سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"ضيوف الرحمن" يرمون جمرة العقبة الكبرى ... لا زحام ولا حوادث - مصدر أمني ل "الحياة" : مطمئنون من درجة الزحام في جسر الجمرات و الحرم المكي . خادم الحرمين لرجال الأمن : سقط منكم شهداء وجرح مناضلون والوطن لن ينساكم
جاءت ثمار المشاريع السعودية في المشاعر المقدسة لمصلحة أكثر من ثلاثة ملايين حاج رجموا أمس"الشيطان"جمرة العقبة الكبرى بسهولة، حققها لهم المشروع المطور لجسر الجمرات الذي رصدت له السلطات المحلية مبلغاً تجاوز 4 بلايين ريال أكثر من بليون دولار. في الوقت الذي اعتبر فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمة وجّهها إلى رئيس لجنة الحج الأمنية وضباطها ومنسوبيها:"إن راحة ضيوف الرحمن أهم من راحتنا، وأمنهم قبل أمننا، فجزاكم الله خيراً على جهودكم". وكان خادم الحرمين وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز وجّها في كلمة مشتركة، التهنئة بعيد الأضحى إلى السعوديين وحجاج بيت الله الحرام وعموم المسلمين. أكد فيها أن"الإسلام جاء ليؤذن بميلاد جديد للبشرية ... وتحرير الإنسان من أغلال العبودية لغير الله". ونجحت الأجهزة العاملة في الحج، بدورها، في تجاوز المرحلة الأولى من الامتحان الأصعب الذي تواجهه سنوياً، بعدما تميزت"نفرة"الحجاج من مشعر مزدلفة إلى صعيد منى بكل يسر وسهولة، ورمَوا جمرة العقبة الكبرى بانسيابية نادرة أعرب معظم الحجاج عن أملهم بأن تكون ديدناً لممارسة هذا المنسك المهم كل عام. وساعدت عمليات التطوير التي شهدها جسر الجمرات خلال العامين الماضيين في منع التدافع بين الحجاج في أول أيام العيد الذي يسبق أول أيام التشريق ثاني أيام العيد، إضافة إلى الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الفرق الحكومية العاملة في المشاعر المقدسة. وأكد مسؤولون سعوديون التقتهم"الحياة"ميدانياً في مشعر منى أمس، أن خطة هذا العام نجحت ب"امتياز"، بعدما سيطرت القوات والأجهزة، العاكفة على خدمة ضيوف الرحمن وتأمينهم، سيطرة كاملة على منع حمل الأمتعة إلى ساحة الجمرات والطرق المؤدية إليها، إضافة إلى تخصيص مسارات منفصلة للداخلين والخارجين من منطقة الرمي، التي تشهد - عادة - زحاماً شديداً بسبب رغبة كثير من الحجاج في التعجل، فيما يفضّل آخرون إكمال المناسك حتى اليوم الثاني من أيام التشريق ثالث أيام العيد. ودخل الحجاج مرحلة"التحلل"الأول، بعدما رمَوا جمرة العقبة الكبرى وحلقوا أو قصّروا رؤوسهم، ما سمح لهم بخلع الإحرام الذي ظلوا يرتدونه طوال الأيام الماضية. وشهدت فروع"البنك الإسلامي للتنمية"في مشعر منى إقبالاً كبيراً من الحجاج، الذين أوكل إليه كثيرون منهم شراء أضحيته ونحرها نيابة عنهم. ورجّح مصدر رفيع في أحد الأجهزة الحكومية العاملة في الحج أن يشهد الحرم المكي زحاماً شديداً خلال أيام"التشريق"التي تبدأ اليوم الخميس. لكنه قلّل من المخاوف المعتادة من وقوع حوادث هناك، بفضل عمليات التطوير التي شهدها"جسر الجمرات". وأضاف:"عمليات التطوير مكّنت الحجاج من رمي الجمرات في وقت وجيز، ما يزيد احتمال توجّه أعداد كبيرة منهم إلى الحرم المكي، لأداء طوافي الإفاضة والوداع". ولاحظ أعضاء فريق بعثة"الحياة"إلى موسم الحج، الانتقال السلس لجموع الحجيج في الأدوار الثلاثة لجسر الجمرات الذي اكتملت مرحلته الثالثة هذا العام، وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكان ملحوظاً أيضاً الاستعدادات الاحتياطية المكثفة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين، لتوفير الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والتنظيفية وتجهيز قوات الدفاع المدني، مساندة لقوات الأمن السعودية، لتنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه.