كشف مصدر أمني سعودي أمس عن إلقاء قوات الأمن السعودية القبض على سبعة اشخاص غير سعوديين ينتمون الى جنسيتين عربيتين عند مداخل مدينة مكة، كانوا يخططون للقيام بأعمال تخريبية خلال موسم الحج. وقال المصدر ل"الحياة"ان المشتبه بهم السبعة اعتقلوا يومي 7 و8 ذي الحجة، أي قبل بدء مناسك الحج بيومين. ولم يوضح طبيعة الاعمال التخريبية التي كانوا ينوون تنفيذها، لكنه أكد انه لم يتم الاعلان عن اعتقال هؤلاء بهدف عدم ارباك الحجاج قبل اتمام مناسكهم. وكان ثلثا الحجاج تقريباً أنهوا نسكهم أمس، وسط تسهيلات سعودية لافتة حققت أمناً ويسراً غير مسبوقين، إذ تجاوز أكثر من 1.7 مليون حاج أصعب مرحلة في الحج والمتمثلة في"يوم التعجل"، بعدما شهدت بعض الأعوام السابقة حوادث تدافع نتجت منها وفيات. وبعدما رموا الجمرات الثلاث غادروا منى إلى المسجد الحرام، لأداء طواف الوداع، ثم اتجه كل منهم إلى وطنه. ووصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، إلى جدة مساء أول من أمس، بعدما أشرفا شخصياً على حجم الخدمة المقدمة للحجيج ومستوياتها. وتبادل المسؤولون السعوديون التهاني الحارة بنجاح الموسم، فيما تلقوا عبارات التقدير والتهنئة من ألوف الحجيج بشكل مباشر وعبر وسائل الإعلام في بث مباشر بالصوت والصورة. وأعلن أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل"نجاحاً كبيراً"لمنظومة الخطط، التي وضعتها السلطات السعودية لإدارة وتسهيل موسم حج العام الهجري 1428. وقدر أن تشهد الأعوام المقبلة مزيداً من المشاريع النوعية، لضمان مزيد من الراحة والتسهيلات. وأدى تزامن يوم الجمعة مع ثاني أيام التشريق أمس، إلى زحام شديد في الحرم المكي، واضطر أكثر الحجاج إلى الطواف حول الكعبة عبر الطابق الثاني والطابق المكشوف. وبينما قدرت الإحصاءات الرسمية بأن عدد الحجاج المسجلين نظاماً لم يتجاوز 2.5 مليون حاج، فإن مسؤولين رسميين رفيعي المستوى، أكدوا في كلمات أمام القيادة السعودية، أن فرق عملهم الميدانية، تعاملت مع أكثر من ثلاثة ملايين حاج. وهو الأمر الذي يعني أن أكثر من مليون حاج قرروا عدم التعجل، والمبيت في مشعر منى ليلة ثالثة، ليرموا بعد زوال شمس ظهيرة اليوم الجمرات الثلاث العقبة الصغرى والعقبة الوسطى والعقبة الكبرى. وعلى رغم إنجاز المؤسسات الحكومية مشاريع ناجحة، خصوصاً مشروع تطوير جسر الجمرات، فإن خدمة النقل صعدت إلى قائمة الأولويات المستقبلية من أجل حلها. ومن هنا فإن الحديث يتداول على نطاق رسمي واسع بتشييد سكك حديد تتناسب وظرف المكان والزمان الخاصين بالمشاعر المقدسة. من جهته، أعلن وزير الصحة السعودي الدكتور حمد المانع، خلو الموسم من أية أمراض وبائية أو غيرها، منوهاً بتحقيق أقل نسبة إشغال لأسِرّة المستشفيات منذ أكثر من عقدين. واصفاً الحال الصحية لجموع الحجيج بأنها"ممتازة". كما وصف كثير من القادة الأمنيين الميدانيين إجراءات إدارة الحشود وسلامتها، بأنها"أكثر من ممتازة"بحسب تعبيرهم. وشهد جسر الجمرات ضغطاً شديداً لنحو ساعة ونصف الساعة بعد ظهر أمس، قبل أن تعود الحركة فيه إلى انسيابيتها، ولم تسجل هناك أية حوادث تذكر. ونظم 20 ألف رجل أمن، انتشروا على الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة، تدعمهم مروحيات تابعة لوزارة الدفاع والطيران والدفاع المدني، تحرك الحجيج من منى إلى الحرم المكي، لأداء طواف الإفاضة. وقال المدير العام للطوارئ في الحج العقيد خالد درار ل"الحياة"أمس:"لم تسجل أية حالة طارئة في جسر الجمرات أمس، تستدعي رفع مستوى التأهب". وأشار درار إلى أن الحجاج خرجوا من مخيماتهم بعد ظهر أمس لرمي الجمرات،"ما أحدث زحاماً شديداً خلال الرمي، استمر نحو الساعة ونصف الساعة، لكن سرعان ما عادت الحركة إلى طبيعتها".