فرغت هيئة حقوق الإنسان أخيراً، من إعداد مشروع كبير لنشر ثقافة حقوق الإنسان في جميع الإدارات الحكومية بهدف زيادة الوعي الحكومي بالقانون وحفظ حقوق المواطنين والمقيمين على حد سواء. وبحسب المتحدث الرسمي للهيئة الدكتور زهير الحارثي، في اتصال مع"الحياة"أمس، فإن المشروع الذي يعد الأكبر من نوعه في السعودية"رفع إلى المقام السامي في انتظار الموافقة عليه.. ويتضمن نقاطاً عدة لتعزيز الثقافة الحقوقية التي تعتمد في الأصل على المفاهيم الإسلامية لحفظ حقوق الإنسان، بجانب الالتزام بالمعاهدات الدولية التي وقعت عليها السعودية في هذا الجانب، إضافة إلى مراعاة نظام الإجراءات الجزائية". ولفت إلى أن المشروع"لايفرق بين حقوق المواطنين والمقيمين، بل يعاملهم سواسية". وأوضح أن الهيئة"لمست جهلاً حكومياً في القانون، إذ إن الموظف لايعرف إلى أين يتجه، وماذا يفعل اذا انتهكت حقوقه". وعلى رغم أن الحارثي ألمح إلى أن الهيئة خاطبت جهات حكومية عدة اثناء إعدادها للمشروع، إلا أنه أشار إلى"أن الآليات والتنظيمات النهائية للمشروع لم تحدد، ونحن بانتظار الموافقة من المقام السامي حتى تتضح الملامح الكاملة للمشروع". ولفت المتحدث الرسمي لهيئة حقوق الإنسان إلى أن المشروع يراعي التباين في حقوق الإنسان بين جهة حكومية وأخرى، موضحاً أن"الجهات التي لها تماس مباشر مع الجماهير تبدي تجاوباً مع ملاحظات الهيئة التي تناقشها بشكل مستمر، وهي في إعادة نظر دائمة لطبيعة نشاطها". من جهة أخرى، أكدت هيئة حقوق الإنسان أمس، أن المملكة العربية السعودية تعلن استمرار التزامها بكل المعاهدات والاتفاقات الدولية والإقليمية، التي وقّعت عليها حول حقوق الإنسان. وشددت المملكة لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي تصادف ذكراه ال 59 اليوم، على أنها"تضع نصب عينيها أن رعاية حقوق جميع فئات المجتمع في إطار العدل والمساواة هي وحدها الكفيلة بحماية الوطن وضمان وحدته واستقراره". وتشارك السعودية ممثلة في هيئة حقوق الإنسان، دول العالم الاحتفاء بالذكرى السنوية لليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف اليوم، وهو اليوم الذي نشرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل ستة عقود. وأشارت وكالة الأنباء السعودية واس إلى أن ديباجة الإعلان ومواده تضمنت ما يؤكد حفظ حقوق الإنسان وكرامته، لأن الناس جميعاً يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، ولكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان دونما تمييز من أي نوع، لا سيما التمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين وألقت الوكالة الضوء على هيئة حقوق الإنسان السعودية، مشيرة إلى أنها"وهي تشارك دول العالم الاحتفاء بهذا اليوم، تُذكّر الضمير العالمي بأهمية تطبيق ما نادى به الإعلان الذي يعد إنجازاً إنسانياً ونقطة تحول في طريق التضامن الدولي، نتيجة للتفاعل الايجابي بين الأديان والحضارات والثقافات، لتشكل مظلة من"الحقوق الإنسانية"التي تتوافق في معظمها مع ما نادت به الفطرة الإنسانية السليمة، وجاءت به الأديان التي حملت للإنسانية رسالة واحدة تدعو لعبادة الخالق سبحانه وتعالى، وتنظم العلاقات بين الأفراد في المجتمع بعين المساواة بميزان قوله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم.