على رغم الازدحامات المرورية العالية التي تشهدها الرياض عاماً بعد آخر، إلا أن الإدارة العامة للمرور ما زالت تقف موقف المتفرج، سوى من بعض الاجتهادات والحلول الفردية التي تخرج بين فينة وأخرى على استحياء. أعلم أن مسؤولية هذه المعضلة التي يعانيها الجميع حالياً، لا تقع فقط على إدارة المرور وحدها، فهناك إدارات أخرى تشاركها المسؤولية، إن لم تكن تتحمل الجزء الأكبر منها. لكن هذا لا يجعل المسؤولين في المرور يستكينون إلى هذه النقطة، فنحن نتلمس منهم تفاعلاً أكبر لفك الاختناق في حركة السير. دعوني أتطرق إلى نقطة مهمة، كنت أريد الكتابة إلى صحفنا المحلية في شأنها منذ زمن بعيد، ألا وهي الإشارات المرورية، ولا أخفيكم أن بعضها تحولت من عامل منظم لحركة السير وحفظ الأرواح والممتلكات إلى جزء من المشكلة. هناك إشارات مرورية على رغم وجودها في مواقع حيوية وحساسة في وسط العاصمة، إلا أن الضوء الأخضر لا يضيء أكثر من أربعين ثانية للمسار الواحد، ما يجعل السيارات تتكدس وراء بعضها لمسافة طويلة. سأضرب مثالاً بتقاطع شارع التخصصي مع طريق خريص، فقد أحسنت إدارة المرور عندما أطالت مدة إضاءة الإشارة الخضراء للقادمين من الشمال على طريق التخصصي، ولكنها في الوقت نفسه لا تتيح للقادمين عبر طريق خريص من الغرب سوى ثوان قليلة، على رغم كثرة السيارات في هذا المسار، خصوصاً أوقات الصباح أثناء ذهاب الناس إلى أعمالهم. أعلم أن المسؤولين في المرور يتابعون بدقة مدى تدفق السيارات في الشوارع والمسارات، ولكن يجب الانتباه إلى أن الازدحام في بعض الإشارات أو المسارات أو الشوارع هو ازدحام وقتي، مرتبط بوقت الدوام الرسمي أو الذهاب إلى الأسواق أو ما شابه. لذا نأمل من المسؤولين في الإدارة العامة للمرور بالعمل على مراعاة مثل هذه الازدحامات الوقتية والعمل على حلها، وذلك بإطالة أمد إضاءة اللون الأخضر، ولا مانع من تقصير المدة أو إطالتها بحسب المواسم أو المناسبات أو ما تقتضيه الظروف الزمنية المختلفة.