كنت وما أزال من المتابعين لما يخطه يراع كاتبنا المبدع عبدالعزيز السويد لما يطرحه من أفكار غالباً ? وليس أحياناً كعنوان زاويته - ما تكون مفيدة وقابلة للتطبيق، إذ يملك من التجربة ما يعطيه القدرة على إقناع القارئ والمستمع بما يرمي إليه، فلا غرو في ذلك، فهو من سبح في فضاء صاحبة الجلالة، وحتى لا يتحول هذا التعقيب إلى مديح أحسب جازماً أنه لا يروقه، أشير إلى أن ما سلف أروم أن يكون مدخلاً لما سيأتي: لقد اتسمت زاويته"أحياناً"بالحس الوطني ومعالجة هموم المجتمع والتحدث بشفافية وتفاعل مع القضايا الملحة، وهذا في ظني ديدن الكاتب الشامل الذي لا يحبس ذاته في نطاق ضيق يضطره إلى تكرار نفسه. لقد قرأت ما تطرق إليه في العدد الصادر الثلثاء 11-1-1428ه 30-1-2007 وسعدت جداً لما أورده حول معاملة من يسيء لنفسه ومجتمعه حين يقوم بأعمال بعيدة كل البعد عن أخلاق المسلم الذي تربى على الفضيلة وحب الخير، والابتعاد عن إيذاء الآخرين، أقصد أولئك الذين وقعوا بقصد أو بغير قصد في أمر مسيء ودخيل ألا وهو السرقة، واقترح وسائل للحد من تلك الممارسات المشينة خلقاً والمحرمة شرعاً، والاستفادة من طاقات أولئك الشباب بما يعود عليهم بالنفع ويخلص المجتمع من شرور فراغهم. إن ما يطبق في بعض الدول من أحكام وضعية مثل الحكم بالسجن مع الأشغال الشاقة هدفه معاقبة المجرم قبل كل شيء، ولكن ما طرحه الأستاذ السويد يجمع بين العقوبة والتربية، وإكساب هؤلاء الشباب المهارات النافعة التي تعود بالفائدة على من يتعلمها أولاً وعلى المجتمع ككل ثانياً. إن تدريب الشباب على الجدية والمساهمة الاجتماعية النافعة ربما يعوض عدم وجود نظام للتجنيد الإجباري الذي من أهم نتائجه صقل قدرات الشباب، وتعويدهم على الانضباط واحترام التعليمات وغرس روح الوطنية وحب الوطن والعمل الجماعي والتطوعي وملء وقت الفراغ بما هو مفيد ومنتج. أرجو أن يكون ما يطرحه الأستاذ السويد من أفكار ومقترحات وملاحظات محل نظر وتدبر أهل الاختصاص وأصحاب القرار، لتعم الفائدة ويصبح رجال الغد أداة بناء لا معاول هدم، فهم من سيمسك دفة السفينة بعد حين. محمد عبدالكريم العنيق