أكد أمين مجلس الأمناء للمركز العربي للثقافة والإعلام التابع لجامعة الدول العربية الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز، أن التراث جزء من الماضي والشخصية لأي مجتمع"ويجب أن يرتبط هذا التراث بالله، حتى ترتقي الأمة من خلال تراثها المرتبط بعقيدتها الإسلامية". وأشار في حديثه إلى"الحياة"إلى أن لدينا تراثاً جميلاً"يجب أن نحافظ عليه وان نربطه بعقيدة التوحيد، وان نوصله للآخر حتى وان اختلفنا معه، فهذا الاختلاف لا يعني أن نقاطع، بل على العكس يكون هناك تواصل وتعاون مع الغرب وغيره، حتى وان اختلفنا معهم، فالاتفاق والاختلاف لا يفسد للود قضية". مشيراً إلى أننا نحتاج إلى الكثير من الاجتماعات واللقاءات،"لإظهار حضارتنا وثقافتنا وتراثنا الإسلامي من دون تخويف أو إرهاب، حتى لا نتهم في عقيدتنا التي تنبذ الإرهاب بكل أنواعه". وكان الأمير مشعل بن محمد بن سعود، رعى مساء أول من أمس"ليلة حجازية"التي نظمها المركز العربي للثقافة والإعلام في متحف عبدالرؤوف خليل في جدة، وشهد عرضاً للزي الحجازي والأهازيج الشعبية الحجازية وقام بجولة على المتحف، الذي يضم عدداً من الأدوات والأعمال التراثية التي تتميز بها المناطق السعودية، وقام خلالها بإلقاء كلمة توعوية للحضور عن أهمية مراعاة العادات والتقاليد الإسلامية، والاهتمام بالثقافة والتراث الإسلامي، من خلال التمسك بعقيدة التوحيد، حضرها عدد كبير من أعضاء السلك الديبلوماسي المهتمين والمثقفين والإعلاميين. وشهدت الأمسية التي استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل عرضاً للأكلات الشعبية التي اشتهرت بها منطقة الحجاز. وذكرت الإعلامية الدكتورة أميرة كشغري خلال كلمة ألقتها أن الليلة الحجازية"فرصة لإزالة الغبار عما تكالب على الثقافة الشعبية لمنطقة الحجاز، واسترجاع المساحة الواسعة المغيبة في وجدان الناس"، مؤكدة أن مبادرة المركز العربي للثقافة والإعلام في مثل هذا النشاط"هي ترجمة لنشر ثقافة إحياء التراث والعادات والتقاليد الشعبية، للحفاظ عليها حية في الذاكرة، باعتبارها مكتسبات حضارية، تنشأ عليها الأجيال كي تستلهم من ماضيها الثري وكنوزها المكنونة، ما يسهم في تعزيز حب الوطن". وشدا المنشدون بالمجسات والمواويل الترحيبية، وألقى كل من الدكتور أنور عشقي والفنان عبدالله رشاد كلمات مختصرة، وكرمت الأمسية مبدعين ومثقفين، وحفلت بفقرات تراثية متنوعة منها رقصة المزمار والمجس الحجازي والأناشيد، وتضمن"بازاراً"للصناعات اليدوية الوطنية. من جهته، أوضح رئيس المركز الشاعر عبدالله الخشرمي ل"الحياة"أن المركز سيعمل على إقامة"ليلة حجازية"بشكل دوري، وسيتجه إلى دعم انتشار وتطوير جهود التقارب الثقافي العربي، ومشاركة القطاع الخاص فيه. وقال إن المركز يسره أن يطلق مشروع المبدع العربي، الذي يأخذ على عاتقه دعم الإنتاج الأدبي والإعلامي، وكل ما يمت إلى الثقافة بصلة من خلال إصدار كتب المبدعين، غير القادرين على تحمل تكاليف النشر. وأشار الخشرمي إلى أن المركز سيهتم على نحو خاص بإبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين. وثمّن مبادرة الفنان عبدالله رشاد لدعم المركز مادياً ومعنوياً، وتقديمه عضوية جائزة الأوسكار العربية للمركز العربي، ليكون فاعلاً في آليات عملها. وأكد الخشرمي أن المركز سيسهم في تعاضد وتكاتف النخب الثقافية والإعلامية، بمختلف أطياف اهتماماتهم وتخصصاتهم، من خلال برنامج يلامس ويؤثر إيجابياً في مستقبل الوجود السعودي والخليجي والعربي، بما له من مرتكزات حضارية. يذكر أن المركز العربي للثقافة والإعلام تنتشر فروعه في جدة، بيروت، المنامة، القاهرة، كاليفورنيا، اليابان، ويهدف إلى تشجيع ودعم الأعمال والمشاريع الفكرية والإبداعية والإعلامية المميزة، التي تخدم الوعي العربي ومسيرة الإصلاح والإسهام في دعم الطروحات الفكرية، الداعية إلى الحوار الموضوعي مع الآخر، بأسلوب متحضِّر لخلق حوارات فعَّالة ومستمرة بين الحضارات المختلفة.