دعت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف، إلى تكوين فريق عمل متعدد التخصصات لإجراء دراسات وبحوث عن إساءة معاملة الأطفال في ظل ازدياد عدد حالات العنف المسجلة في السعودية عشرة أضعاف. ولم تفصح المنيف خلال"الدورة التدريبية للمهنيين متعددي التخصصات المتعاملين مع حالات إساءة معاملة وإهمال الأطفال"، التي نظمها برنامج الأمان الأسري في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، عن أية تفاصيل عن عدد هذه الحالات، مكتفية بالقول:"إن عدد حالات العنف الأسري ازدادت عشرة أضعاف". وأشارت إلى أن الغرض من الدورة التي اختتمت أمس، تنظيم العمل الوطني تحت مظلة واحدة، لافتة إلى"جهود جبارة في إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني الذي صدر بأمر ملكي". وشارك في الدورة 75 مشاركاً من الجنسين من تخصصات مختلفة، منهم 22 اختصاصياً اجتماعياً، و15 اختصاصياً نفسياً، و15 اختصاصياً شرعياً، و7 أكاديميين و15 رجل أمن ومحامي ومحقق. وذكر مدير قسم برنامج الأمان الأسري الدكتور ماجد العيسى، أن هذه الدورة هي الأولى من سلسلة الدورات التدريبية، التي اهتم برنامج الأمان الأسري بها، للتأهيل المهني في مجال حماية الأطفال من الإيذاء ومد جسور التعاون مع الجهات العاملة في هذا المجال. ولفتت الدكتورة فضيلة المحروس من البحرين إلى أن ظاهرة إيذاء الأطفال موجودة في معظم المجتمعات، مضيفة، أن مستشفى التخصصي والحرس الوطني أكثر من أسهم في محاربة العنف ضد الأطفال. ودعت إلى اجتماع المهنيين من المنظمة الدولية لحماية الطفل وشبكة المهنيين العرب في قضية العنف الأسري، للتباحث في كيفية الحد من هذه المشكلة، التي تؤثر في الأطفال من الناحية الجسدية في التعذيب والنفسية في النشأة والأخلاقية في تعامله مع الغير، مشددة على"ضرورة منع العنف بشتى أشكاله ولو كانت تحت مسمى ضرب الطفل من أجل التربية". وتحدثت عن وجود"إيذاء جنسي"خلف الأبواب، منوهة إلى"أهمية علاجه خصوصاً أنه بدأ يظهر بشكل ملحوظ في حالات الاغتصاب". لكن عضو لجنة الحماية الاجتماعية مندوب الشرطة والجهات الأمنية المستشار في الحماية في وزارة الشؤون الاجتماعية المقدم معن اليوسف، اعتبر أن من المهم التمييز بين الضرب التأديبي والإيذائي، لافتاً إلى أن الدورة سلّطت الضوء على معالجة مشكلات العنف لدى الأطفال، وكيفية التعامل معهم، بعيداً عن إيذائهم ولو بالتأديب. وتساءلت الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع الجنائي في جامعة الرياض للبنات الدكتورة غادة عبدالرحمن الطريف، عن سبب عدم وجود نساء متخصصات في"العلم الجنائي"، مشيرة إلى أن هناك زاوية تبحث المرأة في منظورها أكثر من الرجل. وأشارت إلى أهمية دور وسائل الإعلام في التوعية بالعنف، مضيفة أن العنف من قدم البشرية، وفي السابق لم يكن لديهم معرفة في مدى خطورة العنف، إلى أن ظهرت عقوبات للعنف وتولت وسائل الإعلام نشر الوعي به.