تشتعل هذه الأيام حمى المنافسة بين العديد من مؤسسات الطوافة في الحج، للفوز بالانتخابات التي تنظمها وزارة الحج للحصول على أرقى الخدمات وأفضلها لفائدة حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج. وأعدت مؤسسات الطوافة المشاركة العديد من البرامج الانتخابية، وجندت في هذا الشأن الكثير من الكفاءات الشابة للترويج لهذه البرامج، وتعريف الناخب بماهية الانتخابات وأهمية الدور الذي تؤديه, إضافة إلى تنظيم العديد من الدورات التدريبية المكثفة. واستعانت مؤسسات الطوافة للمرة الأولى بمتدربات سعوديات ممن يحملن شهادة البكالوريوس للترويج لهذه الحملات داخل منازل المطوفات، بهدف كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات، وذلك بعد صدور قرار وزارة الحج بالسماح للمطوفات بالتصويت المباشر. وبدأ الناخبون منذ صباح السبت الماضي في استخراج البطاقات الانتخابية المعدة من قبل وزارة الحج, والمعتمدة للترشيحات النهائية. ووفقاً للنظام تتقدم كل مجموعة بقائمة تتكون من ثمانية أفراد تنطبق بحقهم الشروط واللوائح المحددة من قبل وزارة الحج، والتي تتيح للمطوف وتجيز له الترشح، على أن يكون مرشحاً من قبل إحدى مؤسسات الطوافة، علماً أن الفائزين من قبل مؤسسات الطوافة لن يتجاوز عددهم ثمانية أعضاء يمثلون تلك المؤسسات، يضافون إلى أربعة أعضاء يتم ترشيحهم من قبل وزارة الحج ممثلة في وزير الحج، ليكتمل النصاب القانوني البالغ 12 عضواً، يمثلون ست مؤسسات طوافة, هي مؤسسات جنوب آسيا, وجنوب شرق آسيا، والدول العربية وشمال إفريقيا، ومؤسسة إيران، ومؤسسة تركيا، والدول الإفريقية غير العربية. وحددت بداية الشهر المقبل موعداً لانتخابات الطوافة، إلا أنه لا يمكن التكهن بأعداد الناخبين إلا بعد فرز النتائج، خصوصاً أن عدد المساهمات فقط في مؤسسة الدول العربية تجاوز أربعة آلاف مساهمة، عدا عن المساهمين والمساهمات في بقية الشركات. يشار إلى أن مصطلح"الطوافة"يطلق على كل من يزاول مهنة تقديم الخدمة للحجاج بموجب تصريح رسمي من الدولة, ويرجع تاريخها إلى العهد العثماني, إذ بدأ مع الشراكسة الذين يتحدثون بلغة أعجمية فكان لابد من مرشد لهم يدلهم على المشاعر ويلقنهم أدعيتها، وعرفت منذ قرون بهذا المسمى"الطوافة"لأن من أهم مسؤوليات العاملين فيها تطويف الحجاج حول الكعبة المشرفة. وكان المطوفون في السابق يشاركون في رحلات إلى مختلف الدول الإسلامية للاتفاق مع الحجاج على أداء الفريضة معهم، وصدر نظام المطوفين الموقت في 23 صفر من العام1355ه، وتم تعديله في العام 1367ه, وفي عام 1371ه صدر قرار بإلغاء الرسوم التي كانت تؤخذ من الحجاج. وشهد العام 1398ه صدور قرار إنشاء مؤسسات الطوافة لتأخذ حيزاً أكبر ومساحة أوسع، حتى أصبحت تضم قرابة 15 ألف أسرة من أسر مكةالمكرمة، تعمل على استقبال الحاج من المطار، ومن ثم متابعة شؤونهم العامة كافة, وتهيئة المسكن اللائق بكل ما يحتاجه الحاج من مأكل ومشرب، وتوفير وسائل النقل المختلفة لتنقلاته داخل المشاعر المقدسة حتى يفرغ من أداء نسكه ويعود إلى بلاده.