قدم رؤساء أقسام الإعلام في الجامعات السعودية الأربع صورة متشائمة لحال خريجي أقسامهم، وطرحوا مشكلاتهم الأكاديمية بشفافية في ورشة العمل التي نظمتها وزارة الثقافة والإعلام أمس، في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التي استضافت الورشة على رغم أنها لا تحوي قسماً للإعلام. وفي المقابل، لم يكن الطرح الذي قدمه ممثلون ل14 جهة شاركت في ورشة"تدريس الإعلام في الجامعات السعودية"، شفافياً في نقد الذات على غرار ما طرحه الأكاديميون، مكتفين بنقد مخرجات التعليم العالي. وطالب إعلاميون ب?"إضافة تخصصات تلبي حاجات سوق العمل مثل"الإخراج الصحافي"، و"الإعلام الرياضي"، واعتبر إعلامي خريجي قسم الإعلام"ضحايا"، مطالباً ب"إنشاء أكاديمية تخرج طلاباً قادرين على التعامل مع الإعلام". فيما اقترح أكاديمي"إيجاد اختبار كفاية للراغبين في دخول الإعلام، وعدم تركه قسماً متاحاً أمام كل من لا يجد قسماً آخر يُقبل فيه". وأوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله الجاسر أن"هدف ورشة العمل ليس البحث في آليات تغيير المناهج التعليمية في أقسام الإعلام، وإنما إعادة قراءتها بما يتواءم مع حاجة سوق العمل، ويضمن تسليح خريجي الإعلام بالحد الأدنى من الأدوات"، مشيراً إلى"تقدم مؤسسات صحافية بطلب عشرات التراخيص لاستقدام صحفيات لتغطية النقص لديها"، وجاء ذلك ضمن تعليقه على"عدم فتح باب دراسة الإعلام أمام السعوديات". وألمح رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم البعيز إلى أن"الجانب الإعلامي لم يذكر أي مشكلة تواجهه، وإنما ركز على مشكلات أقسام الإعلام التي طرحناها بكل شفافية". وتطرق البعيز في ورقته التي حملت عنوان"الفرص والتحديات التي تواجه أقسام الإعلام"، إلى أن"الفرص تتمثل في أهمية السوق السعودي للاستثمار والكثافة السكانية إضافة إلى القدرة الشرائية، ما يعطي السعودية فرصة لاستقطاب الاستثمار"، موضحاً أن"العلاقة بين الإعلامي والأكاديمي فاترة، ما يدعو إلى أن يفهم كل طرف الآخر"، إضافة إلى"أن إشكالياتنا تتمثل في افتقادنا مؤسسات وهيئات إعلامية تحدد حاجة السوق". وكشف أن"نحو 49 في المئة من طلاب أقسام الإعلام لم يكن خيارهم الأول التخصص في الإعلام، فيما 42 في المئة مجبرين على الدخول إليه، ويتوجه 85 في المئة إلى العلاقات العامة، ولا تحظى الصحافة إلا بثلاثة في المئة، و12 في المئة يختارون التلفزيون والإذاعة"، داعياً إلى"إعادة النظر في معايير القبول في الإعلام، ووضع اختبار قبول للمتقدمين". وأوضح رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الرحمن الحبيب، في ورقته"الخطط الدراسية لأقسام الإعلام في الجامعات"، أن"آخر تحديث في مناهج قسم الإعلام في جامعة الملك سعود تم قبل سبع سنوات، فيما حدث في جامعة الملك عبد العزيز قبل ثماني سنوات، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قبل 13 سنة، وجامعة أم القرى قبل ثماني سنوات"، ووضع عدداً من الملاحظات موزعة على أقسام كليات الإعلام، منها"قلة مواد اللغة العربية، وكثافة المواد الإعلامية، ما يعني عدم التنوع في المواد، وكثافة المواد ذات العلاقة بالمواد الإسلامية، وتخصيص المستوى الثامن للتدريب"، موصياً ب?"عرض الخطط الدراسية للتحكيم الداخلي والخارجي، وزيادة مقررات اللغة العربية، ودعم خطط التوجيه الأكاديمي، ودعم الإعلام بالمعامل وبالتقنية والفنيين".