تحولت الخيول والدراجات النارية الدبابات على كورنيش جدة من وسيلة ترفيه إلى كوابيس مزعجة، ترافق مرتادي البحر، مع انتشار الروائح الكريهة من الخيول، والإزعاج الذي تحدثه الأصوات المنبعثة من الدبابات، إلى جانب الحوادث التي تقع في كثير من الأحيان لصغار السن. العديد من مؤجري الخيول والجمال الذين يزاولون نشاطهم على امتداد الكورنيش، لا يلتزمون بتطبيق جميع الضوابط والاشتراطات التي وضعتها وزارة الشؤون البلدية والقروية لمنح ترخيص تشغيل ومراقبة مواقع ركوب الخيل والجمال والدراجات النارية، ومن ضمنها أنه يتعين على طالب الترخيص تقديم مخططات متكاملة للمشروع، مستوفية لشروط وأنظمة البناء ومعتمدة من مكتب استشاري، ويدون عليها موقع ومساحة الأرض والمرافق المقترحة ومساحتها، مع تقديم مواصفات المضمار والإسطبلات، إضافة إلى العديد من الشروط والضوابط الأخرى، من أهمها الحصول على ترخيص من الدفاع المدني لمزاولة هذا النشاط، ناهيك عن أن الوزارة تلزم بإنشاء مضمار وفق المتطلبات الفنية، وتوفير وحدة إسعافات أولية. كما تتضمن الاشتراطات النظامية وجوب أن يتم الكشف على الموقع من قبل مندوبي البلدية في أي وقت طوال فترة التشغيل، والكشف عن نظافة جميع مرافق الموقع وجاهزية وحدة الإسعافات الأولية في حضور مسؤول الموقع، وتوفير اللوحات الإرشادية ولوحات الأسعار وأوقات الدوام، إضافة إلى نظافة الدراجات وصلاحيتها للعمل، ومراجعة السجل الخاص بالدراجات ومطابقته مع الدراجات الموجودة، والتزام العاملين بالزي الموحد وبطاقات التعريف الخاصة بهم، والتأكد من الشهادات الصحية والتراخيص والسجل التجاري، علاوة على وجود مسؤول الموقع باستمرار. مرتادو الكورنيش سواء من قاطني جدة أو زوارها أبدوا انزعاجهم الشديد من كثرة هذه الدراجات النارية، وكذلك الخيول والجمال المنتشرة، وطالبوا الأمانة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع هذه الفوضى والعشوائية التي تمارس، حفاظاً على سلامة أبنائهم، وطلباً لراحة المتنزهين. يقول رب الأسرة صالح السالم، الذي اختار مع أبنائه موقعاً للجلوس في المنطقة الرملية قبل ميدان النورس:"إن أصوات الدراجات النارية تشعر الجالس أنه في أحد ميادين السباق، كما أن إلحاح الأطفال على استئجارها يجعل من موقع النزهة مكاناً للبكاء، وأمام ذلك لا نجد مجالاً سوى تلبية رغبتهم، على رغم اقتناعنا التام بأن ذلك خطأ". وأكدت مجموعة من الشبان الذين تواجدوا في منطقة الحمراء قريباً من موقع نادي الفروسية الجديد، أن المخلفات التي تتركها الجمال والخيول هي أكثر ما يخشونه أثناء تجوالهم في المنطقة، وما تسببه من روائح كريهة. وخلف موقع مبنى الأمانة الجديد تحديداً مناطق عشوائية، اتخذها العديد من مؤجري هذه الدراجات النارية والخيول والجمال موقعاً لحفظ معداتهم وعرباتهم، والشيء نفسه يحدث في المناطق القريبة من الأمكنة التي يفضل المتنزهون الجلوس فيها، فعادة ما يعمد هؤلاء إلى اختيار أية موقع عشوائي يتم فيه حفظ هذه المعدات، ويكون مركزاً لانطلاقهم إلى الكورنيش. ولفت العديد من مرتادي الكورنيش إلى الإزعاج الشديد الذي تسببه أجهزة التسجيل الموجودة في عربات الخيول، إذ يتم تشغيل المسجل بصوت صاخب. يشار إلى أن أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه، كان أكد في تصريح سابق أن المنطقة التي تقع خلف مبنى الأمانة الجديد، وتكثر بها إسطبلات الخيل والدبابات النارية، هي من المناطق المستهدفة ضمن حملات الأمانة، مشدداً على أنه ستتم إزالة جميع الدمارات والأوساخ الموجودة في هذا الموقع. من جانبه، كشف مدير المركز الإعلامي في الأمانة أحمد الغامدي، عن وجود تنسيق فعال بين الأمانة والجهات الأمنية لمتابعة وضع هذه الدبابات والخيول والجمال. وأشار إلى أنه سيتم تحديد موقع استثماري لممارسة جميع الهوايات في شكل يضمن سلامة الجميع، وعدم إزعاج المتنزهين من رواد الكورنيش، موضحاً أن الأمانة تنفذ جولات يومية لتنظيف الشواطئ على طول الكورنيش، واستكمال الصيانة الدورية لجميع الألعاب.