كشف المدير العام للخدمات الطبية في القوات المسلحة اللواء طبيب كتاب العتيبي، أن المواطنين المدنيين الذين يعالجون في المستشفيات العسكرية يزيدون على العسكريين،"وتبلغ نسبتهم نحو 60 في المئة". وقال في حديثه مع"الحياة"خلال تفقده حملة الأمير سلطان للرعاية الصحية في الجوف صباح أمس، إن إدارة الخدمات الطبية في القوات المسلحة أجرت دراسات وخططاً لافتتاح مستشفيات عسكرية متخصصة في مناطق المملكة المختلفة. وأوضح أن القوات المسلحة تستفيد من الحملة في التعرف على الأمراض المستوطنة في مناطق المملكة كافة،"حتى نجهز الأدوية والأطقم الطبية في حال انتقال القوات المسلحة إلى تلك المناطق". وعن تسهيل قبول الحالات المرضية في مستشفيات منطقة الجوف، أكد العتيبي وجود توجيه من القيادة بقبول جميع حالات التحويل من اللجان الطبية في مستشفيات وزارة الصحة،"التي تستلزم جراحات متقدمة أو تقديم علاج متقدم، ونتابع علاج تلك الحالات حتى استكمال مراحل العلاج"، مشيراً إلى وجود أعداد كبيرة من أهالي منطقة الجوف يعالجون في مستشفيات القوات المسلحة في تبوكوالرياض. وشدد العتيبي على أهمية اقتصار العلاج في المستشفيات العسكرية على منسوبي القطاعات العسكرية والمدنيين المحولين من اللجان الطبية في مستشفيات وزارة الصحة،"حتى لا يزيد الضغط على المستشفيات العسكرية، ما يؤدي إلى تدني جودة الخدمات الطبية المقدمة في المستشفيات العسكرية". وعن تأخر تحويل المرضى المنومين في مستشفيات منطقة الجوف إلى المستشفى العسكري في الرياض، قال العتيبي:"إن هذا الأمر يخضع لإمكان توافر سرير في المستشفى العسكري، ولا يحق لنا إخراج مريض يعالج في المستشفى بحجة وجود حالة أخرى، لكن لدينا توجيه بنقل الحالات المرضية الحرجة بواسطة طائرات الإخلاء الطبي إلى أي مستشفى يوجد فيه إمكان لقبول تلك الحالات". وطالب المواطنين بتفهم عدم إمكان علاج جميع الحالات في وقت واحد،"وأنا المسؤول المباشر عن المستشفى العسكري اضطررت مرة إلى الانتظار لمدة أسبوع حتى أتمكن من علاج عائلتي في المستشفى العسكري". وذكر أن إمارة منطقة الجوف طلبت زيادة فترة الحملة لمدة أسبوع آخر،"تم الرفع إلى المسؤولين في وزارة الدفاع والطيران لزيادة فترة الحملة أسبوعاً آخر، وأشرنا بأن الخدمات الطبية في القوات المسلحة لديها الإمكان والاستعداد للاستمرار في الحملة لأسبوع آخر". وفي السياق ذاته، أعرب مواطنون راجعوا المستشفى العسكري الميداني عن أملهم بأن يفتتح مستشفى عسكري في منطقة الجوف، وقال محمد الرويلي 60 عاماً الذي يعاني من مشكلات في المسالك البولية، إنه"تعب"من مراجعة المستشفيات المتخصصة في الأردن، مضيفاً:"في ظل عدم وجود مستشفى متخصص في المنطقة، ولأن مواعيد المستشفيات المتخصصة في الرياض تأخذ وقتاً طويلاً، فإنني أضطر لتكبد عناء السفر إلى الأردن ودفع مبالغ مالية كبيرة لتلقي العلاج". يذكر أن الحملة بدأت الأسبوع الماضي وتستمر أسبوعين، واستقبلت نحو 3 آلاف مريض ومريضة، ويضم المستشفى الميداني ثلاثين عربة تمثل مختلف العيادات المجهزة بكل الحاجات الطبية والتقنية والبشرية، وتشمل عيادات طب أسرة وجلدية وباطنة وجراحة عامة وعظام وعيون وأنف وأذن وحنجرة وأطفال وأسنان ومسالك بولية، ما سيسهم في انجاز وأداء المهمة تجاه المرضى بكل يسر وسهولة. وجُهزت الحملة بفرق طوارئ، وتتكون الفرقة من عربة إسعاف مزودة بأجهزة حديثة وطبيب وممرض، وتقوم الفرقة بزيارات يومية للقرى والهجر المجاورة لمدينة سكاكا، للتثقيف الصحي وصرف الأدوية اللازمة، كما تم رصد الأمراض المستوطنة من فريق طبي والفرق الطبية المتنقلة، لدرس تأثيرها في صحة المواطنين وإيجاد الطرق المناسبة للوقاية منها، وتحال إلى إدارة صحة الجوف.