من ينظر إلى أحوال الأمة العربية والإسلامية في الوقت الراهن، يجد بعضها يعاني مشكلات داخلية وحروباً، وبعضها الآخر يعاني صراعات وتدخلات غربية في شؤونها الداخلية، ونجدها مفككة الأوصال والأعضاء، وتحتاج إلى"لملمة"الشمل، في إعادة هيكلة أو في توحيد الصفوف الداخلية والكلمة أو توجيه سليم في التوفيق بين فصائلها المتناحرة والمتشاجرة والمتقاتلة في ما بينها. لذلك تحتاج الأمة العربية والإسلامية إلى وحدة الصف لمجابهة العدوان، الذي تشنه الدول الأجنبية واستباحتها بعض الدول العربية. ولم يتوقف هذا العدوان على الدول الضعيفة الأخرى، بل سيستمر وتدور الدوائر في احتلال الدول والهيمنة عليها، إذا لم نتدارك الموقف، وإذا لم تتحد الأمة العربية جمعاء، وتوحد الصفوف والكلمة معاً، تحت لواء وراية أو تحت مظلة قائد محنك وربان ماهر يضم تلك الصفوف، ويجمع كلمة تلك الدول، واللجوء إليه في توحيد كلمتهم، وما يهم المشكلات العربية والإسلامية لتحقيق التقدم والازدهار والاستقرار. وهذا بالطبع يحتاج إلى ربان ماهر تجتمع فيه صفات القائد المحنك والكبير الواعي والمدرك لكل حيثيات الأمور التي تدار في الخفاء لهذه الأمة العربية والإسلامية ويتقدم لقيادة هذه الأمة العربية والإسلامية. وليس هناك زعيم عربي إسلامي تنطبق عليه تلك الصفات سوى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, حفظه الله. إن مكانة السعودية وريادتها بين دول المنطقة العربية والخليجية ودول العالم تؤكد أن قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو القائد والربان الماهر الذي يستطيع أن يقود دفة السفينة العربية والإسلامية، بحكمته وحنكته ودرايته المشهودة في حل القضايا العربية والإسلامية، ودعمها بالجهد والمال، من أجل الظفر بالاستقرار والأمان. لذا نناشد أعضاء القمة العربية في الرياض أن ينصبوا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله قائداً لهذه الأمة بصفة رسمية لمباشرة أعبائه الجديدة في إصلاح ذات البين بين الدول العربية والإسلامية، ومواجهة التحديات الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي، لما تمتاز به السعودية بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها الإسلامية. وهي الدولة الرائدة التي من المفترض أن تقود الدول العربية والأمة الإسلامية جمعاء في المحافل الدولية، بما لها من قدرة على تهدئة الأوضاع في المنطقة، وإزالة الخلافات في بعض الدول العربية، وتقديم المبادرات البناءة والحلول الناجعة التي تخدم مصالح الأمة العربية والإسلامية، وتحقق أهدافها المنشودة المتمثلة في الوحدة، وفي كيفية تجاوز المحن والأزمات. وثمة إجماع إسلامي على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهل للقيام بالدور الريادي المذكور في قيادة هذه الأمة، لتعزيز العمل العربي المشترك في شتى المجالات، وحلحلة المشكلات، والتدخلات الأجنبية. وأن يبادر إلى حل قضية السودان التي يعاني منها، والمشكلات الدائرة في الساحة السياسية بين الحكومة والأحزاب وبين شريكه في الحكم، وفي تناحر الفرقاء واقتتالهم مع بعضهم البعض، وفي إيجاد الحل لقضية دارفور التي أصبحت قضية العالم، ويتداولها الإعلام الخارجي ومجلس الأمن الذي يهدد بفرض قرارات وعقوبات ضد السودان، وما يجري خلف الكواليس في قضية الجنوب والشرق, وفي كيفية تنفيذ مشروع السلام لاستقرار السودان وتنميته. جعفر حسن حمودة - الرياض [email protected]