يمر المريض عادة بعدة خطوات قبل الوصول للقرار الجراحي، فبعد تشخيص المرض وتحديد نوع ومكان الدوالي، يكون التدخل الجراحي، والذي يحاول الأطباء تأجيله ومحاولة السيطرة على الدوالي بدون التدخل الجراحي العميق إن أمكن، ولكن حين يرى الأطباء ضرورة التدخل الجراحي فإنه يأتي في نطاقين: التدخل العاجل: ولم يعد مثل هذا الإجراء شائعا مؤخرا لتقدم الوسائل العلاجية الأخرى، حيث أصبح من الممكن السيطرة على نزيف الدوالي عن طريق المناظير أو إجراء توصيلة بواسطة الأشعة التداخلية من الوريد البابي الى الوريد الأجوف السفلي من مبدأ تحوير المسارات الوريدية وتخفيف الضغط عن الوريد البابي المغذي للأوردة المتوسعة في المريء. أما اذا فشلت الوسائل العلاجية بالمناظير والأشعة، مع عدم توافر الإمكانات من تجهيزات وتوفر أعضاء للزراعة (الكبد) حينها يأتي التدخل الجراحي بفتح منطقة البطن بما يحتويه هذا الإجراء من مخاطر بسبب تقدم الحالة المرضية وعدم قيام الكبد بوظائفها الفسيولوجية ومثالا على ذلك عند وجود الدوالي مع ضعف عوامل التجلط مما يسبب نزيفا غير ممكن السيطرة عليه بسهولة، وارتفاع ضغط أوردة البطن مما يسبب خطورة النزيف والسيطرة عليه، والحالة العامة الصحية للمريض. ويهدف هذا التدخل فقط للحفاظ على حياة المريض من النزيف وتحوير وتحويل مسارات مرور الدم بالأوردة، ونادرا ما يتم استئصال الطحال كأحد الطرق لتخفيف الدم العائد للوريد البابي الى الكبد وبالتالي تخفيف الضغط عن الأوردة. زراعة الكبد: وهي الحل الناجع والأمثل لدوالي المريء المتقدمة، حيث تهدف الزراعة الى حل المشكلة الرئيسية لتكون دوالي المريء وتدهور وظائف الكبد. فإذا ما تمت زراعة الكبد انتهت معظم العوامل المؤدية لتوسع وزيادة ضغط الأوردة في منطقة البطن ومنها المريء الذي يتأثر تأثرا مباشرا بارتفاع الضغط في أوردته الصغيرة غير المهيأة لمثل هذا الضغط المرتفع مما يؤدي نهاية الى انفجارها. يبدأ جراحو الكبد بتقييم خطورة وتقدم المرض، ووضع المريض على لائحة انتظار الزراعة حسب الأولويات مقارنة بالمرضى الأخرين، ومن هنا يأتي الدافع للحث على ثقافة التبرع للأعضاء لما بها انقاذ لحياة آلاف المرضى بمختلف الدواعي للزراعة كما على سبيل المثال لدوالي المريء المتقدمة. * قسم الجراحة