بات النوم بالنسبة إلى اليمني عبدالسلام محمد 28 عاماً متعة يستحيل الحصول عليها منذ أربعة أعوام. هذا الشاب تحولت حياته إلى ألم، بعدما أصيب بمرض"البلهارسيا"الذي عطل كبده، فهو يحتاج إلى سحب كميات من السوائل من جسده بين فترة وأخرى لكي يرتاح. عبدالسلام غادر بلاده متوجهاً إلى السعودية قبل أكثر من عامين بحثاً عن علاج برفقة شقيقيه، وراجع مستشفيات مختلفة في منطقة مكةالمكرمة، وكلها أكدت ضرورة زرع كبد له تحتفظ"الحياة"بالوثائق كافة. شد هذا"المريض"رحاله إلى الرياض بعد أن نوّم فترة في مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام في جدة، وراجع مركز زراعة الكبد في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني. يقول شقيقه أبو سلطان ل?"الحياة":?"على رغم انه يراجع مدينة الملك عبدالعزيز الذي أدخل للعلاج فيه على حسابنا من طريق مركز الأعمال، إلا أن الأطباء أكدوا أنه لا علاج له سوى الزرع". ويضيف:?"أجرينا فحوصاً أنا وشقيقي من أجل التبرع لعبدالسلام بجزء من الكبد، وأظهرت النتائج أن شقيقي يمكنه التبرع له، إذ إن أنسجته تتطابق مع المريض". ويتابع:?"إلا أن فرحتنا بالتطابق فسدت، بعدما أبلغنا أن كلفة الزرع قد تصل إلى نصف مليون ريال وهو مبلغ لا طاقة لنا به". ويوضح أنهم أنفقوا كل ما لديهم على علاج أخيهم خلال الأعوام الماضية، ما أدى إلى تحملهم ديوناً بلغت 25 ألف ريال، مبيناً أنهم قصدوا فاعلي خير في السعودية واليمن، إضافة إلى جهات حكومية في الرياض، لمساعدة شقيقهم غير أن مساعيهم فشلت. وقال المريض عبدالسلام ل?"الحياة":?"إن حالي تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، كما أن نوبات الإغماء التي تنتاني زاد عددها أخيراً". ويشير إلى أن فشل الكبد أدى إلى إصابته باستسقاء بالبطن، إضافة إلى دوالي المريء واضطراب في عمل الكلى، نتج من"تخزن السوائل داخل جسدي، وأدى إلى انتفاخ كبير في البطن، لا يختفي إلا بعد إجراء جراحات شفط في المستشفى". ويناشد عبدالسلام فاعلي الخير مساعدته في تحمل كلفة جراحة الزرع، مشيراً إلى أن أحد الأطباء المشرفين على حاله أبلغه أن الجراحة لا تكلف في إحدى الدول الآسيوية سوى 70 ألف ريال.