اضطرت سيدة سعودية إلى قيادة سيارة زوجها لمسافة تقدر بنحو 50 كيلومتراً، إثر وعكة صحية ألمت به أثناء عودتهما وأطفالهما من إحدى الاستراحات القريبة من محافظة"العيينة"شمال الرياض. وأسهم التعامل الإنساني والمرونة من جانب رجال الأمن في سرعة إيصال الزوج للمستشفى واحتواء الموقف وتهدئة نفوس العائلة، خصوصاً الزوجة التي هرعت كثيراً حينما وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام نقطة أمنية غير ثابتة قريبة من مستشفى الملك خالد الجامعي، على رغم اجتهادها، بتوجيه من زوجها، في الوصول للمستشفى من دون المرور بإحدى نقاط التفتيش المعروفة. وعلى رغم ان مصدر مروري أبلغ"الحياة"ان الحالات المشابهة لهذه الحادثة قليلة جدا، إلا أنه قال:"إن رجال المرور يغلّبون حسهم الإنساني في التعامل مع مثل هذا الموقف". بيد انه عاد وحذر من المغامرة، مشيراً الى ان الحال تختلف تماماً اذا ما اتضح لهم ان المرض غير صحيح. وأوضح أنه في هذه الحال يتم رفع الامر برمته الى الحاكم الاداري للمنطقة التي وقعت فيها المخالفة لاتخاذ ما يراه مناسباً حيال ذلك. ولا تتضمن أنظمة المرور السعودية مخالفة لقيادة المرأة، اذ تكتفي تلك الانظمة بمنع قيادتها تماماً كما تحظر منح رخص قيادة مثلما هو معلن. وعودة الى الحادثة يروى الزوج عبدالرحمن الاحمري ل?"الحياة"، تفاصيل الموقف الصعب الذي انقلب إلى طريف، بفضل تعامل رجال الأمن،"كنت وزوجتي وأطفالي الثلاثة في استراحة خاصة بالعائلة على طريق القصيم، وأحسست فجأة بأعراض مغص حاد في جانبي الأيمن، تبين في المستشفى لاحقاً، انه"التهاب في الزائدة الدودية"، واستعجلت في الرجوع للرياض بصحبة عائلتي، حتى أراجع المستشفى، وفي الطريق تصاعد الألم، لدرجة أنني لم أعد أقوى على قيادة السيارة، وأخذت أتلوى من شدة الألم". ولأن المسافة المتبقية تتجاوز 50 كيلومتراً، ولا يمكن للزوج انتظار أحد يصل لمساعدتهم، بسبب شدة الألم، طلب من زوجته أن تتولى القيادة، ووافقت فوراً، لمهارتها في القيادة. ويقول:"حاولت أثناء ذلك أن تتجه في طرق لا تمر بنقاط أمنية أو إشارات مرور، قدر المستطاع، تفادياً للحرج، إلا أننا صادفنا نقطة أمنية غير ثابتة، ولم نتوقع وجودها في أحد الطرق المتفرعة من الدائري الشمالي، وشاهدناها أمامنا فجأة، ما سبب إرباكاً شديداً وهلعاً في نفس زوجتي، وما ان أوقفت السيارة عند النقطة، حتى تقدم من الجانب الذي أجلس فيه رجل أمن، كي يستفسر عن سبب قيادتها السيارة،? وحاولت النزول، وحينما لاحظ رجال الأمن أنني أتلوى أثناء نزولي وأعراض الألم بادية عليّ، أسرعوا بنقلي للمستشفى". ووجه الضابط الميداني بأن يتولى احد الأفراد قيادة السيارة، لأن"الموقف لا يتحمل استدعاء سيارة إسعاف، وكلف دورية أمنية بالسير خلفنا حتى المستشفى، وتبين لهم هناك أن الحالة كانت تستحق أن أغامر بذلك التصرف، وأن تتولى زوجتي القيادة، إذ تبين إصابتي بالتهاب حاد في الزائدة، وأجريت ليّ على الفور جراحة". وحول سبب مهارة زوجته في قيادة السيارة، على رغم أنها لم تخرج من البلاد مطلقاً، قال الاحمري:"منذ سبع سنوات، وفي أحد أماكن التنزه في روضة خريم، طلبت منيّ زوجتيّ أن تتعلم القيادة، ولأن المكان حينها كان بعيداً عن عيون الناس والأجواء كانت تسمح بذلك دربتها وتفاجأت بسرعة تعلمها، إذ قادت السيارة مسافة لا تتجاوز ال300 متر حول مخيمنا، ولم أكن أتوقع أن هذا الدلال سيتحول ولعاً في نفس زوجتي مع مرور الأيام، وكثرة محاولاتها القيادة لمسافات قصيرة، حتى وصل بها الأمر إلى أنها باتت تفضل رحلات الاستجمام البرية على زيارة مدن الترفيه، إذ ستزاول هناك هوايتها المفضلة، في قيادة السيارة. وتعرضت سيارة الاحمري لأكثر من حادثة، أثناء الفترة التي سبقت تمكن الزوجة من القيادة، خصوصاً داخل حوش منزله، فوسع المكان أتاح لزوجته أن تسير بالسيارة لأمتار حول البيت، لإرضاء فضولها الذي كان يزعج زوجها كثيراً، قبل ان يعرف ان ذلك الفضول كان سبباً في تخلصه من آلامه المبرحة.