كشف رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة والسياحة في السعودية سعد القرشي ل"الحياة"، أن ثمانية آلاف معتمر عراقي سيتخلفون غداً عن مغادرة الأراضي السعودية بسبب تخلي إحدى شركات الطيران المسؤولة عن ترحيلهم عبر رحلاتها إلى بلدهم. وأشار رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة إلى أن شركات العمرة في السعودية ستستضيف هؤلاء المعتمرين على نفقتها الخاصة في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، إذ ستستمر في تأمين السكن والإعاشة لهم مجاناً كحالة استثنائية، بعد أن تخلف"الناقل الجوي"عن الالتزام بترحيلهم وفق المدة المحددة، إذ من المنتظر تأكيد رحلات جوية لهم في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال القرشي:"إن اليوم هو المهلة الأخيرة التي حددتها وزارة الحج لمغادرة المعتمرين كافة الأراضي السعودية، وذلك لانتهاء تأشيراتهم الخاصة ب"عمرة رمضان"، ومن يتخلف منهم عن المغادرة ستطبق بحقه العقوبات النظامية، التي يمكن أن تطاول الشركات التي قدموا من طريقها وعبر وكلائها في الخارج". ولفت إلى أن نسبة التخلف قد تصل إلى ثلاثة في المئة فقط من إجمالي المعتمرين، وهي نسبة تقل كثيراً عن المسجلة في العام الماضي، إلا أن أكد أنه النسبة الحقيقية ستنكشف خلال الأيام القليلة المقبلة مع انتهاء موعد مغادرة المعتمرين نهائياً. واتهم القرشي في الوقت ذاته شركات الطيران بعدم الالتزام في شكل أفضل بخطة ترحيل المعتمرين إلى بلدانهم، بعد انتهاء مدة تأشيراتهم، الأمر الذي يتطلب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمعاقبة هذه الشركات، التي تتسبب في تخلف المعتمرين الذين أكدوا حجوزاتهم على رحلاتها، وتركهم يفترشون الأرصفة في المطارات أو الموانئ. وأكد القرشي أن شركات العمرة كانت تتهم في السابق بتسببها في تخلف المعتمرين، إلا أن الناقل الجوي أصبح شريكا رئيساً في عملية التخلف، من خلال عمليات النصب التي يتعرض لها بعض المعتمرين، ما يتسبب في تكدسهم في المطارات بشكل غير لائق. من جهته، أوضح مالك مؤسسة زوار البيت للتسويق والسياحة فهد الوذيناني، أن عائدات المعتمرين خلال شهر رمضان تجاوزت ثلاثة بلايين ريال، موزعة على السكن بنسبة 45 في المئة، والإعاشة والهدايا بنسبة 45 في المئة، والمواصلات بنسبة عشرة في المئة لكل من معتمري الخارج والداخل. وأكد الوذيناني ل?"الحياة"أن 99 في المئة من شركات العمرة البالغ عددها 80 شركة احتفلت أخيراً بنجاح خطتها وبرامجها التي قدمتها للمعتمرين خلال الشهر الماضي بشكل غير مسبوق، مضيفاً أن هذا الموسم من أفضل المواسم، بالاستناد إلى انسيابية حركة المعتمرين وضبط تحركاتهم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، للحيلولة دون وقوع المشكلات، وسد أبواب التخلف التي كانت تقع في السابق. ولفت إلى تسجيل بعض المشكلات التي حصلت لبعض الدول، بسبب تعثر تأشيرات قدومهم إلى الأراضي السعودية نتيجة تطبيق نظام الكوتا، مثل الجزائر، إذ لم يحصل أكثر من 20 ألف معتمر جزائري على فرصة العمرة بسبب عدم التنسيق المبكر بين الوكلاء الخارجيين ووزارة الحج، وعدم حل مشكلات هؤلاء المعتمرين في وقت باكر. وأكد الوذيناني أنه يتعين على وزارة الحج النظر في مسألة الحصص الممنوحة للدول، ومقارنتها بالطاقة الاستيعابية للفنادق والشقق السكنية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة.