انقسم مستفيدون من مراكز صحية منتشرة في قرى الأحساء، بين مؤيدين وحاملين في ذاكرتهم الكثير من الإيجابيات عنها، وبين رافضين للخدمة التي وصفوها ب?"المتواضعة". ويشير الأخيرون إلى سلبيات تتمثل في الزحام في أروقة تلك المراكز. ويرى بعض المؤيدين أن السمة الأبرز في هذه المراكز الصحية كونها اختصرت المسافة في حالات الضرورات القصوى، إذ تعد، بحسب قولهم:"أقسام إسعاف لاستقبال الحالات الطارئة والأمراض البسيطة". وبحسب أحمد البو حمد"تقدم هذه المراكز خدمات طبية أفضل بكثير من المستشفيات الكبرى، فعلى سبيل المثال، أعطاني الطبيب أكثر من مرة في مستشفى حكومي كبير، حبوب"الفيفادول"الخافضة للحرارة لكل مرض شكوت منه، لكن ومن خلال زيارة للمركز الصحي التابع لقريتي لقيت اهتماماً طبياً، وتم وصف العلاج المناسب لي على رغم تواضع المكان". واستدرك البوحمد:"أما من ناحية التنظيم فمعظم المراكز الصحية التي نعرفها تفتقر لذلك، وإمكاناتها محدودة، ما يحد من قدراتها على أداء مهامها المنوطة بها، على رغم كونها مراكز صحية لتقديم خدمة طبية مميزة، كما أنها تفتقر لأجهزة طبية ضرورية مثل أجهزة البخار لأزمات الجهاز التنفسي، وسيارة إسعاف لنقل الحالات الخطيرة وعدم وجود بعض التخصصات مثل عيادة الأسنان وغيرها". ويقول سالم السويلم:"إن من أبرز الملاحظات التي يمكن أن تسجل أن الذباب يزاحم المراجعين، فضلاً عن الكتابة على الجدران التي شوهت المنظر العام، ومن هنا أتساءل عن دور الشؤون الصحية الممثلة لوزارة الصحة في المنطقة: لماذا لا تقوم بجولات تفتيشية على تلك المراكز ومعاقبة المسؤولين فيها الذين أغفلوا جانب النظافة". ولكن صالح الصايل يتحدث عن إيجابيات المراكز ويقول:"إن من أهم الإيجابيات أن المراكز تقع في موقع استراتيجي يمكن سكان القرية من قصدها من دون عناء، ومن دون الحاجة لقصد مستشفيات بعيدة. وتخيلوا لو لم تكن هذه المراكز الصحية موجودة فكيف سيكون الشكل العام للمستشفيات الحكومية من حيث تزاحم المراجعين، على ما تعانيه من نقص في أعداد الكوادر الطبية والفنية". ويرى الصايل أن من أبرز السلبيات التي سجلها عليها"افتقاد معظمها للكثير من التنظيم في العمل، وكأن إدارتها لا تحفل بأي تطوير، وأن الإدارة مقتصرة على الروتين العام المعروف، وهو الذي يجعل من تلك المراكز صورة مصغرة لمؤسسات تتكاثر فيها السلبيات الوظيفية، ومن تلك الأخطاء خروج الموظفين قبل نهاية الدوام الرسمي، واستلام المريض لملفه الخاص، ثم الذهاب به إلى الطبيب ما قد يتسبب في ضياعه وتلفه". أما فاطمة حبيب فانتقدت"عدم تأثير التكنولوجيا الحديثة على مثل هذه المراكز"، وقالت:"يصدمني دائماً عدد الملفات الكثيرة المتراكمة في غرفة الاستقبال، وأتساءل لماذا لا تتعامل هذه المراكز بالحاسب الآلي فبضغطة زر واحدة نتخلص من كوم هذه الملفات الكبيرة". وترى مريم ناصر أن"من الأمور التي تفتقر لها بعض المراكز الصحية عموماً عدم وجود طبيبة للنساء والولادة، وعدم توافر المعدات الخاصة بالحمل والولادة، بينما وجدت هذه الطبيبة في السابق وكان لها الأثر الكبير في القرية، إذ أنقذت نساء كثيرات من خطر الولادة لكنها غير موجودة حالياً". وانتقد كثيرون عدم توافر جميع الأدوية في صيدليات المراكز، إذ يقول يحيى النويحل:"كثيراً ما نسمع أن هذا الدواء غير موجود، ويجب أن نشتريه من الصيدليات التجارية، وهو أمر مستغرب ويدعو إلى التساؤل: هل وزارة الصحة عاجزة عن توفير جميع الأدوية في صيدليات المراكز الصحية كما في المستشفيات الحكومية الكبيرة؟".