دُهِشَ عبد الخالق السويلم، بالنتائج التي خرجت من جراء زيارة خبير تنظيف لشقته، والتي أكدت أن ما يعانيه من ضيق في التنفس مرض الربو، سببه إقامته في مكان تتزاحم فيه البكتيريا والأوبئة، خصوصاً حشرة العثة، التي تسببت في حرمانه من الاستمتاع بالنوم ليلاً. وأظهرت نتائج الفحوصات التي أخرجها جهاز خاص في التنظيف وتنقية الهواء، ويعد من الأجهزة المتطورة والرائدة في هذا المجال، أن حياته وأسرته في خطر أكيد، وان أجهزتهم التنفسية مهددة بسبب الغبار، الذي يُعد المكان المفضل للعثة، التي باتت هاجساً يؤرق المختصين الذين وصفوها ب?"الخطرة جداً". وأشارت نتائج أعلنت عنها إحدى الشركات المتخصصة في التعقيم والتنظيف بأجهزة متطورة، أن كثيراً من المنازل تعاني من خطر العثة بصورة كبيرة، وأظهرت الزيارات المنزلية التي يقوم بها مندوبو الشركة للمنازل، من خلال شرح مطول لعمل أحد أهم الأجهزة في محاربة البكتيريا والقضاء على العثة، أن أكثر من 79 في المئة من المنازل في محافظة الأحساء تحيطها أخطار الإصابة بأمراض عدة من أبرزها أمراض الجهاز التنفسي والمناعة، وحتى التأثير على الصحة الجنسية. ويقول السويلم:"كانت زيارة المندوب اعتيادية في بدايتها، من خلال شرح مطول عن عمل الجهاز الذي يسوق له، لكن وقعت المشكلة حين بدأ باختبارات أظهرت الخطر الحقيقي الذي نتعايش معه، ولعل أبرز ما أدهشني معاناتي الطويلة مع ضيق التنفس، والمزاج العكر مع كل صباح، مع شعوري بخمول غريب"، مضيفاً"حين شرح لي المندوب أسباب هذه الظواهر تيقنت في ما بعد أن السبب يرجع إلى العثة، التي على رغم أننا لا نراها، لكنها تحمل النصيب الأكبر من أسباب المشكلة". وتستغرق هذه الزيارات المنزلية للترويج لهذه الأجهزة زهاء 90 دقيقة، يستمع صاحب المنزل خلالها إلى شرح مفصل مدعوم بالتجارب، ليقف على أكثر الأمور خطورة في منزله، وما يهدد صحته وأسرته. ويقول السويلم:"أصبحت بعد هذه النتائج أتخوف من فراشي، وسجادتي، وكل بقعة من سكني، لأنني أصبحت أعرف مدى خطورة الأمر بعد أن كنت غافلاً"، وتلعب فصيلة عثة غبار المنزل دوراً مهماً كمصدر رئيس لأمراض الحساسية الناتجة من التعرض لغبار المنزل، واكتشف هذا النوع من الطفيليات منذ أكثر من 30 سنة. ويقول اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور أحمد عاشور:"إن من أكثر عوامل الحساسية في الغبار المنزلي هو حشرة صغيرة تسمى عثة غبار المنزل، وهي حشرة يتعدى حجمها ثلاثة مليمترات، ويستخدم المجهر الالكتروني لتحديد الفصيلة، وهي طفيل مجهري يعيش على الخلايا الميتة المتساقطة من جسم الإنسان ودهونه والفطريات"، مضيفاً"هذه الحشرة الخطرة تفضل العيش في الأماكن الرطبة، وفي مفروشات البيوت، وتعد من أهم الأسباب الرئيسة لأمراض الحساسية، مثل حساسية الصدر، ومن أشهرها الربو، وفي العين بالتهاب حواف الجفون، والأنف بالرشح، والصداع النصفي، واحتقان الحنجرة". وأشار عاشور إلى أن هذه الظواهر"يمكن أن تسبب الوفاة، إذا لم تعالج فوراً وقد تصل إلى الصدمة المميتة". مضيفاً"جو الأحساء حار ورطب، وهو من أفضل الأجواء التي تلائم هذه الحشرة، التي تتركز في أعلى غرف النوم، وبالتحديد على فراش النوم، والموكيت والسجاد، ويساعد عزل الجو الداخلي عن الخارجي في المنزل على انتشارها، وما بقاء الكثيرين تحت المكيفات إلا دليل واضح على إصابة غالبيتهم بأمراض الصدر، لأنهم انعزلوا عن الهواء الخارجي الطبيعي، وتجتهد العثة في بذر فضلاتها في غرف المنزل، لتنبئ بأمراض خطرة". وسوقت إحدى الشركات المتخصصة في السلامة البيئية والنظافة العامة أكثر من 36 ألف جهاز خلال أقل من ثمانية أعوام، وتتراوح أسعار هذه الأجهزة بين عشرة آلاف ريال و22 ألف ريال، وهذا دليل على التحرك الحالي لمحاربة العثة ومسببات الحساسية في المنزل. ويرى صالح البطاط أن هذا السعر"ليس باهظاً، إذا ما قورن بجودة الجهاز وعمله، ونظراً لخطورة الموقف لا بد أن تكون هناك منافسة قوية بين الشركات المتخصصة في هذا المجال، وبيئة المنطقة الشرقية وبخاصة الأحساء مهيأة لمثل هذه الاستثمارات". مضيفاً ان"من أهم الأسباب قرب التكتل السكاني من الرقعة الزراعية، وهو أمر ساعد في تطاير قشور النخيل، ولقاحها إلى المنازل، ما ساعد على انتشار هذه الظاهرة، ولعل حشرة العثة تتغذى على بقايا الطعام الصغيرة المحشورة بين السجاد والأرضيات، أو بقايا الجلد الميت في الإنسان وكلاهما يمكن أن يعالج بالنظافة".