على رغم صغرها تفكر في"النتائج"وتخشى"الدوائر الحمراء"التي تخطها المعلمة على ورقة الامتحان، تردد"أخاف أرسب"، لدرجة ان الخوف اصبح يمثل لها ولغيرها من الطالبات والطلاب في المرحلة الإبتدائية شبحاً مخيفاً. فالشبح يتحول لعقاب قاسٍ من الأسرة، وبعضهم لا يبالي لنتيجة أبنائه الضعفية. ولكن أمل الزامل 14عاماً لا تزال تفكر كل يوم في ورقة الامتحان بعد تسليمها إلى المعلمة، يدق الخوف قلبها بشدة، وبعد عودتها إلى الكتاب ومراجعة الإجابات يزول الخوف من قلبها. "كل يوم أحس بالخوف، وهو شيء طبيعي لكل طالب وطالبة، وأنا مهددة من أسرتي إذا حصلت على أقل من 13 درجة في المادة سأعاقب، وربما يضطر أبي لضربي". الاجتهاد على رغم الخوف لم يكن مشكلة بالنسبة لأمل، فهي لا تحب أن يطلق عليها"راسبة"، ومع ذلك تحس بالخوف. ولكن محمد السالمي 12 عاماً لا يفكر البته في"الرسوب"لأنه لا يعني له أي شيء، ولا يخشى منه، فالكل في منزله لا يشعره بحب العلم، والنجاح، ما أثر عليه وأصبح لا يهتم بنجاحه،"لم يكن النجاح بالنسبة لي أمل في حياتي، وأطمح إليه، لأنني حينما أكبر سأعمل مع والدي". تصادف أشواق سلطان 15 عاماً مخاوف كثيرة في العديد من المواقف وهي تجيب عن الأسئلة، صديقاتها يشعرن بالشعور نفسه، ويرددن"رسبت والحمد الله"،" لا أحس بالخوف من الرسوب، لأني على ثقة كبيرة بنفسي وعلى قناعة تامة من نتيجة الامتحان، وأحس بالنجاح او الرسوب قبل ظهور النتائج، وبصراحة لا أخشى وجود الدوائر الحمراء على ورقة الامتحان، ولكني سأتضايق قليلاً اذا رسبت!". ويقول خالد التويم 14 عاماً إنه يحس بالخوف من النتائج، ويتعب كثيراً أثناء مراجعته المواد، ولكنه ينسى كل شيء عندما توضع ورقة الامتحان أمامه،"أذكر حينما ذهبت لتسلم النتيجة، كنت سعيداً جداً لكوني أجبت عن جميع الأسئلة في جميع المواد بشكل جيد، ولم أتوقع أنني سأرسب". دخل خالد غرفة المعلمين لتسلم النتيجة وهو يحس بالفرح ولكنه عندما نظر إلى علامات الحزن في وجه المعلم أحس خالد أنه"راسب"والجميع سيضحك عليه، فأخذ ورقة الرسوب وخبأها في جيبه وخرج من المدرسة وهو حزين جداً،"ذهبت وجلست تحت الشجرة التي أمام المدرسة وبكيت كثيراً، ليس لأني رسبت فقط، بل لأن أهلي سيعاقبونني، ويناديني الجميع"بالراسب". كلمة"الرسوب"مشكلة كبيرة لدى نواف 11 عاماً الذي اجتهد كثيراً وفي اللحظة الأخيرة تسلم نتيجة الامتحانات بعد معاناة طويلة من المراجعة، ولاحظ انه ضعيف في الكثير من المواد،"لقد أحسست بضيق في صدري ليس لأني رسبت، ولكن لأن شقيقي الأكبر صرخ بوجهي وعاقبني بكلامه الذي جرح مشاعري". وتقول نوف 11 عاماً:"أنا لا أحب الرسوب ولا أتمنى ذلك، لأني طالبة ناجحة ومميزة، ولكي لا أدخل الحزن في قلب أمي وأبي أثابر لأنجح في مستقبلي، وبصراحة لا أتخيل أنني سأرسب في يوم من الأيام ولا أفكر في ذلك لأن الأمر مزعج". وتشارك أريج المشاعر نفسها التي تحس بها نوف ولكنها تعتبر أن الرسوب يؤدي بها للإحساس بالموت، والبكاء طوال الليل،"لا أحب كلمة الرسوب ولا أرغب أن أرسب في يوم من الأيام لأني سأحس بالضيق الشديد".