بين اللهث وراء رقي الخدمة، والبحث عن جودة الأداء، تبدأ هذه الأيام مؤسسات أرباب الطوافة في مكةالمكرمة، والتي تخضع لإشراف وزارة الحج، من مطوفين، ووكلاء، وأدلاء، وزمازمة، في سباق مع الزمن، ولملمة الأوراق المبعثرة لاستكمال استعداداتها الأخيرة وترتيباتها النهائية، للفوز بأفضل الإشادات، وعظيم الأجر والمثوبة في خدمة الحجاج. وتتوزع ست مؤسسات للطوافة في العاصمة المقدسة بين مؤسسات حجاج الدول العربية، وحجاج الدول الإفريقية الناطقة بغير العربية، وحجاج إيران، إضافة إلى مؤسسات حجاج جنوب آسيا، وجنوب شرق أسيا، وحجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا واستراليا، يبقى الهاجس الأول والأخير لهذه المؤسسات كافة تطوير خدماتها، واستخدام أحدث وسائل التقنية، وتجنيد أفضل طاقاتها الآلية والبشرية بالشكل الذي يليق بما تبذله الدولة من جهود، وما تسخره من إمكانات لخدمة ضيوف الرحمن. واستعدت جميع تلك المؤسسات باكراً لموسم الحج المقبل بعقد اجتماعاتها الدورية، مع التنسيق الكامل مع وزارة الحج وبعثات الحج المختلفة، كل بحسب مجموعته الخاصة به، والعمل على بحث السبل الكفيلة كافة لإنجاح موسم حج هذا العام، فكان أن بادرت مؤسسة الدول العربية إلى التركيز على حل مشكلة تنقلات حجاجها البالغ عددهم قرابة 350 ألف حاج يمثلون 32 دولة عربية، وخصوصاً من مساكنهم إلى المنطقة المركزية، وفي المشاعر المقدسة عموماً. وقامت المؤسسة في هذا الصدد بتهيئة وتجهيز وزيادة عدد سيارات النقل الخاصة بها، إضافة إلى توفير سيارات الإسعاف التي وصل عددها إلى 32 سيارة إسعاف، كما قامت في هذا الشأن باستضافة مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد أحمد ناشي، في مقر المؤسسة بأم الجود، لمناقشة ودرس وتذليل الأمور والصعاب كافة التي تخص جانب نقل الحجاج. فيما ركزت مؤسسة حجاج جنوب آسيا على عقد اللقاءات المختلفة مع رؤساء البعثات للتنسيق والترتيب معها، وتحين موعد وفود الحجاج إلى البلاد المقدسة, إضافة إلى اطلاع رؤساء تلك البعثات على معظم التجهيزات والاستعدادات الكبيرة والتقنيات الحديثة التي تتمتع بها وتستخدمها المؤسسة لخدمة تلك البعثات. وأبدت مؤسسة حجاج الدول الإفريقية غير العربية اهتماماً بالغاً بعملية تفويج الحجاج لجسر الجمرات، ودرس الإشكالات ومحاولة تلافيها، والعمل على درس كيفية وضع جدول زمني محدد لعملية التفويج، وركزت على حجاج الجالية النيجيرية الذين يصل عددهم قرابة 100 ألف حاج، وقامت بالترتيب والتنسيق لعمل ورش عمل مكثفة تختص بمعالجة هذا الجانب، انتهت من أولى جلساتها مع رئيس بعثة الحج النيجيرية للعمل على سلامة حجاج البعثة، والعودة المحمودة إلى بلادها سالمة. وعلى الجانب الآخر، تسعى المؤسسات الثلاث الأخرى جنوب شرق آسيا، ومؤسسة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأميركا واستراليا، ومؤسسة حجاج إيران إلى تقديم أرقى الخدمات وأفضلها وتعيش تحدياً مع نفسها والزمن لتظهر بأبهى الصور أثناء موسم حج هذا العام. وفي شأن ذي صلة، تبدأ مؤسسات أرباب الطوائف المطوفون ? الوكلاء - الزمزمة، ومشروع إرشاد حافلات نقل الحجاج، ابتداءً من صباح اليوم السبت، في استقبال طلبات التوظيف الموسمية الخاصة بالشباب السعودي للعمل بتلك المؤسسات, وتوزعت تلك الوظائف بين مدخلي البيانات والإداريين والسائقين، إضافة إلى مرشدي حافلات نقل الحجاج. ووصل عدد الوظائف المتوافرة إلى قرابة 30 ألف وظيفة، توزعت بين مختلف مؤسسات الطوافة الست، إضافة إلى مكتب الوكلاء الموحد، ومشروع إرشاد حافلات نقل الحجاج، ومكتب الزمزمة الموحد.