والعزاب في طريقها للانقراض ليحل محلها ما لا نعرف كنهه وإذا عرفناه عجزنا عن وصفه. هذا الحديث ليس للدفاع عن بني جنسي، وهو أيضا ليس للانخراط في قضايا المرأة والذود عنها, فلسانها وأخيراً قلمها كفيلان بذلك"وعسانا نسلم"لكن ما أنا بصدده هو أن على النصف الآخر أولاً تصحيح أوضاعه قبل الخوض في مشكلات النصف الأول، فكل نصف همه في النهاية ان يكون النصف الآخر مكملاً له بالطريقة التي يحب ويريد وربما يهوى، وقبل ان أضيع وإياكم بين الإنصاف أقول مجدداً إن الأنوثة في طريقها للانقراض وهي اذا فعلت فقدت الرجولة مصدر بقائها وإلهامها وحافزها وبدأت هي ايضاً في التلاشي أو انها ستبدأ في التغير كرد فعل او محاولة للتكيف. تخطئ النساء كثيراً عند إخراج الأنوثة من دائرة الفطرة او الطبيعية او التلقائية الى دائرة الاكتساب، والمشاهد ان الجنس اللطيف فرط في الفطرة وسعى وراء الاكتساب وبدأ في التفريط في ما هو داخله ومن طبعه في مقابل رسم شكل او هيئة يعتقد أنها أنوثة"النظام العائلي الجديد"فيتحول الرجل تدريجياً الى مستهلك للشكل الذي تقدمه المرأة، لا باحثاً عن مضمون تعتقد المرأة أنها تقدمه, بينما هي في الحقيقة تخنقه بإرشادات تأتي بها من عازبات"معرعرات"في القنوات الفضائية وبعض المجلات لم ينجحن في إقامة منزل مطمئن فضلاً عن المحافظة عليه. نعم الرجال يفرطون أحياناً في ما يجعلهم فرساناً ولنكون منصفين النساء أيضاً يفرطن، إذاً ما الحل ؟ الحقيقة أنني لا اعرف ولو عرفت ما قلت، ولاحتفظت به سراً حيوياً يمكن استثماره في إنشاء مجلة او قناة فضائية او حتى موقع الكتروني يتحول تدريجياً الى وسيلة مسخ جديدة للأنوثة والرجولة على حد سواء. [email protected]