لم تقتصر تداعيات حرب الخليج الثانية على المنطقة الشرقية، في الارتفاع الكبير في نسب الإصابة بالأورام السرطانية، كما كشف عن ذلك أطباء شاركوا في ندوة طبية الأسبوع الماضي، إذ تسببت أيضاً في ارتفاع نسبة المصابين بالأمراض الجلدية، مثل الاكزيما والبهاق والحساسية والصدفية، كما كشفت عن ذلك أمس، اختصاصية أمراض الجلد والتجميل في المستشفى العسكري التابع للقاعدة الجوية في الظهران الدكتورة منال فلاتة، التي زفت بشرى وصول الأطباء إلى علاج للمرض الأخير، بعد أن سمحت وزارة الصحة أخيراً باستخدامه، بسبب زيادة عدد حالات الإصابة به، وعدم تمكن الأطباء من التوصل إلى وسيلة علاج ناجعة له، مشيرة إلى ان الدواء الجديد"مكلف". وعرضت فلاتة في محاضرة ألقتها مساء أول من أمس، أسباب تزايد الإصابة بالصدفية في المنطقة الشرقية، فإضافة إلى تداعيات حرب الخليج، هناك"التلوث والصناعات الكيماوية"، مستدركة أن"السبب الرئيس للإصابة هو الاستعداد الوراثي، ولكن العوامل السابقة زادت من نسب انتشار بعض الأمراض الجلدية"، مضيفة"تبين أن عامل الوراثة له دور كبير في الإصابة بالمرض، وكثير من المرضى يسألون عن السبب إلا انه غير محدد بدقة كبيرة، والدلائل تشير إلى أن الشخص متى ما كانت لديه القدرة على اكتساب الجين الوراثي فهو معرض للإصابة بالمرض"، موضحة ان هناك"أدوية الملاريا وضغط الدم والليثوم والكلوروكوين تساعد على الإصابة بالمرض، وعادة ما تظهر في المرفقين والركبتين وفروة الرأس والأظافر والذراعين". وربطت فلاتة بين بعض أساليب العلاج التي قد تستخدم للصدفية المزمنة وظهور أمراض أخرى، مثل سرطان الجلد وأمراض العظام والمفاصل ومرض السكري. وقالت:"إنها لا تؤدي في شكل مباشر إلى سرطان الجلد، لكن مرحلة العلاج بالأشعة فوق البنفسجية المركزة وطول مدته، قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد"، أما العلاقة بين السكري والصدفية فأوضحت أنه"نتيجة جفاف الجلد قد تنتج أمراض جلدية، خصوصاً أنها أمراض مرتبطة بالجهاز المناعي". وعن العلاج الجديد أوضحت أنه"بيولوجي وحيوي وليس عقاقير كيماوية بل على شكل حقن تعطى للمريض تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع، لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر". وأشارت إلى الصدف القيحي، الذي اعتبرته"احد أنواع الصدفية، ويسهم في ارتفاع نسب الإصابة بالتهاب المفاصل بنسبة خمسة في المئة"، مضيفة"كلما زادت مدة المرض نتوقع أن ترتفع نسبة الإصابة من ثمانية إلى عشرة في المئة بصدفية المفاصل"، وعلى رغم فعالية العلاج البيولوجي الذي أثبت نجاحه إلا أن فلاتة أشارت إلى ان"كلفته المادية عالية جداً، ويتراوح سعر الحقن طوال فترة العلاج بين 120 ألفاً إلى 160 ألف ريال، وهو متوافر في بعض المستشفيات الحكومية". وتحدثت عن أساليب العلاج المستخدمة، مشيرة إلى أن"العلاج بأشعة"البوفا"قد تصل نسبة النجاح فيه إلى 90 في المئة، ما يتطلب من 20 إلى 25 جلسة"، إلا أنها حذرت من"استخدامها للنساء الحوامل والأطفال، إذ تسبب تشوهات خلقية للجنين، وتتطلب من النساء التوقف عن الحمل لمدة عامين، لتأثيرها المركز على الدم"، موضحة أن الصدفية"مرض مزمن، ولكن غير معد، ولا يمكن الشفاء منه، إلا انه بالإمكان علاجه، إذ إن بعض أنواعها تغيب في فترات معينة، ولكنها تعود، ولا تختفي لأن الأساس وراثي، باستثناء الصدفية الرقطاء، التي تصاحب التهاب اللوزتين لدى الأطفال". كما حذرت من"استخدام الخلطات والأعشاب من دون استشارة الطبيب، فبعض الحالات أصيبت بفشل كلوي نتيجة استخدامها، لذا يجب معرفة مكونات الخلطة باستشارة الطبيب"، وهو ما دعمه أحد المرضى"توجهت إلى الرياض مع احد أصدقائي المصابين بالصدفية، للعلاج هناك، فأصر على اخذ علاج عشبي، وقررتُ أخذه من بعده، والتأكد من شفائه، ولكنه أصيب بقصور كلوي".