أفضت كثرة مشكلات شركات تأجير السيارات مع عملائها غير الملتزمين بالسداد إلى تكبد هذه الشركات خسائر سنوية عالية، قدرت بنحو 500 مليون ريال. وفي المقابل مدت علاقة مميزة مع سائقي "الونشات" وأصحاب تأجير مواقف السيارات. وأكد نائب رئيس لجنة تأجير السيارات في غرفة جدة للتجارة والصناعة المهندس سعيد علي البسامي، أن تخلف الكثير من زبائن التأجير عن السداد ووجود إجراءات طويلة ومعقدة بسبب تحويل المطالبات المالية إلى المحاكم، تسببا في تكبيد شركات التأجير، خسائر سنوية تقدر بنحو 500 مليون ريال. وأشار إلى أن بعض القضايا تستغرق أكثر من عامين للنظر فيها، كما ان عدم تعميم استخدام أجهزة GPRS إلى الآن لمراقبة السيارات عن طريق الأقمار الاصطناعية أسهم بشكل كبير في ارتفاع ظاهرة سرقة السيارات وفقدانها لوقت طويل. يذكر أن من أبرز المشكلات التي تواجهها شركات تأجير السيارات، عدم تسليم السيارة المستأجرة في الوقت المحدد في عقود الإيجار، وحجز السيارة بعد العثور عليها في أحواش المرور والرسوم المترتبة على ذلك ورسوم سحب السيارات، إضافة إلى تسليم هذه السيارات بعد العبث بها وبمحتوياتها وقطع غيارها، اضافة إلى أنه في كثير من الأحيان ترفض الشرطة التدخل. ويعتمد العديد من العاملين في مؤسسات تأجير السيارات على ملاحظة شكل وتصرف الزبون المستأجر، حتى لو كانت مستنداته المطلوبة مكتملة كما يقول موظف الإيجار في إحدى المؤسسات ناصر محمد. يؤكد محمد أن الشبان عادة غير مرحب بهم في شركات التأجير، نظراً لكثرة التجارب السلبية مع العديد منهم، خصوصاً من يعمدون إلى استخدام السيارات المؤجرة في ممارسة التفحيط، إضافة إلى كثرة مشكلات التسديد وفصل العداد التي يقوم بها الكثير منهم. ومن جانبه، يرى موظف التأجير في إحدى المؤسسات فتحي البيومي ان هناك توجيه من ادارة المؤسسة بالحذر عند إيجار السيارات إلى مستأجرين، يذهبون بها إلى خارج المدينة خصوصاً من يتجهون الى المناطق الجنوبية من السعودية والتي تشهد اكبر نسبة مشكلات إيجار السيارات، حتى ان بعض المؤسسات أصبح يمنع بتاتاً الإيجار إلى هذه المناطق. وتأتي سرقة السيارات، لتسجل نفسها من ابرز القضايا المنتشرة في المجتمع وتشكل تحدياً لقوات الأمن التي تسعى جاهدة إلى القضاء عليها في ظل وجود عصابات متخصصة في سرقة السيارات. وتعتبر سرقة السيارات ظاهرة دولية تعاني منها الكثير من الدول، غير أن الإحصاءات والدراسات أثبتت أن سرقة السيارات لم تصل إلى أن تصبح ظاهرة، وان غالبيتها يكون نتيجة طيش شباب لا أكثر. وتبين الدراسات والسجلات أن غالبية المتورطين في سرقة السيارات هم من فئة الأحداث من طلاب المدارس والعاطلين عن العمل، فيما توصلت دراسة أخرى أن الطلاب يمثلون النسبة الكبرى من مرتكبي سرقة السيارات، وأن نسبة العاطلين عن العمل بلغت الثلث من مجموع سارقي السيارات. وتشير الدارسة الى أن هناك دوافع وأسباباً عدة لسرقة السيارات، منها الاقتصادية والاجتماعية، ويعتبر بيع قطع السيارة مجزأة بعد السرقة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى السرقة، وهناك من يستخدم السيارة المسروقة في المباهاة بين أقرانه والبعض الآخر يستخدمها في التفحيط والاستعراض. ويأتي الإهمال من مالك السيارة وترك السيارة في وضع التشغيل أو عدم الاهتمام بوضع مفتاح السيارة في مكان آمن واحداً من أهم الأسباب التي تشجع على سرقة السيارات. وكانت قوات الأمن في محافظة جدة ألقت القبض على العديد من العصابات المتخصصة في سرقة السيارات، وذلك من خلال عمليات الدهم المستمرة التي كانت تنفذها، إذ قبضت على أكثر 20 عصابة خلال الأشهر الماضية، ويعتبر شهر رمضان من أكثر الأشهر التي تكثر فيه سرقة السيارات، خصوصاً في الوقت بعد صلاة الفجر وهو الوقت الذي يخلد فيه غالبية الناس إلى النوم. وتعتبر أماكن التجمعات الشبابية من أكثر المواقع التي يوجد بها السيارات المسروقة، وكذلك مواقع التفحيط، في حين يتم العثور على هذه السيارات بعد أن تتعرض لصدمات بالغة أو سرقه أجزاء منها مثل الإطارات او الإكسسوارات أو المسجل.