مع انطلاق الفعاليات النسائية ل"مهرجان الجنادرية ال22"، شهدت خيمة الحرف والدكاكين القديمة وساحات الرقصات الشعبية، تجمع غير السعوديات البريطانيات والأميركيات الزائرات لأرض المهرجان. وأبدين اعجابهن بالحرف التراثية في القرية، وخلال تجولهن في"الخيمة"تذوقن بعض المأكولات الشعبية، واشترين الملابس التراثية التي تجذبهن فيها ألوانها وطريقة تطريزها. تقول سوزان الأميركية:"هذه المرة الثانية التي أزور فيها الجنادرية، وأحب التمتع بمناظرها الخلابة، ومشاهدة الرقصات الشعبية التي تؤديها السيدات وبعض الأطفال". وتشاركها الرأي ابنتها التي ترقص مع الأطفال على تلك الأهازيج، وتتناول المأكولات الشعبية وتفضل الجريش والمرقوق تحديداً. وترى السيدة سميث من إنكلترا أن"الجنادرية"يعد انعكاساً للتاريخ التراثي السعودي وجزءاً من ممارسات المجتمع المحلي العريقة، لافتة إلى أنها من خلال المهرجان تتعرف على أسرار المرأة السعودية التي تجذبهن بشكل كبير. خصوصاً المرأة العسيرية. تحولت خيمة التراث إلى"دكاكين"صغيرة تشبه الرقم ثمانية، كانت تنتشر في منطقة الأحساء قديماً قبل 50 عاماً، مشكلة سوقاً لبيع كل الأغراض التي يستخدمها أبناء المنطقة في حياتهم ذلك الوقت. وتلفت"دكاكين"الخيمة أنظار الزائرات، بحسب ما قالت رئيسة الحرف اليدوية القديمة في اللجنة التراثية موضي المقيطيب. وتضيف:"الرقم ثمانية يطلق عليه اسم العمارية، مثل الدكاكين الصغيرة التي يستخدمونها في الأحساء قديماً، فكرنا كثيراً في وضعها بشكل جمالي ملفت للنظر لإظهار القديم والجديد والحديث في الوقت ذاته". وتكشف المقيطيب عن زيادة عدد الحرف المشاركة عن العام الماضي، مثل نقش الحناء، والمشاطة، وبيع ملابس المرأة، وتجهيز العروس، إضافة إلى الخياطة، والربعية وهي المرأة التي تقوم بمساعدة العروس، والعطارة التي كانت تعرض في الحجاز، وطحن الحب، والخرازة، ودباغة الجلود، والكتاتيب، وصناعة الطواقي من"الشرقية". وخصص جزء من الخيمة لعكس مهنة الفلاحة والرعي، إذ كانت المرأة قديماً تعمل في المزرعة إما بإخراج الماء من البئر أو بالري. وتشير المقيطيب إلى تخصيص فعاليات للأطفال لتعريفهم بتراث أجدادهم وشعارهم في الخيمة"تراث الأجداد بفكر الأحفاد"، إلى جانب شخصية المطوعة الكتاتيب مع الأطفال، والزفة والألعاب الشعبية التي يلعبونها في فترة الاستراحة، إضافة إلى عرض أزياء للمناطق يقوم بأدائها الأطفال مع كل بيت قصيدة. لأن الأهازيج قديماً تخفف متاعب العمل. وبالنسبة إلى المكافآت التي تحصل عليها المشاركات فلكل مشاركة مزايا مختلفة، وخصص للأطفال هدايا تراثية تعيد لهم ذكرى الجنادرية، ليبقى التراث عالقاً في أذهانهم. سعودية تصوّر أعمال الحرفيات في "الجنادرية" تمكنت المصورة التلفزيونية في التلفزيون السعودي هيا العنزي، من التقاط صور حية في القرية التراثية في الجنادرية، بعد سماح إدارة المهرجان بالتصوير في حال وجود مصورات نساء فقط. وأبدت المصورة هيا العنزي سعادتها بنقلها صورة المرأة التراثية وهي تمارس حرفها اليدوية في خيمة التراث، وتقول:"الحمد الله استطعت التقاط صور واقعية في الجنادرية وبالأخص داخل القرية العشرينية وخيمة التراث"، لافتة إلى أنها تعتقد أن سبب المنع في الأعوام الماضية كان لعدم وجود مصورة تلفزيونية. وتمنت استمرار نقلها للتراث عبر عدسة كاميرا التلفزيون السعودي. وتؤكد المخرجة هيام الكيلاني أن نقل الحدث الوطني واجب يقوم به الإعلام، وقالت الكيلاني:"ليس منطقياً أن تقوم القنوات العربية الفضائية بنقل الحدث الوطني، والتلفزيون السعودي لا يُعطى الأولوية في التصوير التلفزيوني!". وعلقت المذيعة في التلفزيون السعودي هناء الركابي بأن التصوير التلفزيوني وضع طبيعي ونحن نؤدي الرسالة الوطنية، لأن الإعلام هو الذي يبرز الأحداث، والأهم في ذلك إيصاله للمشاهد عبر الإعلام المرئي.