كشفت زيارة قامت بها اللجنة النسائية التطوعية في منطقة جازان، سلبيات كثيرة في سكن طالبات كلية التربية الأقسام العلمية التابع لكلية المنطقة. وذكرت اللجنة في تقرير لها أن أعضاء اللجنة غادة بريك وفاطمة الغامدي وفاطمة البار ونجوى عقيل قابلن يوم الاثنين 27-11-1427ه، مديرة السكن سعاد النحراوي وبعض المشرفات، وقمن بجولات ميدانية على أدوار السكن المكون من 3 أدوار، ولاحظن"أنه غير مهيأ للطالبات". وأشارت اللجنة إلى أن الوجبات المقدمة للطالبات غير متنوعة، وتقدم لكل واحدة منهن زجاجة مياه صغيرة فقط طوال اليوم، ولا يوجد فناء للترويح عن الطالبات، وهو ما يؤدي إلى قلة التهوية، أو مقصف لبيع حاجات الطالبات أو آلة لغسل الملابس أو طاولات لكيها، كما أن الخزائن قديمة وحجمها صغير والثلاجات متهالكة ولا فائدة منها. كما وجدت اللجنة أن الأسرّة قابلة للكسر ونوعيتها قديمة، والأثاث متهالك وفي حاجة ماسة إلى التجديد، ولا توجد تلفيزيونات ولا فاكسات، ودورات المياه رديئة جداً وغير صالحة وتنبعث منها الروائح الكريهة، والمطبخ رديء جداً غير مجهز بأدوات السلامة. وتطرقت اللجنة إلى مشكلة انتشار الحشرات في السكن بشكل مزعج، وهو ما يشكل خطورة على الطالبات، وقلة عدد عاملات النظافة، وعدم وجود حافلات تكفي لعدد الطالبات اللاتي يبلغ عددهن 96 طالبة، إضافة إلى أن الموجودة غير مكيفة. وذكرت أنه على رغم وسع الفناء إلا أن مستودعاً لحاجات الإدارة بني فيه إلى جانب المطبخ لا يمكن فتحه وتخرج منه روائح كريهة. وأوصت بالإسراع في تجهيز المبنى ليكون مهيأ مزوداً بحديقة للترويح عن الطالبات وتوفير أثاث مكتبي مجهز بجميع المستلزمات من الدواليب والمكاتب والحاسبات، وتوفير خزائن وأسرّة وشراشف، وتنويع الوجبات الغذائية المقدمة للطالبات، وإفراغ المستودع وتنظيفه وتأمين أكثر من حارس أمن للسكن، وتجهيز صالة للزائرات وقاعة أنشطة. ورفعت اللجنة هذا التقرير إلى الجهات المختصة في وقت وصف فيه بعض أولياء الأمور السكن بأنه سجن وليس سكناً تعليمياً، وبعد هذا التقرير بأسبوعين شب حريق داخل السكن سيطرت عليه فرق من الدفاع المدني. واستبعد مدير الدفاع المدني في مدينة جازان الرائد علي الوهاس أن يكون سبب الحريق جنائياً لإخفاء ملامح التقرير الذي رفعته اللجنة التطوعية بشأن السكن"سبب الحريق الذي شب مساء الأربعاء قبل الماضي كان ماساً كهربائياً في التمديدات الكهربائية المخالفة التي أحدثت أخيراً". وأضاف:"عند معاينة الدفاع المدني المبنى لدى استخراج الترخيص لم يكن هناك مطبخ أو مستودع وإدارة الكلية نفت علمها بوجود مطبخ"، مشيراً إلى أن الدفاع المدني ألزم إدارة الكليات بإزالة المستودع والمطبخ اللذين لم يكونا موجودين عند صدور الترخيص. وتحدث عن صعوبات يواجهها المدني في تفتيش المنشآت التعليمية النسائية:"لا يمكننا دخولها بتفتيش مفاجئ مثل المنشآت الأخرى إلا بعد تنسيق مع الجهات المرتبطة بهم، وهذا ما ساعد المشرفين على سكن الطالبات على إجراء مخالفات مثل المطبخ والمستودع". وعلمت"الحياة"أن متعهد الوجبات للطالبات هي شركة ليس لها مكتب في جازان ونسقت مع إدارة الكليات بعد صدور الترخيص من الدفاع المدني لبناء مطبخ داخل السكن لتقديم الوجبات من نوع واحد. وحاولت"الحياة"الاتصال بمدير إدارة الكليات في جازان مبارك علي القحطاني لكنه رفض الحديث. يذكر أن زيارة اللجنة النسائية التطوعية إلى سكن طالبات كلية التربية جاءت بعد تعميم من وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بناءً على موافقة المقام السامي على إنشاء لجان نسائية تطوعية في الجمعيات الخيرية النسائية وتعميمها على مناطق السعودية للقيام بزيارات ميدانية على الأقسام النسائية في المستشفيات والمنشآت التعليمية وأقسام الرعاية الاجتماعية في إدارات السجون النسائية ومؤسسات رعاية الفتيات.