أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن بلاده لن تتخذ أية خطوات تطبيعية مع إسرائيل قبل توصلها إلى اتفاق سلام نهائي، يضع حداً للنزاع العربي - الإسرائيلي، مشدداً على ان مبادرة السلام العربية ما زالت هي الإطار للتسوية، وهي تنص على ان التطبيع سيأتي بعد تحقيق السلام، الذي لن يتحقق قبل انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 . وأوضح الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي عقده ليل أول من أمس، في مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة الأميركية واشنطن انه لن يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت. وقال وزير الخارجية السعودي، الذي يترأس وفد بلاده إلى مؤتمر"انابوليس"للسلام في الشرق الأوسط الذي تستضيفه الولاياتالمتحدة:"إننا لم نأت هنا لعروض مسرحية، بل جئنا للقيام بعمل جدي نحو تحقيق السلام، وعندما يتم ذلك وتمتد الينا اليد بالسلام فإننا سنصافحها عند ذلك". وأكد أن المملكة العربية السعودية قررت المشاركة في المؤتمر بعد إجماع لجنة المبادرة العربية على قرار المشاركة، والتزام الولاياتالمتحدة وتصميمها على العمل على دفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى اتفاق سلام شامل، وهو الالتزام الذي أكدت خلاله الولاياتالمتحدة الأميركية انها ستستخدم كل قوتها وتأثيرها لجمع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لمناقشة مواضيع الوضع النهائي. وقال الأمير سعود:"عندما يقول رئيس الولاياتالمتحدة انه يدعم جهود السلام بشكل كامل، فإن ذلك يعطي الجميع الثقة بأنه سيفعل ذلك، وهو الأمر الذي أعطى، ليس المملكة العربية السعودية فحسب، بل الدول العربية كذلك، الثقة للمشاركة في المؤتمر". وأشار إلى ان رسالة الدعوة للمشاركة في المؤتمر تضمنت إشارة واضحة إلى ان الهدف من المؤتمر هو التعامل مع المواضيع الصعبة المتعلقة بتسوية الوضع النهائي. وأعرب وزير الخارجية السعودي عن أمله في ان يتمكن مؤتمر"أنابوليس"للسلام في الشرق الأوسط من تحريك عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، المجمدة منذ فترة طويلة، موضحاً ان كل رجل وامرأة وطفل - سواء في العالم العربي أو في إسرائيل - يعرف ما هو شكل السلام المطلوب، مبيناً ان المملكة لن تتفاوض نيابة عن الفلسطينيين أو السوريين أو اللبنانيين، بل هي تشارك في المؤتمر لدعم جهود السلام، ولمساعدة الذين يعملون من اجل السلام لتحقيقه. وقال:"ان المملكة العربية السعودية لا تتوقع ان يقدم مؤتمر"أنابوليس"حلولاً فورية، لأنها لا تتطلع إلى تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، بل إلى تسوية شاملة للصراع العربي - الإسرائيلي في الشرق الأوسط". ولفت الأمير سعود الفيصل إلى ان الانقسام الفلسطيني الحالي بين حركتي فتح وحماس يصعب من الموقف الفلسطيني المفاوض، مبيناً ان المملكة العربية السعودية عملت على توحيد الصف الفلسطيني من خلال اتفاق مكةالمكرمة، الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووقعه المسؤولون في الحركتين. وأضاف:"إلا ان ردة الفعل الدولية تجاه حكومة الوحدة الفلسطينية التي تم الاتفاق عليها في مكةالمكرمة لم يكن مناسباً، وكان من الواجب دعم تلك الحكومة". وتطرق الأمير سعود الفيصل إلى الأوضاع في العراق، مؤكداً ان على العراقيين والحكومة العراقية الالتزام بعملية مصالحة واسعة، موضحاً ان تلك العملية تحتاج إلى قيادة قوية تتابع عملية المصالحة، من دون الحاجة إلى الإلحاح المستمر من الولاياتالمتحدة. وقال:"ان ما يفتقده العراق ليس وقوف العراقيين جنباً إلى جنب لمحاربة الإرهاب، وإنما وقوفهم جنباً إلى جنب للبقاء كدولة موحدة". كما تطرق الأمير سعود إلى الأوضاع في باكستان، مشيراً إلى ان المملكة العربية السعودية طلبت من الرئيس برويز مشرف السماح لرئيس الوزراء السابق نواز شريف بالعودة إلى باكستان من منفاه في المملكة، مثلما سمح لرئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو بالعودة. ورداً على سؤال حول قضية فتاة القطيف قال:"ان المزعج في الموضوع هو استخدام مثل تلك التصرفات الفردية للإساءة إلى الشعب السعودي والحكومة السعودية"، موضحاً انه تتم حالياً عملية مراجعة للحكم من خلال النظام القضائي.